رئيس الدولة: الدورة تعزز الحوار والتعارف والتنافس بين شباب العالم على أرض الإمارات
الوجهة الثقافية الجديدة في الإمارة والدولة
مركز جامع الشيخ زايد الكبير يفتح أبواب متحف «نور وسلام» أمام الزوار في «قبة السلام»
برعاية كريمة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، أعلن مركز جامع الشيخ زايد الكبير عن فتح متحف "نور وسلام" أبوابه أمام الجمهور ، وبهذه المناسبة عقد المركز مؤتمرًا صحفيًا، صرح خلاله سعادة الدكتور يوسف عبدالله العبيدلي قائلا: "ينطلق متحف "نور وسلام"، من رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة، وقيادتها الرشيدة في إثراء المشهد الثقافي في الدولة، وإحياء مكنونات الحضارة الإسلامية، ونتاجها الذي يتسم بالتنوع والثراء، ويعكس عصورًا من العمق المعرفي في العلوم، والحرفية والإبداع في الفنون والآداب، ويفصح في الوقت ذاته عن تشجيع الثقافة الإسلامية للعلوم والفنون، كما ينطلق من رؤية الدولة في إرساء مفاهيم التواصل الحضاري، على أسس السلام والاحترام المتبادل، ودورها الرائد كحاضن لقيم التسامح، وذلك من خلال التعبير عن جوهر الثقافة الإسلامية، وما تتميز به من مفاهيم الوحدة والتقارب والوسطية، بتقديم تجربة المتحف الذي صُمم ليجمع بين الأجواء المميزة وطرق العرض المبتكرة، لمجموعة منتقاة من القطع الأثرية والتحف والمعروضات ذات القيمة التاريخية الفنية والعلمية والأدبية، عبر خمسة مجالات حضارية، تقدم تجارب سردية ملهمة، تثري زيارة مرتادي الجامع، الذين يقصدونه من مختلف أنحاء العالم، معززاً في الوقت ذاته رسالة المركز في جعل الجامع منصة للحوار الحضاري، ومواكبًا للحراك الثقافي في دولة الإمارات العربية المتحدة، وجهودها في نشر الوعي الثقافي بين الأجيال، واتخاذ المفاهيم الحضارية لغةً للتقارب بين الجميع".
محتوى ثقافي ورسالة حضارية لمختلف الفئات والثقافات
يستهدف المتحف بمحتواه الثقافي المتنوع مختلف الثقافات والفئات، شاملًا الباحثين والمتخصصين والمهتمين بشؤون الثقافة والتراث والعلوم والفنون، ويقدم رسائله من خلال تجارب تفاعلية وحسية متنوعة، شاملًا بذلك فئة الأطفال التي خصص لها مجموعة من التجارب الجاذبة، التي تقرب إلى أذهانهم رسالة المتحف الحضارية، في القسم المخصص للعائلة.
وبهدف نشر رسالته على أوسع نطاق، يقدم المتحف مضمونه الحضاري، بسبع لغات هي العربية والإنجليزية والصينية والإسبانية والفرنسية والروسية والأوردو، من خلال تقنية تمكّن المستخدم من تفعيلها على الشاشات الرقمية المصاحبة للتجارب الثقافية ضمن أقسام المعرض، وتجدر الإشارة إلى أن اختيار تلك اللغات جاء وفق دراسة أجراها المركز لأكثر الجنسيات ارتيادا للجامع.
خمسة أقسام تقدم سردًا شائقًا وتجارب متنوعة
وتم خلال المؤتمر الصحفي استعراض أقسام المتحف، حيث القسم الأول من المتحف "قيم التسامح-فيض النور"، يقدم رسائل التسامح والتعايش في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تمتد جذورها على هذه الأرض منذ أن استوطنها البشر قبل آلاف السنين، ورسختها رؤية الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان– طيب الله ثراه- وحكمته. أما القسم الثاني فهو قسم "القدسية والعبادة – المساجد الثلاثة"، الذي يتيح للزوار من مختلف أنحاء العالم التعرف عن قرب أكثر الجوامع قدسية في العالم الإسلامي، وهي: المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى، وعلى الجوانب المستلهمة منها في جامع الشيخ زايد الكبير على الصعيدين الروحي والمعماري.
ويحمل القسم الثالث من المتحف مسمى "جمال وإتقان – روح الإبداع"، ويسلط الضوء على الإنتاج العلمي والثقافي الثري للحضارة الإسلامية عبر العصور.
وقبل الوصول إلى القسم الرابع يمر الزوار بقسم العائلة، الذي يوفر فرصة مميزة للعائلات لاستكشاف القصص بشكل جماعي ضمن أجواء تفاعلية ممتعة تجذب الأطفال، ومن خلال تجارب حسية، تتناول مواضيع عدة، مثل بناء المسجد، والأشكال الهندسية، وطرق استخدام الاسطرلاب، وغيرها.
ويأتي القسم الرابع من المتحف تحت اسم "جامع الشيخ زايد الكبير – التسامح والانفتاح"، ويتضمن نموذجاً لجامع الشيخ زايد الكبير، يتوسط المتحف ويجسد قيم السلام والتسامح والتنوع التي ينادي بها الدين الإسلامي، تعلوه ثريا تحاكي ثريا الجامع -أحد أبرز الملامح الجمالية في الجامع-، ويضم هذا القسم عدة محطات تفاعلية، تتيح للزوار استكشاف تفاصيل الجامع وقصة نشأته، وجمالياته وبديع فنون العمارة الإسلامية التي تجلت بوضوح في جميع زواياه، كما يطلع هذا القسم زائري المتحف على تجربة فريق عمل المركز ودور كل منهم في تجسيد رسالة الجامع ورؤيته الحضارية.
أما القسم الأخير في المتحف فيأتي تحت عنوان "الوحدة والتعايش"، واستلهم هذا القسم تجربته، من جماليات الجامع وأحد أبرز تفاصيله التي تنطوي على رسالة الوحدة والتعايش، وهي تصاميم الزهور المستوحاة من أنحاء مختلفة في العالم، حيث يقدم هذا القسم تجربة تفاعلية جاذبة وملهمة تتيح للزائر ربط منطقته الجغرافية في أي مكان في العالم بقيم الجامع وفنونه.
محتوى تاريخي ثقافي يعبر عن العمق والثراء
ويزخر المتحف بمجموعة منتقاة من التحف والمعروضات، التي تعود إلى عصور إسلامية مختلفة، وتتمحور حول مواضيع متنوعة، ومن أهم ما تشمل معروضات المتحف: جزء من حزام الكعبة المشرفة (القرن 20)، ودينار عبدالملك بن مروان-أول مسكوكة إسلامية ذهبية-(77 ه)، وكتاب التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (1296م -695ه)، ويتناول تخريج أحاديث موطأ الإمام مالك من الحديث الشريف ومدونات الفقه الإسلامي، وصفحات القرآن المخطوطة بالذهب من المصحف الأزرق (القرن 9-10 م)، وكتاب أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار (القرن 14 م)، واسطرلاب أندلسي (القرن 14م)، إضافة إلى المجموعة الشخصية للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه-، وغير ذلك من الأعمال الفنية العريقة والمعاصرة، والأطروحات العلمية والطبية، والزخارف والخطوط، والأعمال الفنية المعدنية والخشبية والرخامية، والمنسوجات، وعدد من الأعمال الفنية المعاصرة.