شهد قصر الثقافة بالشارقة يوم الثلاثاء 27 ديسمبر، العرض الأخير من عروض مهرجان الإمارات لمسرح الطفل في دورته السادسة عشرة 2022، حيث قدم مسرح دبي الأهلي مسرحية “بذور المانجو” من تأليف عبدالله المهيري، وإخراج سالم التميمي، العرض الذي دارت حكايته حول قرية في أفريقيا، تعاني من نقص في محصول المانجو، فيقرر أمير القرية جمع الناس، والتشاور معهم، وتكليف إحدى نساء القرية بمسؤولية الزراعة والمحاصيل، وحينما اشتد الهرج والمرج في القرية كل امرأة تريد أن تكون هي المسؤولة، وضع الأمير مسابقة ومن ستفوز بها ستكون هي المسؤولة عن الزراعة.

في المسابقة، تكون الفائزة من تقوم بزراعة أشجار المانجو خلال ست شهور، وبعد الإعلان مباشرة، بدأت النساء في التفكير في الكيفية التي يتم من خلالها زراعة المانجو خلال المدة التي قررها الأمير، وهنا تتكشف النفوس وتظهر الأطماع والخبايا، حيث اختارت بعض النسوة الغش، بأن جلبت رجلا من أهل القرية يقوم هو بزراعة الشجرة ويمنح جهده لتضعه باسمها، ومنهم من لجأ إلى الحيلة، ومنهم من لجأ إلى السرقة، باستثناء إحدى الفتيات التي كانت قارئة نهمة للكتب، واسمها “فرح” والتي توضح لها بعد عناء أن المانجو لا يمكن زراعتها في ست شهور بل تحتاج إلى سنوات لتنمو وتعطي ثمارها.

وانقضت الستة شهور، وجاء يوم إعلان النتائج أمام الأمير، لينكشف زيف الزائفين، ويعلن الأمير فوز “فرح” رغم أنها لم تزرع أي شيء، بالجائزة لتكون هي مسؤولة المحاصيل الزراعية والثمار في القرية، باعتبارها تتمتع بالصدق والثقافة والوعي.
هذا العرض احتوى على العديد من الرسائل التربوية الموجهة للأطفال، خصوصا فيما يتعلق بأهمية الصدق ونبذ الكذب، بالإضافة إلى إرساء قيم التعاون والمحبة بين أبناء المجتمع الواحد.

تمكن العرض من جذب الصالة إليه من خلال الأشكال والمناظر القريبة والمحببة لدى الطفل، وكذلك نجح الممثلون: حسن التميمي، وعد طارق، ليان المحلاوي، خولة عبدالسلام، خالد حسين، محمد بن حارب، مشعل مال الله، باسل التميمي، سمية الشويهي، ياسين الدليمي، وآخرون، في إيصال مضمون العرض، بالإضافة إلى الموسيقى والإضاءة والأزياء والديكور والماكياج الذين حاولوا جميعا بناء مشهد مسرحي يسعد به الأطفال ويتفاعلون معه.