معارضة شعبية ضد «تريب».. 44 كم تفصل أرمينيا عن فقدان سيادتها

معارضة شعبية ضد «تريب».. 44 كم تفصل أرمينيا عن فقدان سيادتها


أثار الطريق الذي أطلقته الولايات المتحدة، المعروف بـ”تريب”، معارضة شعبية قوية في أرمينيا وقلقاً إقليمياً من إيران وروسيا، خصوصاً حول سيادة البلاد وإمكانية السيطرة الأجنبية على حدودها الحيوية.
ويرى الخبراء أن هذا الممر، الذي تطلق عليه أذربيجان وتركيا اسم “ممر زانغزور”، لم يكن جزءاً من اتفاقية السلام، ولكنه أدرج في بيان وقف إطلاق النار 2020، لتحصل الولايات المتحدة بذلك على حقوق تطوير الممر البالغ طوله 44 كيلومتراً على الحدود مع إيران لمدة 99 عاماً، لكن المعارضة الداخلية ترى أن “تريب” يهدد السيادة الأرمينية،
وأكد رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان أن “تريب” الذي سيربط أذربيجان بمنطقة نخجوان المنفصلة عبر أرمينيا، وأعطى زخماً لتسريع جهود التطبيع بين يريفان وباكو، سيحافظ على سيادة أرمينيا، رغم الجدل حول إدارة الحدود، خاصة بعد الخلاف العلني مع الرئيس الأذري إلهام علييف حول تسمية الممر في الأمم المتحدة، غير أن  معارضيه يخشون من أن هذا الممر قد يُمكِّن أذربيجان أو روسيا من السيطرة على الحدود الاستراتيجية مع إيران، أو أن يكون ذريعة لتجدد النزاعات العسكرية.

ضغوط إقليمية ودولية
من جانبها تعارض إيران أي تطوير قد يعرقل اتصالها بأرمينيا، في حين تراقب روسيا الممر نظراً لوجود حراس حدود روس منذ 1992؛ ما يجعل التفاصيل النهائية لـ “تريب” غامضة، لكن التفاوض على آليات التشغيل لا يزال مستمرا.
باشينيان، بدوره، يسعى لتحقيق توازن دبلوماسي بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا، مع تطوير شراكات استراتيجية مع الصين، دون التخلي عن عضوية أرمينيا في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي؛ فيريفان تؤكد أن “تريب” سيعود بالنفع على جميع الأطراف الدولية، لكنها تبقى في موقف حساس لإدارة توقُّعات كل شريك.
وحذر محللون من أن اقتراب الانتخابات البرلمانية في يونيو 2026، يُبقي الغموض حول “تريب” مصدر قلق ليريفان؛ إذ تُشير استطلاعات الرأي إلى أن 58.9% من الأرمن يعارضون “تريب”، بينما يشكك 55% في أن إعلان واشنطن سيحقق السلام، وهذه الأرقام تمنح المعارضين مادة قوية لمهاجمة باشينيان سياسياً.
لكن ورغم المعارضة الداخلية والغموض الدولي، تؤكد يريفان أن اتفاقية السلام مع باكو لا تزال على مسارها الصحيح، وأن أعمال البناء التي ستجري على “تريب” قد تبدأ قريباً؛ ما يجعل إدارة المصالح المحلية والإقليمية والدولية تحدياً معقداً لباشينيان خلال العامين المقبلين.