رئيس الدولة ونائباه يهنئون المحتفلين بعيد الميلاد في دولة الإمارات والعالم
معهد غيتستون: حان الوقت ليواجه ناتو إيران
هو “جرس إنذار لقسم من صناع القرار الغربيين” هكذا وصف زميل شيلمان للصحافة في “معهد غيتستون” كون كوغلين، نقل إيران لطائرات دون طيار متطورة إلى روسيا لتستخدمها في الحرب الأوكرانية، إذ كان هؤلاء يظنون أن التهديد الذي يمثله النظام العدواني في طهران يقتصر على منطقة الشرق الأوسط. ولفت كوغلين في مقال في “معهد غيتستون” إلى أنه رغم التقارير الموثوقة عن استخدام القوات الروسية طائرات إيرانية دون طيار لضرب البنية التحتية الأوكرانية ما تسبب في نقص المياه والكهرباء في أوكرانيا، فإن طهران تنفي دائماً تصدير الأسلحة.
متناقضة وسخيفة
في الشهر الماضي فقط، نفى ممثل إيران في الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني بشدة اتهامات بأن الطائرات الإيرانية مسؤولة عن نشر البؤس بين الأوكرانيين، وأصر على أن هدف إيران الأساسي هو الحل السلمي للنزاع. وقال إن المزاعم عن أسلحة إيرانية تستخدم في الحرب الأوكرانية “لا أساس لها وبلا سند” وأنها جزء من حملة “تضليل” شنها الغرب ضد بلاده.
لم تعترف إيران بتزيود روسيا بالطائرات إلا هذا الشهر، لكنها أصرت على أنها أرسلتها إليها قبل قرار الرئيس فلاديمير بوتين غزو أوكرانيا في فبراير (شباط) الماضي. جاء الاعتراف على لسان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الذي رد على الأدلة المتزايدة على استخدام أسلحة إيرانية الصنع في أوكرانيا بالقول إن طهران، زودت موسكو بـ”عدد محدود منها” قبل أشهر من الحرب.
وأشار عبد اللهيان إلى أن إيران لم تدعم استخدام هذه الطائرات في النزاع الأوكراني، لكنه مؤكداً بشكل سخيف، أنه لو استعملت في أوكرانيا فإن طهران “ستكون مهتمة بذلك”. ومضى يقول إنه إذا كان لدى الأوكرانيين أي أدلة عن استخدام الطائرات الإيرانية في النزاع فعليهم إرسالها إلى طهران “وسنأخذ دليلهم بالاعتبار».
حتى مالي
هذا الاعتراف الإيراني رفضه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي قال، إنه كذب، وأَضاف “لقد قرروا الاعتراف بتزويد الإرهاب الروسي بطائرات دون طيار. لكنهم بهذا الاعتراف يكذبون.... نحن نسقط على الأقل 10 طائرات إيرانية كل يوم، ويزعم النظام الإيراني أنه قدم القليل، حتى قبل بداية الغزو الواسع».
ورفض الموفد الأمريكي الخاص بإيران روبرت مالي الاعتراف الإيراني مغرداً: “لم تعطِ إيران عدداً محدوداً من الطائرات قبل الحرب. لقد نقلت العشرات هذا الصيف وحده، ولديها عسكريين في أوكرانيا المحتلة يساعدون روسيا في استخدامها ضدالأوكرانيين. بعد مواجهتهم بالأدلة، يحتاجون إلى سياسة جديدة، لا إلى رواية جديدة».
أكاذيب
إيران غير غريبة عن الأكاذيب العارية، وطيلة عقود، كذبت طهران باستمرار عن المدى الحقيقي لطموحاتها النووية، لذلك لا يجب أن يكون مفاجئاً رد إيران الغريزي على الاتهامات، بالنفي. علاوة على ذلك، فإن ضبط طهران تكذب عن تورطها في النزاع الأوكراني يثير حتماً شبهات بأن دعمها لموسكو أوسع بكثير مما هي مستعدة للاعتراف به.
فإلى جانب تزويد روسيا بالطائرات دون طيار، هناك تقارير موثوقة عن موافقة طهران على إمداد روسيا بصواريخ بالستية.
الحجة القديمة
إن اعتراف إيران المتأخر بدعم جهود الحرب الروسية تطور مثير للقلق حتماً، ويدمر بالكامل مقولة إن نشاطات إيران الخبيثة محصورة فقط في الشرق الأوسط.
ويعني ذلك حسب كوغلين أن إيران ملتزمة بدعم العمل العسكري في أوروبا بشكل كامل، وهو ما يمثل تصعيداً للتهديد الإيراني للأمن العالمي.
ويرى كوغلين أنه لم يعد بإمكان صناع القرار الغربيين تجاهل هذا التهديد. كما أن هناك أدلة مقلقة على مراقبة إيران عن كثب دعم الغرب العسكري لكييف لتعزيز طموحاتها العسكرية، بعدما برز خبر نقل روسيا مجموعة مختارة من أسلحة أمريكية وبريطانية إلى إيران في أغسطس (آب) في جزء من تعزيز التعاون الدفاعي بين موسكو وطهران.
إلى الحرس الثوري
وحسب سكاي نيوز، نقلت طائرات عسكرية روسية سراً صاروخ جافلين الأمريكي المضاد للدبابات وصاروخ ستينغر الأمريكي المضاد للمقاتلات، وصاروخ أن لو البريطاني المضاد للدبابات إلى مطار بطهران في الساعات الأولى من يوم 20 أغسطس (آب). وكانت هذه الأسلحة جزءاً من شحنات أمريكية وبريطانية مخصصة للجيش الأوكراني قبل أن “تقع بين أيد روسية” لتسليمها إلى الحرس الثوري وسط مخاوف من سماحها لإيران بدراسة التكنولوجيا العسكرية الغربية واستنساخها. يشدد كوغلين على أنه لم يعد ممكناً تجاهل تداعيات تورط إيران المتعاظم في النزاع الأوكراني بما أنها تشكل الآن تهديداً للأمن الأوروبي، وهو تطور على قادة دول حلف شمال الأطلسي التعامل معه باعتباره، مسألة طارئة.
لقد برهن الناتو على وحدة مطلوبة بتوفير دعم عسكري حيوي لأوكرانيا في معركتها ضد العدوان الروسي. وعلى قادة الحلف اتخاذ إجراءات مماثلة لدعم تلك الدول التي تريد حماية نفسها من سلوك إيران الترهيبي، في أوروبا أو في الشرق الأوسط.