رئيس الدولة يؤكد دعم الإمارات لتسوية النزاعات والتحديات في العالم عبر الحوار والحلول الدبلوماسية
مفتي أوكرانيا يخلع العمامة للقتال ضد روسيا
قبل 24 فبراير -شباط، كان سعيد إسماعيلوف يكرس حياته لخدمة مسلمي أوكرانيا، لكن منذ ذلك اليوم تحولت خدمته إلى خط الجبهة.
إسماعيلوف، المولود في دونيتسك، هو مفتي الإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا. يرتبط قراره بالتطوع على الجبهة، حيث يقاتل حالياً في صفوف أحد ألوية المسعفين في باخموت في شرق أوكرانيا.
ويقول الرجل البالغ من العمر 44 سنة: “الروس يعتدون على عائلتي منذ قرن من الزمان، حيث يدمرون ويستولون على كل ما نملكه، كل غالٍ ونفيس».
وظهر مؤخراً على شبكات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لسعيد وهو يتلو آيات من سورة الفتح، وأظهر المقطع أنقاض باخموت، على خلفية المسجد غير المكتمل، الذي تعطل بناؤه بسبب الاجتياح الشامل. من بين الدوافع الكثيرة التي دعت إسماعيلوف إلى حمل السلاح دافع شخصي يجسّد تاريخ أوكرانيا. ويتذكر “عام 2014، جاء الروس أنفسهم إلى دونباس واضطهدوني. فاضطررت إلى الذهاب إلى كييف من أجل الاستقرار في بوتشا. لكن الروس ذهبوا إلى هناك أيضاً في 2022 وسرقوا شقتي. لقد سئمتهم بكل صدق. علينا تدمير هذه الإمبراطورية».
في مقابلة مع صحيفة “برافدا” الأوكرانية، تحدث إسماعيلوف عن الفراغ الروحي لروسيا، ودوافع الأوكرانيين في هذه الحرب، وعن أقوى سلاح بشري.
ويقول: “قبل الحرب كنت مفتياً، أتعلم ذلك؟ كنت ألتقي ملوكاً ورؤساءً ووزراءً ونواباً. والآن أعيش في البرد، دون تدفئة أو كهرباء، منغمساً في الوحل حتى ركبتيّ».
وأضاف: “من الصعب أن تتنبأ بطبيعة سلوكك عندما تخوض حرباً. كثير من الناس يصيبهم الذعر. بعض الناس يرتبك. وأما بعضهم الآخر - على النقيض من ذلك - فيصبح شديد التركيز ويؤدي عمله بشكل جيد، يقولون إن بوتين وعد بالاستيلاء على باخموت بحلول العام الجديد. ألقوا بكل قواتهم ومواردهم هناك. يزحفون بجنون، غير مبالين بالخسائر. لديهم رغبة عارمة في الاستيلاء على باخموت، مثلما حرص الصليبيون دوماً على الإبحار من أوروبا إلى الشرق الأوسط للاستيلاء على القدس من أجل فكرة ما».
وأكد المفتي أن لديه الكثير من الدوافع الشخصية في هذه الحرب، وعلى رأسها أن مسلمي أوكرانيا لا يريدون الاحتلال الروسي. فروسيا ليست صديقة للإسلام ولا متسامحة معه.
وذكر المفتي أن مسلمي شمال القوقاز، الذين عارضوا باستمرار العبودية المتمثلة في “الترويس” وتدمير الهوية الوطنية، هم وحدهم الذين يختلفون عن هذه الجمهرة. فمستوى الوعي أعلى في القوقاز. وأما في المناطق الأخرى من الاتحاد الروسي، فالأمر مروع. نرى بعضهم صار روسياً أكثر من الروس أنفسهم.نصرنا في وحدتنا
وخلص: “يجب أن نفهم جميعاً: لن تنتصر أوكرانيا إلا بالوحدة والوعي بهويتنا وبالذي نكافح في سبيله. روح الأخوة وقيم الحريات الديمقراطية والمبادئ الأخلاقية يجب أن تبقى بعد الحرب. لا يمكن تحقيق مصالحة مع المتواطئين الذين عملوا مع روسيا في الأراضي المحتلة. بعد الحرب، سيكون لزاماً علينا التعايش مع ما تغلبنا عليه لفترة طويلة. المهم ألا تصبح هذه التناقضات ذريعة للصراعات الداخلية. لذلك نحتاج إلى حوار وطني بعد الانتصار».