رئيس الدولة ونائباه يهنئون ملك البحرين بذكرى اليوم الوطني لبلاده
معركة فرنسا -إنجلترا:
ملفّ الصيد، أكبر بكثير من مجرد قصة سمك...!
غير راضية عن تراخيص الصيد القليلة الممنوحة من بريطانيا، اتخذت فرنسا إجراءات انتقامية، مخاطرة بالتصعيد الدبلوماسي. ومع ذلك، يمثل القطاع أقل من 0.1 بالمائة من اقتصاد كل دولة ...
حجز قارب بريطاني، وتغريم آخر، وتهديدات شاملة ... في مجال الصيد، تغرق باريس ولندن في مياه مضطربة. غاضبة من التراخيص القليلة الممنوحة للصيادين الفرنسيين منذ البريكسيت، قررت السلطات الفرنسية، في 27 أكتوبر، وضع تهديداتها موضع التنفيذ واتخاذ إجراءات انتقامية ضد المملكة المتحدة. وقال وزير الدولة للشؤون الأوروبية، كليمان بون، على شبكة سي إن نيوز: أفترض أننا لوحنا بالتهديدات وحافظنا على الحوار. الآن، يجب أن نتحدث لغة القوة لأن هذه الحكومة البريطانية، للأسف، لا تفهم إلا ذلك.
مواجهة سياسية ورمزية
اعتبارًا من الثلاثاء المقبل، ستزيد فرنسا من ضوابطها الجمركية مع إنجلترا وستمنع بشكل خاص الصيادين البريطانيين من الرّسوّ على سواحلها لبيع منتجاتهم. ويشرح دبلوماسي فرنسي ان المياه البريطانية مليئة بالأسماك، لكن البريطانيين يستهلكون القليل جدًا منها. لذا فإن صياديهم يعتمدون على مبيعاتهم في القارة. ومن خلال منعهم من الوصول إلى السوق الداخلية الأوروبية، فإننا نجبر الحكومة البريطانية على الرد بسرعة وبقوة.
كان الرد البريطاني سريعًا بالفعل: مساء الخميس، استدعت رئيسة الدبلوماسية البريطانية، ليز تروس، السفير الفرنسي في لندن لتوضيح النص. وتعتبر حكومة بوريس جونسون الإجراءات الفرنسية غير متناسبة وغير مبررة”، وتقول إنها تأسف “للغة المواجهة التي تستخدمها الحكومة الفرنسية باستمرار بشأن هذه القضية.
منذ دخول البريكسيت حيز التنفيذ في 1 يناير، أصبح الصيد نقطة الخلاف الرئيسية بين باريس ولندن. ومع ذلك، يمثل القطاع 0.06 بالمائة فقط من الاقتصاد الفرنسي، و0.1 بالمائة من الاقتصاد البريطاني. ان المواجهة سياسية قبل كل شيء، والصيد له قيمة رمزية، تعتقد كاثرين سارة بارنارد، أستاذة القانون الأوروبي في كامبريدج، في المملكة المتحدة، بوريس جونسون في حملة دائمة، وعلى الجانب الفرنسي تقترب الانتخابات الرئاسية بسرعة، ولكل حكومة صراعها الداخلي ويجب أن تقدم تعهدات حازمة على المستوى الدولي .
في مناطق الصيد المتنازع عليها، تلك التي تبعد 6-12 ميلاً عن السواحل البريطانية والجزر الأنجلو-نورمان، منحت لندن ما يزيد قليلاً عن 210 رخصة نهائية، بينما تطلب باريس 244 رخصة أخرى.
نقطة الخلاف؟ تطلب السلطات البريطانية من القوارب الفرنسية إثباتًا على أنها كانت تصطاد لأكثر من ثلاث سنوات في هذه المياه، لكن القوارب الصغيرة غالبًا لا تملك المعدات المناسبة لتسجيل رحلاتها.
الآن، يبدو أن المفاوضات قد توقفت. من جهتي، توقف الحوار مع المسؤولين البريطانيين، يشير النائب الفرنسي بيير كارليسكيند، رئيس لجنة مصايد الأسماك في البرلمان الأوروبي. هم ايضا لا يفهمون سبب رفض حكومتهم للتراخيص. التقيت مرة واحدة بوزير مصايد الأسماك في المملكة المتحدة، لكنه من الواضح أنه ليس الشخص الذي يتخذ القرارات في هذا المجال .
الصيد، توتر أوروبي
لذلك تتجه كل الأنظار إلى بوريس جونسون، الذي جعل الاشتباك مع فرنسا دعامة لائتلافه المؤيد للبريكسيت. في مايو، دفعت مظاهرة قام بها صيادون فرنسيون بالقرب من جيرسي، رئيس الوزراء البريطاني إلى إرسال سفينتين عسكريتين للدفاع عن الجزيرة الأنجلو-نورمان، رغم الخطر المحدود على مواطنيها. اللجوء للسلاح هذا تم خلال فترة الانتخابات، ولكن في اليوم التالي ساد الهدوء بالكامل، تلاحظ كاثرين سارة بارنارد، من جامعة كامبريدج، إن مسألة الصيد تساعد على الاستعراض وشو الكبير، الذي غالبًا ما يقلب المانش الى ساحة لهو للأطفال.
طالما كانت المملكة المتحدة جزءً من الاتحاد الأوروبي لم يكن الصيد موضوع نزاع مع باريس، لكن البريكسيت يثير مسألة تقاسم المياه، وهو أمر بالغ الأهمية على المستوى الأوروبي. عام 1972، رفضت النرويج الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وذلك أساسًا لرفضها استقبال قوارب جيرانها في مياهها المليئة بالأسماك. ولهذا السبب نفسه، لم تفكر أيسلندا أبدًا في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وغرينلاند، رغم كونها أرضًا دنماركية، اختارت مغادرة الاتحاد عام 1985 من أجل حماية وتبجيل صياديها.
حتى قبل دخول العقوبات حيز التنفيذ، حذر قصر الإليزيه من أن مجموعة ثانية من الإجراءات الانتقامية قيد الإعداد، في حال رفض البريطانيين أي تنازلات. لا تستبعد فرنسا تقليص إمدادات الكهرباء لجزر الأنجلو-نورمان وحتى المملكة المتحدة، التي يأتي 40 بالمائة من طاقتها من القارة. وفي هذا السياق، قد تكون زيارة إيمانويل ماكرون إلى غلاسكو، اليوم الأحد، في اافتتاح الدورة 26 لمؤتمر المناخ، عاصفة وتتحول بسرعة كبيرة إلى معركة تجار السمك.
عن لاكسبريس