ملك بلجيكا للكونغو قناعا اثريا من عهد الاستعمار

ملك بلجيكا للكونغو قناعا اثريا من عهد الاستعمار


أعاد ملك بلجيكا فيليب أمس الأربعاء لجمهورية الكونغو الديموقراطية قناعًا أُخذ من هذه الأخيرة خلال فترة الاستعمار البلجيكي لها، وكرّم جنديًا سابقًا في الكونغو البلجيكية سابقًا، في اليوم الثاني من زيارة له إلى البلد الأفريقي تتخللها جولة على المتحف الوطني وعلى النصب التذكاري للمحاربين القدامى والبرلمان. وتهدف زيارته إلى إنعاش الشراكة مع الرئيس فيليكس تشيسكيدي ومواصلة عمل الذاكرة عن الفترة الاستعمارية التي لا تزال حاضرة في أذهان الناس.

وتحمل هذه الزيارة التي تستغرق ستة أيام وجاءت بدعوة من تشيسكيدي بعداً رمزياً بعد عامين من اعراب فيليب في رسالة إلى الرئيس الكونغولي عن “بالغ أسفه للجروح” التي تسببت بها فترة الاستعمار البلجيكي لجمهورية الكونغو الديموقراطية، في سابقة تاريخية. وجاء في الرسالة التي وزعت على الصحافة حديث عن حقبة سلفه الملك ليوبولد الثاني التي وصفها المؤرخون بالأكثر دموية عندما كان يدير الكونغو وثرواتها وكأنها ملكيته الخاصة من بروكسل. وكتب “في عهد دولة الكونغو المستقلة “من 1885 إلى 1908 عندما تنازل الملك السابق عن الكونغو لبلجيكا” ارتكبت أعمال عنف وحشية لا تزال تثقل ذاكرتنا الجماعية».

ويقوم الملك البلجيكي بزيارته برفقة زوجته الملكة ماتيلد ورئيس الحكومة ألكسندر دو كرو ووزراء.
وبدأ اليوم الثاني من الزيارة الملكيّة في النصب التذكاري للمحاربين القدامى حيث منح الملك وسامًا لآخر جندي كونغولي لا يزال على قيد الحياة كان مع القوات العسكرية البلجيكية في الكونغو الديموقراطية التي كانت تسمى “القوة العامة” “فورس بوبليك” وشاركت في الحرب العالمية الثانية.

وجُنّد الكابورال ألبرت كونيوكو الذي احتفل للتو ببلوغه مئة عام، في العام 1940 وكان عضوًا في وحدة الدعم الطبي العسكري التي أُرسلت إلى بورما في 1945. وتصافح العجوز مع الملك البلجيكي لفترة طويلة وتكلّما.

وقال كونيوكو “لقد أعطاني الملك وعودًا. هذا جيد جدًا. يجب أن تتحقق». وذهب الملك في ما بعد إلى المتحف الوطني لجمهورية الكونغو الديموقراطية وهو مؤسسة تموّلها أموال كورية جنوبية وافتُتحت في تشرين الثاني-نوفمبر 2019.
وسمحت له هذه الزيارة بالتطرق إلى مسألة إعادة القطع الفنية إلى المستعمرة البلجيكية السابقة، وهو ما حددت له الحكومة البلجيكية خطّة في العام 2021.