تحت رعاية رئيس الدولة.. خالد بن محمد بن زايد يشهد حفل تخريج جامعة خليفة لعام 2025
من هم المتطرفون الفرنسيون الذين يُقاتلون مع هيئة تحرير الشام؟
كشفت مصادر استخباراتية عن انضمام 220 متطرفاً فرنسياً كانوا قد تبقوا على الأراضي السورية إلى المناطق التي تُسيطر عليها هيئة تحرير الشام، المُصنّفة إرهابية، والتي أعلنت مؤخراً نبذها لما يُسمّى الجهاد العالمي، إلا أن أجهزة الاستخبارات تعتبر أن الكثير منهم لا يزالون يُمثّلون تهديداً لفرنسا، خاصة أن الهيئة (جبهة النصرة سابقاً) سبق أن أعلنت ولاءها لتنظيم القاعدة الإرهابي رغم تخلّيها لاحقاً عنه.
تحدثت هيئة تحرير الشام عن حصول الجولاني على معلومات استخباراتية حول المقاتلين الفرنسيين المتعاملين معه
ويُحاول هؤلاء المتطرفون تلميع صورتهم للتقرّب من الغرب عبر إعلانهم عدم شنّ أيّ عمليات أو القيام بتفجيرات في أوروبا، وذلك على أمل رفعهم من قائمة المنظمات الإرهابية.
تحول مسرحي
وانتشرت من قبل صور عبر وسائل التواصل الاجتماعي السورية لتحسين مظهر وشخصية أبومحمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام، إلا أن محللين سياسيين غربيين اعتبروا أن هذا التحوّل المسرحي ليس بريئاً، ويهدف إلى محو فكرة أمير الحرب السلفي والمتطرف الذي لا يزال ينفّذ عمليات إرهابية.
وبعد مرور أكثر من 4 سنوات على سقوط تنظيم داعش الإرهابي في ملجئه الأخير في منطقة الباغوز في الصحراء السورية، في مارس (آذار) 2019، والذي شهد نهاية ما يسمّى «الخلافة»، تمّ القضاء في ساحات المعارك على الجزء الأكبر من فرقة الجهاديين الفرنسيين الذين شاركوا في عمليات داعش الإرهابية.
ومن بين 1490 فرنسياً انضموا للقتال في كل من سوريا والعراق منذ عام 2012، لقي أكثر من 500 مقاتل منهم حتفهم، ولا يزال نحو 300 في تعداد المفقودين، بينما عاد 390 متطرفاً إلى فرنسا، ولا يزال 130 فرنسياً منهم 68 مقاتلاً محتجزين في المعسكرات الكردية شمال شرق سوريا أو في السجون العراقية. ووفقاً لما كشفت عنه يومية «اللو موند» فإن الحدود التركية الجنوبية مع شمال غربي سوريا، لا تزال تُعتبر معقلاً للجهاديين الفرنسيين المتشددين الذين يُقاومون إغراء المغادرة.
170 فرنسياً
ووفقاً لمعلومات صحفية، فإن هناك حوالي 170 فرنسياً تزيد أعمارهم عن 13 عاماً (بما في ذلك 115 بالغاً) يعيشون متحصنين في هذا الجيب الذي تبلغ مساحته 3000 كيلومتر مربع والواقع في منطقة إدلب السورية، وهو إحدى آخر المناطق التي أفلتت من سيطرة الحكومة السورية في دمشق.
ومنذ مارس (آذار) 2020، تمّ التوصل إلى وقف هش لإطلاق النار فيما يسمى «منطقة خفض التصعيد» بين تركيا، التي نشرت عناصر من جيشها وأقامت قواعد عسكرية في المنطقة، وروسيا، التي تدعم الجيش السوري النظامي عسكرياً. وتضم هذه المناطق نحو 4 ملايين شخص، نصفهم من النازحين السوريين، وتُديره هيئة تحرير الشام، التي سعت للحصول على شهادة براءة من الغرب بانفصالها عن تنظيم القاعدة الذي نشأت عنه، وتخلّت عن التطرف العالمي لتركيز جهودها على إدارة المناطق التي تُسيطر عليها. وانضمّ العديد من المتمردين إلى مناطق الهيئة خلال فترات الحرب المختلفة، بما في ذلك الفرنسيون الذين يُشكّلون اليوم مجتمعاً صغيراً يضم حوالي 220 شخصاً من البالغين وصغار السن. وخوفاً من عدم السيطرة عليهم أو عودتهم العشوائية في حال تقدّمت القوات السورية والروسية، فإن أجهزة المخابرات الفرنسية تُراقبهم عن كثب، وذلك بينما تواصل بالمقابل استعادة الأطفال والنساء من مخيم بالهول الذي تُسيطر عليه قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي شمال شرق سوريا.
وثيقة سرية
وقد تمكّنت «لو موند» من الاطلاع على وثيقة نادرة، وهي مذكرة مشتركة من مديريات الأمن الخارجي والأمن الداخلي (الاستخبارات المحلية والدولية) مُصنّفة على أنها «سرّية دفاعية»، والتي تُقدّم قائمة مفصّلة بشكل مدهش لأنشطة كافة المقاتلين الفرنسيين في إدلب. وسبق أن تحدثت مصادر من هيئة تحرير الشام عن حصول الجولاني على معلومات استخباراتية حول المقاتلين الفرنسيين المتعاملين معه.
وترسم هذه المذكرة، صورة للمتطرفين في إدلب، تتمحور حول الدفاع عن مناطق الهيئة وإدارتها بما يُشبه «الخلافة المصغرة» بينما تنصب جهود المخابرات الفرنسية على منع عودة المتطرفين الفرنسيين لبلادهم بشكل عشوائي لأسباب أمنية، وبهدف ضمان مُحاكمتهم حال وصولهم للأراضي الفرنسية لما قاموا به من أعمال إرهابية في كلّ من سوريا والعراق.