بمشاركة رئيسي وزراء صربيا وسيراليون وحضور 13 وزيراً من 7 دول

منتدى الخدمات الحكومية يناقش تصميم خدمات محورها الإنسان وتمكين أفراد ‏المجتمعات رقمياً

منتدى الخدمات الحكومية يناقش تصميم خدمات محورها الإنسان وتمكين أفراد ‏المجتمعات رقمياً

• رئيسة ‏وزراء صربيا تشارك رؤاها حول محورية التحول الرقمي في تطوير خدمات المستقبل ‏وتسهيل تجربة المتعاملين
• رئيس وزراء سيراليون يتحدث عن أهمية تطوير ‏الخدمات الحكومية بالاستفادة من التكنولوجيا المتقدمة والحلول الرقمية


ناقش منتدى الخدمات الحكومية الذي عقد ضمن فعاليات ‏القمة العالمية للحكومات 2024، سبل تعزيز توظيف الذكاء الاصطناعي في ‏تطوير الخدمات الحكومية، وتصميم خدمات محورها الإنسان، وتمكين المواطنين ‏رقمياً.وشارك في المنتدى، الذي تضمن عدداً من الجلسات الحوارية والتفاعلية، ‏معالي آنا برنابيتش رئيسة وزراء جمهورية صربيا، ومعالي د. ديفيد سينجيه رئيس ‏وزراء جمهورية سيراليون، و13 وزيراً من 7 دول، ونخبة من كبار المسؤولين ‏والمختصين من عدة دول.وشهد المنتدى حوارات ثرية ضمن عدة جلسات حملت ‏عناوين أهمها، “تصميم خدمات محورها الإنسان”، و”تمكين المتعاملين رقمياً: عصر ‏جديد من الخدمات”، و” الخدمات الحكومية المدعومة بالذكاء الاصطناعي.. الفرص ‏والتحديات والتوجهات المستقبلية”، و” التحدي المستمر: تنافس الحكومات مع آخر ‏تجربة رقمية للمتعاملين”، و”التحول الرقمي الحكومي: نظرة مستقبلية”.وتطرقت معالي ‏آنا برنابيتش في كلمتها، إلى أهمية التحول الرقمي في صناعة مستقبل الحكومات ‏والمجتمعات، وتناولت أثر الرقمنة في تمكين أفراد المجتمع من تجربة خدمات متقدمة ‏تعتمد على الحلول الرقمية لتوفير الخدمة المطلوبة للمتعامل في أي وقت ومن أي ‏مكان بسهولة ويسر وفعالية، وتطرقت إلى الآليات الكفيلة بدعم جهود الحكومات في ‏تسريع وتيرة التحول الرقمي في مجالات الإدارة والأداء وتطوير نماذج الخدمات.
أما ‏معالي د. ديفيد سينجيه فتحدث في كلمته خلال أعمال المنتدى، عن أهمية تطوير ‏الخدمات الحكومية بالاستفادة من التكنولوجيا المتقدمة والحلول الرقمية وأثرها ‏الإيجابي في الارتقاء بجودة حياة المجتمعات، وتصميم تجربة خدمات مستقبلية ‏ترتكز على التحول الرقمي في تسهيل الاستخدام وتسريع إنجازها، مشيراً إلى ضرورة ‏مواصلة الاستثمار في تنمية رأس المال البشري من خلال تطوير منظومة التعليم، ‏وتمكين الأفراد بالمهارات اللازمة لسوق العمل العالمي المتطور، مع الاستفادة من ‏الابتكارات والسياسات الحكومية الناجحة في مختلف أنحاء العالم.من جهته قال ‏سعادة محمد بن طليعة رئيس الخدمات الحكومية في حكومة دولة الإمارات، خلال ‏الكلمة الافتتاحية للمنتدى: “نواصل في منتدى الخدمات الحكومية سعينا لطرح ‏الأسئلة الصحيحة والبحث عن الإجابات الأكثر فعالية، ونحن بصحبة مجموعة ‏متنوعة من المسؤولين الحكوميين، وكبار شركاء التكنولوجيا، والجهات الفاعلة ‏الرئيسية في الشركات، وصانعي السياسات، والأكاديميين المتميزين، الذين يركزون ‏جميعاً على رؤية مشتركة».
وأضاف ابن طليعة: “مهمتنا واضحة: بناء مستقبل أكثر ‏إشراقاً للمجتمعات في كل أنحاء العالم، ونحن ملتزمون بإعادة تصور تجربة المواطن ‏في الخدمات الحكومية، بهدف تحقيق تفاعلات سلسة وفعالة وسهلة، مؤكداً أن ‏التعاون الدولي هو المفتاح لتشكيل مستقبل تلبي فيه الخدمات الحكومية الاحتياجات ‏المتطورة لمجتمعاتنا، فمعاً يمكننا أن نمهد الطريق للتغيّر التطويري”.وخلال جلسة ‏بعنوان “الخدمات الحكومية المدعومة بالذكاء الاصطناعي.. الفرص والتحديات ‏والتوجهات المستقبلية”، قال سعادة مطر الحميري، الرئيس التنفيذي لمؤسسة حكومة ‏دبي الرقمية، إن المؤسسة نجحت في توفير منصات رقمية مصممة للمواطنين ‏والمقيمين والزوار، فضلاً عن توفير خدمات متنوعة في التعليم والصحة والمواصلات ‏وغيرها من الخدمات الحكومية للتيسير على الجميع.وأضاف أن فكرة تطبيق “دبي ‏الآن” بدأت عام 2013، وهي مبادرة حكومية تعكس الرؤية المستقبلية لصاحب ‏السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم ‏دبي “رعاه الله”، بوجود منصات موحدة توفر الخدمات والخبرات، والتي من شأنها أن ‏تكون ذات كفاءة عالية.‏
ولفت إلى أن هناك أكثر من مليون ونصف المليون مستخدم لمنصة “دبي الآن”، ‏فيما يصل إجمالي قيمة المعاملات التي تتم عبرها إلى أكثر من 30 مليار درهم.من ‏جهته، قال سعادة الدكتور محمد العسكر ممثل منصة خدمات أبوظبي الحكومية ‏الموحدة “تم” في دائرة التمكين الحكومي: “إذا عُدنا بالزمن لأكثر من 20 أو 25 ‏عاماً مضت، فقد كان كل شخص يود أن تُقدم جميع الخدمات الحكومية في مكان ‏واحد أو منصة موحدة، وحينها كانت الفكرة تبدو سهلة، لكنها معقدة حتى نصل إليها ‏بهذه الكفاءة”.وأضاف أن حكومة أبوظبي تحتل المرتبة الأولى عالمياً في تصميم ‏الخدمة بما يناسب احتياجات المتعامل، لافتاً إلى “أن أكثر من 40 موقعاً إلكترونياً ‏تم دمجها في موقع واحد فقط، وهي واحدة من الإنجازات التي حققناها”.‏
وأشار إلى أن توفير الخدمات الحكومية يأتي بصورة أسهل من خلال الدعم الكامل ‏الذي توفره القيادة الرشيدة، مضيفاً: “وصلنا إلى 2.4 مليون مستخدم للمنصة، ‏ونتطلع إلى إحراز إنجازات أكبر”.من ناحيته قال خليفة الشامسي الرئيس التنفيذي ‏لمجموعة “‏e& لايف”: “منذ أكثر من 5 سنوات كنا نتحدث عن أسرع شبكة إنترنت، ‏ولكن هذا ليس ما نقدمه فحسب؛ بل قمنا بدمج تكنولوجيا حديثة على مستوى عالمي ‏بسبب النجاحات التي أنجزناها في تكنولوجيا الاتصالات حتى قمنا بتقديم الكثير من ‏الخدمات”.‏
وأضاف: “نتعامل مع المجتمع بمختلف فئاته، وبات لدينا أكثر من 13 مليون ‏مستخدم على تطبيق ‏e&، وأصبح لدينا مستخدمون رقميون أكثر من أي وقت ‏مضى”.وفي جلسة بعنوان “تصميم خدمات محورها الإنسان”، أشارت إيمان السويدي ‏مدير أول مركز نموذج دبي إلى أهمية توظيف التقنيات واختيار التكنولوجيا ‏المناسبة، لتطوير عمليات حكومية أكثر مرونة.وأكدت أن حكومة دولة الإمارات ‏تواصل جهودها في تطوير نهج تصميم الخدمات الحكومية، بوسائل مبتكرة وفعالة ‏ترتكز على رؤى المتعاملين وتطلعاتهم، لتسهيل رحلة المتعامل وتمكينه من تجربة ‏خدمات مبسطة وفعالة وسريعة.من ناحيته أكد جيانلوكا ميسوراكا مؤسس ونائب ‏رئيس معهد الدبلوماسية وتكنولوجيا المستقبل، في جلسة “تمكين المواطنين رقمياً.. ‏عصر جديد من الخدمات” أهمية تحليل مخرجات الذكاء الاصطناعي لضمان تقدم ‏مستدام، مشددا على ضرورة أن تضع الحكومات تشريعات تنظم قطاع الذكاء ‏الاصطناعي، سواء كان ذلك في القطاع العام أو الخاص. من جانبه أشار الدكتور ‏كارلوس سانتيسو رئيس وحدة الحكومة الرقمية المنفتحة والابتكارية في منظمة ‏التعاون الاقتصادي والتنمية، إلى أن العديد من القضايا المتعلقة بالقطاع الحكومي ‏قد شهدت تقدما ملحوظا باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
ولفت إلى أن فرنسا ‏وإسبانيا وبريطانيا وألمانيا تسعى إلى توظيف التكنولوجيا في حوكمة الذكاء ‏الاصطناعي، مستفيدة من الأخطاء ومعالجتها، بهدف تقديم خدمات تلبي احتياجات ‏المجتمع.من جهته، أشار أنطونيو دي بالماس نائب رئيس تطوير السوق العالمية ‏للقطاع العام العالمي لشركة مايكروسوفت، إلى التحديات التي تواجه القطاع ‏الحكومي في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وأهمها ضعف البنى التحتية ‏والسياسات.وفي جلسة “التحدي المستمر.. تنافس الحكومات مع آخر تجربة رقمية ‏للمتعاملين”، استعرض معالي إدوارد ميتيتيلو وزير الدولة للذكاء الاصطناعي والأمن ‏السيبراني والتحول الرقمي في رومانيا، ومعالي ميخائيل يوفاتوفيتش وزير التكنولوجيا ‏في صربيا، تجربتي بلديهما في التحول الرقمي وأهم التحديات التي واجهتهما.وقال ‏إدوارد ميتيتيلو: “تمتلك المنصات الرقمية تأثيراً كبيراً على حياة المواطنين، حيث ‏أجرى القطاع الحكومي في رومانيا دراسة شاملة حول الذكاء الاصطناعي ‏وتطبيقاته، وقد أظهرت نتائج الدراسة أن للمهارات الرقمية تأثيراً ملموساً في تحسين ‏أداء القطاعين الاقتصادي والتعليمي».
وأضاف: “لدينا خطط استراتيجية ملموسة ‏لتطوير مراكز تتبنى الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة، لدعم التقدم ‏التكنولوجي وتعزيز التحول الرقمي في قطاعات المجتمع”.وتابع: “ملتزمون في ‏رومانيا بتعزيز التدريب على مهارات التكنولوجيا الحديثة لضمان استفادة أوسع ‏للمواطنين، كما نعكف على تطوير برامج تثقيفية وتوعوية للمجتمع بفوائد الابتكار ‏التكنولوجي وسبل تكامله مع حياتهم اليومية”، متطرقاً إلى مساعي بلاده لتعزيز ‏التفاعل الإيجابي مع التكنولوجيا وتحقيق تحول شامل يخدم تطلعات واحتياجات ‏المجتمع الروماني المتنوع.من ناحيته قال معالي ميخائيل يوفاتوفيتش وزير ‏المعلومات والاتصالات في جمهورية صربيا: “إن رحلة التحول التكنولوجي في ‏صربيا بدأت في 2017، حيث بدأنا الرحلة برقمنة النظام التعليمي ووضع خطة ‏للمراحل التعليمية الأساسية. وقد تطورت هذه العملية حتى وصلنا إلى منصة شاملة ‏يعتمد عليها سكان صربيا”.وأشار إلى أن بلاده تواصل الجهود لتدريب مواطنيها على ‏التكنولوجيا الحديثة وتعليمهم طرق استخدامها، وأضاف: “في إطار هذا التحول، ‏عملنا على تقديم تكنولوجيا تعليمية حديثة وتنمية مهارات الطلاب في مجال استخدام ‏التقنيات لتحسين نظام التعليم. كما اتخذنا إجراءات لضمان توفير خدمات رقمية في ‏القطاعين الصحي والاقتصادي بشكل أفضل، الأمر الذي ساهم في تحسين جودة ‏حياة المواطنين. ونحن ملتزمون بمواصلة عملية التطوير وتعزيز التكنولوجيا لتحقيق ‏تحول شامل يخدم تطلعات مجتمعنا”.وتحدث في جلسة “كيف تكتسب التأثير الرقمي ‏بأخلاقية؟”، الكاتب راين نورث، وسلط الضوء على طريقة سرده المبتكرة واستخدام ‏التقنية في كتابته وصناعة البرامج باستخدام الذكاء الاصطناعي.وأشار إلى الطفرة ‏الكبيرة في هذا المجال، حيث يقوم الذكاء الاصطناعي بتحليل بيانات بطريقة فعالة، ‏ورغم ذلك، يظل هناك نسبة صغيرة من الأخطاء البرمجية.‏ وأكد أن الذكاء الاصطناعي هو أداة يمكن توظيفها بشكل إيجابي أو استخدامها ‏بشكل سلبي، وذلك حسب كيفية توجيهها.‏