رئيس الدولة يتلقى اتصالين هاتفيين من ملك الأردن ورئيس وزراء باكستان
الجمهور لم يحبّوا نهاية مسلسل «للموت» ولم يتقبّلوها لأنها مفتوحة
نادين جابر: التوافق بين الكاتب والمُخْرِج ضروري جداً
بين موقف ماغي بو غصن التي أعلنت عن جزء رابع من مسلسل «للموت» وبين موقف نادين جابر المتريّث، يمكن تأكيد أن الموسم الجديد من هذا العمل لن يكون للموسم الرمضاني المقبل بل هو مجرّد تكملة للموسم الثالث.
جابر المنهمكة بكتابة عملها الرمضاني الجديد الذي له أولوية أوضحت الإشكالية التي تسببت بها النهاية المفتوحة لمسلسل «للموت 3» وتفاصيل أخرى في هذا الحوار:
- أنا لا أزال متمسكة برأيي ولم أغيّره أبداً. وكنتُ قد أعلنتُ أن الموسم الثالث من مسلسل «للموت» سيكون الأخير لأنني لن أستطيع أن أقدّم شيئاً جديداً له. ولكن الناس لم يحبّوا نهاية المسلسل ولم يتقبّلوها لأنها مفتوحة. هم لم تكن لديهم مشكلة في أن تكون النهاية حزينة أو سعيدة ولكنهم لم يتقبّلوا النهاية المفتوحة لأنهم لم يعرفوا هل ماتت ريم أم لا تزال على قيد الحياة أو هل سحر وريم فارقتا الحياة أم أنهما حيّتان تُرزقان. وهذه الاستنتاجات مُحِقّة لأن الناس تعلّقوا بالكاركتيرات ورفضوا أن يظلوا معلَّقين في الهواء.
تقدير نهاية سحر وريم ليست مسؤولية الناس ولا يفترض بهم استنتاجها بل معرفتها. لذلك وبناءً على هذه المعطيات كانت فكرة إمكان أن يكون هناك جزء جديد من المسلسل. وحصل اتفاق بين الجميع على أن يكون مجرد تكملة للجزء الثالث على أن يكون مؤلَّفاً من 6 أو 8 أو 10 حلقات أو بقدر ما يتحمّل المسلسل. النية موجودة ولكنني لم أفكر في الموضوع حتى الآن بسبب انشغالي بالتحضير لمسلسل جديد مخصَّص للعرض في الموسم الرمضاني المقبل. وبعد الانتهاء من كتابته يمكن أن أكمل كتابة الجزء الثالث في حال توافرت حبكة جميلة ومُناسِبة. وفي حال لم تتوافر فلن يكون هناك تكملة للمسلسل.
• وما الذي جعلك تختارين أن تكون نهاية الجزء الثالث مفتوحة وخصوصاً أنها تثير التساؤلات حول مصير سحر وريم؟
- عادةً في كل المسلسلات، هناك النهاية السعيدة أو النهاية الحزينة أو النهاية المفتوحة. ويحق للكاتب أن يختار أي واحدة منها. ولكن بما أن الجزء الثاني من المسلسل انتهى بموت سحر وريم فلم يعد ممكناً تكرار نفس النهاية في الجزء الثالث، كما ان النهاية السعيدة لا تناسب الجزء الثالث، ولذلك كان الخيار بالذهاب نحو النهاية المفتوحة وهي معتمَدة في كل العالم وتأخذ مخيّلة المشاهد إلى أي مكان يريده، ولكن لأن الناس أَحَبوا الكاراكتيرات فإنهم رغبوا في أن يروا بأم العين مصيرها بصرف النظر عما إذا كانت سعيدة أو حزينة.
• اعترفتِ بأن الموت كان نهاية سحر ريم في ختام الموسم الثاني وهذا يعني انك أعدتِ إحياءهما من جديد على طريقة إعادة إحياء أبو عصام في مسلسل «باب الحارة»؟
- في نهاية الجزء الثاني، شاهدْنا سيارة ريم وسحر تسقط في البحر وهما داخلها، ومن بعدها شاهدنا قبريهما وهذا يعني أن نهاية المسلسل لم تكن مفتوحة. ولكن من الناحية الدرامية يمكن إيجاد حل لها بضمير مرتاح لأننا لم نر جثتيهما وهذا يعني أن كل شيء معقول من الناحية الدرامية. ولو أنني لم أكتب جزء ثالثاً كان بالإمكان أن نعتبر أنهما فارقتا الحياة وفي نفس الوقت أنهما لم تموتا.
• وكأن هناك تَعَمُّداً لاعتماد النهايات المفتوحة في كل أجزاء المسلسل؟
- أبداً. وبالنسبة لي كان الجزء الثاني هو الأخير من المسلسل وينتهي بموتهما، ولكن بعدما تم اتخاذ القرار بأن يكون هناك جزء ثالث قمتُ بكتابته وكان هذا ممكناً درامياً وخصوصاً أننا لم نرَ جثتي سحر وريم كما شاهدنا جثة عمر مثلاً الذي قدّم دوره باسم مغنية.
•عادةً هل تحصل تعديلات كثيرة على نصك؟
- كلا، لأنني أتمهل كثيراً عند كتابة كل حلقة، كما أنني وفيليب أسمر نعرف بعضنا جيداً. وعند كتابة أي مَشهد أعرف ما الذي يحبّه وما الذي لا يحبه. التوافق بين الكاتب والمُخْرِج ضروري جداً وخصوصاً اذا كانا يعرفان بعضهما جيداً، لأنه يحول دون وقوع مشاكل بينهما. وأنا جاهزة لسماع أي ملاحظة من المُخْرِج والمُنْتِج والممثلين ونقوم بمناقشتها. فإما أن يقنعوني أو أقوم أنا بإقناعهم. وفي حال عرفتُ مثلاً أنهم يغيّرون أشياء أساسية في موقع التصوير، تقع المشكلة.
• وفي حال كانت هناك حاجة للتغيير في النص، هل تقومين به بنفسك؟
- عادةً، عندما يرسل الكاتب الحلقة يقرأها المُنْتِج والمُخْرِج ويبديان ملاحظاتهما حولها، ثم يقوم الكاتب بتقييمها لجهة إذا كانت مُحِقّة أم لا، ويتم الاتفاق على صيغة معينة لتحديد ما الذي يمكن تغييره وما الذي لا يمكن تغييره، ويغيّر الكاتب ما يشعر بأنه اقتنع به، ثم تُرسل الحلقة للطباعة ويَجري تنفيذها تماماً كما هي مكتوبة.
لا يمكن أن أوافق على شيء إذا لم أكن مقتنعة به أياً كان الشخص الذي قدّم الاقتراح. وعندما يحصل تغيير في موقع التصوير، لا يعرف الكاتب به إلا عند عرض الحلقات أو إذا وصلتْه تسريبات عن أن هناك تعديلات على نصه خلال التصوير. لا يحق للمُخْرِج أن يحذف وأن يضيف كما يحلو له، لأن وظيفته هي الإخراج وليس الكتابة وعليه أن يحترم الكاتب ولا يتدخل في عمله والعكس صحيح أيضاً، وإلا تشتعل المشاكل بينهما.
