رئيس الدولة ونائباه يهنئون أمير قطر بذكرى اليوم الوطني لبلاده
قمة أبريل كانت حوار طرشان
ناشونال إنترست: أمريكا والصين أضاعتا فرصة للتعاون
عقب القمة التي عقدت في أبريل -نيسان بين الرئيس الصيني شي جين بينغ وقادة الإتحاد الأوروبي، وصف الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل الحدث بأنه “حوار طرشان”، لأن شي استبعد إلى حد بعيد القضية التي أراد نظراؤه الأوروبيون خوض نقاش حولها ألا وهي أوكرانيا.
ودار “حوار طرشان” آخر في وقت سابق من الشهر الجاري عندما شارك وزيرا الدفاع الأمريكي لويد أوستن ونظيره الصيني وي فنغي في مؤتمر “شانغري-لا” الأمني الإقليمي السنوي لشرق آسيا في سنغافورة. وعلى رغم أن أوستن ووي أكدا على أهمية الحوار الأمريكي-الصيني والاستقرار في العلاقات، فإنهما بالكاد تحدثا إلى بعضهما.
تشويه سمعة
وكتب الزميل المميز في مركز الأمن القومي والزميل الأول الزائر في مجلس شيكاغو للشؤون الدولية بول هير، في مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية، أنه استناداً إلى النصين المقتضبين اللذين وزعهما كل جانب، فإن الإجتماع الأول من نوعه بين الرجلين لم يتضمن سوى تبادل متوقع لوجهات النظر. وكانت المحصلة النهائية لوي هي أن واشنطن يجب أن تتوقف “عن مهاجمة ... وتشويه سمعة ... واحتواء ...وقمع” الصين والتدخل في شؤونها الداخلية، وإلحاق الضرر بمصالحها. وفي محاولة للتهوين من هذه السلسلة من الشكاوي، قال أوستن إن الجانبين بحاجة إلى “إدارة التنافس بمسؤولية والحفاظ على خطوط اتصالات مفتوحة”، في مقاربة مبسطة للعلاقات الديبلوماسية، وهو الأمر الذي كرره مستشار الأمن القومي جيك سوليفان لنظيره الصيني بعد أيام. إن إجتماع وي وأوستن لم يحقق إختراقاً أساسياً في إتجاه قيام تفاهم متبادل وتعاون أوثق.
وكانت ملفتة المقارنة بين التصريحين العلنيين لأوستن ووي على هامش المؤتمر، والاختلاف الذي انعكس في تفكير الجانبين. فقد ركز أوستن إلى حد كبير على “قوة الشراكة”. وأبرزَ أهمية شبكة حلفاء الولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهادئ والهندي-التي وصفها بأنها “مسرح العمليات ذو الأولوية».
«حرب باردة جديدة»
وقال أوستن إن الولايات المتحدة لا تسعى إلى “مواجهة أو نزاع” أو “حرب باردة جديدة” مع الصين، وكرر تأكيدات إدارة الرئيس جو بايدن، من أن واشنطن لا تسعى إلى الطلب من الدول الأخرى الإختيار بين الولايات المتحدة والصين.
ومن جهته، أكد وي علناً أنه اختلف مع أوستن حول نقاط عدة، وكرر اتهاماته للولايات المتحدة بتشويه سمعة الصين وحتى بتهديد بكين. واستخدم نبرة متشددة حيال موضوع تايوان، الذي شغل الجانبين في الأشهر الأخيرة. وقال إن بكين “لا تزال تبذل كل جهد وبإخلاص كبير لتحقيق وحدة سلمية”. لكنه اشتكى من أن “بعض الدول “وعلى الأرجح الولايات المتحدة” قد نكثت تعهداتها” في ما يتعلق بسياسة “صين واحدة”. وذهب إلى حد إطلاق أقوى تحذير من الجانب الصيني لواشنطن في مسألة تايوان قائلاً: “إذا تجرأ أحد على فصل تايوان عن الصين، فإننا لن نتوانى عن القتال. وسنقاتل مهما كان الثمن وحتى النهاية. هذا هو الخيار النهائي للصين».
مقاربة أقل صدامية
وتحاول الصين بوضوح القول إن ثمة خطوطاً حمراء صينية في ما يتعلق بتايوان، وتحذير واشنطن وتايبه بأنهما يقتربان أكثر من هذه الخطوط.
ومن الواضح ان هناك حدوداً محتملة لالتقاء المصالح والأهداف الأمريكية والصينية في شرق آسيا. لكن في حال كانت بكين وواشنطن قادرتين على الإقرار بهذا الواقع، فإن ثمة فرصاً أيضاً للإلتقاء حيث “توجد المسؤولية والعمل المشترك” وفق تعبير أوستن. ومعظم الدول الأخرى في المحيطين الهادي والهندي متحمسة لرؤية مقاربة أقل صدامية بين بكين وواشنطن في المنطقة. كان اجتماع “شانغري-لا” فرصة ضائعة في هذا المجال، لكن لحسن الحظ ليست الأخيرة.