ناشيونال إنترست: أمريكا لا يمكنها محاربة الصين وروسيا معاً

ناشيونال إنترست: أمريكا لا يمكنها محاربة الصين وروسيا معاً


رأى الكاتب ديفيد ت. بيني في مقال بموقع “ناشيونال إنترست” الأمريكي أن الولايات المتحدة لا يمكنها التغلب على الصين وروسيا معاً.
وفي مقال سابق له بعنوان “روسيا والصين ربحتا فعلاً سباق التسلح النووي”، ناقش الأخطار التي يواجهها الأمن القومي الأمريكي من التقدم المتسارع للصين وروسيا على صعيد زيادة حجم ترسانتيهما النوويتين إلى مستوى يفوق حجم الترسانة النووية الأمريكية الحالية.
وقال إنه كلما زاد التفوق الروسي والصيني على الولايات المتحدة على صعيد الأسلحة النووية وأسلحة غير تقليدية أخرى على غرار الأسلحة الكهرومغناطيسية الفائقة الدقة والأسلحة السيبرانية، كلما كان الإغراء أكبر للانخراط في اعتداءات في الخارج. ورأينا أمثلة على ذلك في غزو أوكرانيا عام 2014، واحتلال الصين لجزر متنازع عليها في بحر الصين الجنوبي في الأعوام الأخيرة، وفي ما يبدو من احتمال غزو صيني وشيك لتايوان.

أزمة محتملة وشيكة
وفي مارس -آذار-أبريل -نيسان  2021، حشدت روسيا ما بين 100 ألف و150 ألف جندي على طول الحدود الشمالية والشرقية لأوكرانيا واستعدت لغزو محتمل. ورداً على ذلك رفعت الولايات المتحدة درجة التأهب إلى الوضع الدفاعي، للمرة الأولى منذ هجمات 11 سبتمبر -أيلول  2001. وفضلاً عن ذلك، رفعت القيادة الأمريكية في أوروبا درجة الرقابة إلى مستوى “أزمة محتملة وشيكة”، خوفاً من أن يعقب الغزو الروسي لأوكرانيا، غزو لدول المواجهة في حلف شمال الأطلسي بما في ذلك، الجمهوريات السوفيتية السابقة في أستونيا ولاتفيا وليتوانيا.
وكان ذلك سبباً في دعوة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى عقد قمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في جنيف في يونيو  -حزيران ، من أجل خفض التوترات وتحسين العلاقات الأمريكية-الروسية، التي كانت وقتذاك في أسوأ مراحلها منذ انتهاء الحرب الباردة. وتمثل القلق الأكبر في أن تحقيق روسيا تفوقاً نووياً على الولايات المتحدة، يمكنها من ابتزاز قادة الولايات المتحدة وتنفيذ أجندتها أو نزع سلاحهم من جانب واحد، أو الذهاب إلى ما هو أسوأ من ذلك، عبر المخاطرة بشن هجوم على الولايات المتحدة  دون تلقي ردٍ أمريكي فعال. وينطوي مثل هذا الهجوم ينطوي على مخاطر محو الولايات المتحدة من الخريطة الجيوسياسية على غرار ما فعل الحلفاء مع ألمانيا في نهاية الحرب العالمية الثانية.

خطط طارئة
وأثار قائد القيادة الإستراتيجية الأمريكية الأدميرال تشارلز ريتشارد خلال شهادة أمام الكونغرس في أبريل -نيسان  2021، إحتمال أن تتعرض لهجوم على جبهتين أو ثلاث جبهات في آنٍ واحد، إذا ما غزت روسيا أوكرانيا أو دول أخرى في أوروبا الشرقية، بينما تهاجم الصين تايوان، وتعمد كوريا الشمالية إلى مهاجمة كوريا الجنوبية في وقت واحد ومنسق.
وقال ريتشارد إن الولايات المتحدة ليس لديها خطط طارئة لكيفية مواجهة حليفين نوويين في وقت واحد في حرب مستقبلية. ولذلك، فإن قدرة الولايات المتحدة وحلفائها على القتال في هكذا حرب ناهيك عن ربحها، في ظل إستخدام أسلحة غير تقليدية من قبل أعدائنا، هي محل شك.
 
حرب تقليدية
ورأى الكاتب أن القلق الأمريكي من مخاطر خوض حرب مقبلة مع روسيا والصين، له أساس جيد، إذا ما أخذ في الإعتبار عدم جاهزية واشنطن لخوض حرب تقليدية خالصة ضدهما.
وحذر من أنه “إذا استمرت الولايات المتحدة في التزام سياسة حافة الهاوية عسكرياً مع روسيا والصين، فإن النتيجة قد تكون غير متوقعة، أو تهب عاصفة تتهي بنهاية دولتنا”. وعوض عن محاولة تحدي روسيا والصين واحتوائهما، يتعين على الولايات المتحدة التكيف بعض الشيء مع مصالحهما الحيوية، سواء بواسطة الديبلوماسية أو الإجراءات الأحادية.