ناشيونال إنترست: ماذا تعني حكومة جديدة برئاسة نتانياهو؟

ناشيونال إنترست: ماذا تعني حكومة جديدة برئاسة نتانياهو؟


داخلياً وخارجياً، عُرفت الانتخابات الإسرائيلية العامة بـ “الانتخابات الخامسة في ثلاثة أعوام ونصف”. وخلال الحملات الانتخابية وفور إعلان النتائج، حظي النائب المتطرف إيتمار بن غفير بتغطية واسعة في وسائل الإعلام الإسرائيلية والعالمية. ورغم أن نجاح بن غفير الانتخابي من الخصائص المدهشة للكنيست الجديد، إلا أن الشكل النهائي الذي ستتخذه الحكومة الجديدة لم يتضح بعد.
وكتب ألكسندر ليونغاروف في مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية، أن السيناريو المباشر سيكون تشكيل “إئتلاف يميني ضيق”، يتمتع بغالبية مريحة نسبياً من 65 مقعداً من أصل 120 مقعداً في الكنيست.
ومثل هذه الحكومة ستضم أعضاء من تكتل ليكود بزعامة بنيامين نتانياهو ومن حزبين حريديين ولائحة “الصهيونية الدينية” بزعامة بن غفير، التي تضم ثلاثة أحزاب من اليمين المتطرف.

علاقات إسرائيل الخارجية
ومع ذلك، فإن نتانياهو طالما كافح من أجل ترؤس حكومة أوسع تضم الوسط ويسار الوسط. وهكذا، يمكن أن يحاول توسيع فريقه بتقديم عروض لمنشقين في الكتلة التي تعارضه.
وفي الوقت الذي لم تتضح فيه تركيبة الحكومة الجديدة، فإن وجود المتشددين من الصهيونية الدينية، التي ستحصد نحو 15 مقعداً على الأرجح فيها، بدأ يثير تساؤلات فورية عن انعكاس ذلك على علاقات إسرائيل مع جيرانها ومع اللاعبين الدوليين.
والطرف الأول الذي سيخطر في الذهن هم الفلسطينيون، رغم أن إسرائيليين كثراً لا يعتبرون  الفلسطينيين مسألة تندرج في سياق السياسة الخارجية.
وعلى أي حال، فإنه في ظل حكومة يمينية صافية، يمكن توقع تدفق مزيد من الإسرائيليين إلى الضفة الغربية، والقدس الشرقية، بعد تسريع بناء المنازل الإسرائيليين و”تشريع” لمستوطنات وبؤر عشوائية بنيت من دون موافقة الحكومة الإسرائيلية.
ومع ذلك، فإن الضم الفوري للضفة الغربية الذي تؤيده بقوة الصهيونية الدينية، يتعارض مع جهود نتانياهو لتفادي الإقدام على مخاطرة.
وفي 2019، وعد نتانياهو بضم جزء من الضفة الغربية، قبل الانتخابات في ذلك العام في محاولة لتأمين الفوز. أما في السياق الحالي، فإن النصر بات في متناول اليد، لذلك قد يعمد نتانياهو إلى استخدام مهاراته لتأخير هذه المسألة.
ومن المرجح أن يشق نتانياهو مساراً حذراً جداً نحو الدول العربية التي تقيم علاقات رسمية مع إسرائيل. وفي صباح اليوم الموالي للانتخابات، وُجهت رسالة طمأنة من الليكود إلى البلدان التي طبعت علاقاتها أخيراً بإسرائيل.

أمريكا
وبالنسبة إلى العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، فإن الكثير سيعتمد على السياسات المحلية لواشنطن، خاصةً بعد نتائج الانتخابات النصفية الحالية الإنتخابات الرئاسية في 2024.
ولا حاجة إلى التذكير بالعلاقات الودية والتنسيق بين نتانياهو والرئيس السابق دونالد ترامب.
ومع ذلك، فقد أشير إلى أنه كلما كان اعتماد الحكومة الإسرائيلية الجديدة أكثر على الأصوات المتشددة، كلما قل احتمال صمود الدعم الأمريكي القوي لإسرائيل، ليس أقله بسبب الضغط من الرأي العام والمجتمع المدني في الولايات المتحدة.

أوروبا
وبالنسبة للعلاقات بين الإتحاد الأوروبي وإسرائيل، فإن الاحتكاكات موجودة بسبب الملف  الفلسطيني. وإذا تسلمت حكومة اسرائيلية يمينية خالصة السلطة في إسرائيل، فإن التناقض بين تل أبيب والاتحاد الأوروبي سيزيد، بينما تقل فرص الحوار على الأرجح.
وبينما يكون في مقدور سياسي أو ديبلوماسي واحد التوفيق بين أهداف الكتل التي تبدو متعارضة، يبقى السؤال إلى أي مدى سيشعر الشركاء الآخرون في الحكومة، خاصةً الصهيونية الدينية، بأنهم قادرون على الدفع لتنفيذ أجندتهم. إن مستقبل الحكومة الإسرائيلية الجديدة سيعتمد على أفعالها.