تحت رعاية رئيس الدولة.. خالد بن محمد بن زايد يشهد حفل تخريج جامعة خليفة لعام 2025
ناشيونال إنترست: واشنطن مطالبة بمنع أخطاء غارات الطائرات المسيرة
مثل ثلاثة من أكبر قادة الجيش الأمريكي أمام لجنة الخدمات المسلحة بالكونغرس في الأسبوع الماضي، في أول ظهور علني بعد الانسحاب من أفغانستان. وواجه الثلاثة وهم وزير الدفاع لويد أوستن، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي، وقائد القيادة المركزية الجنرال كينيث ماكنزي، أسئلة تناولت التوصيات التي رفعوها إلى الرئيس عن تفاصيل تفجير مطار كابول الذي أسفر عن مقتل 13 جندياً أمريكياً وأكثر من 170 أفغانياً. ومع ذلك، كتبت الصحافية ألين وولش في مجلة “ناشونال إنترست” أنهم أمضوا القليل من الوقت في تحليل الضربة الخاطئة التي وجهتها طائرة أمريكية دون طيار، أسفرت عن مقتل عائلة أفغانية بريئة، والتساؤلات الأوسع عن الثقة في سياسة الضربات الجوية بالطائرات دون طيار. في 29 أغسطس (آب)، وجهت الولايات المتحدة ما كان يفترض أنه آخر هجوم بطائرة دون طيار في الحرب الأفغانية التي استمرت 20 عاماً. وبعد ساعات من الاستطلاع، أمر ضابط في سلاح الجو، تحت أمرة ماكنزي، بإطلاق صاروخ من طراز هيل فاير من طائرة دون طيار من طراز إم كيو-9 ريبر، على سيارة يقودها رجل اشتبه في حملها متفجرات لتنظيم داعش.
وعقب الهجوم، سارعت إدارة الرئيس جو بايدن إلى إعلان إحباط عمل إرهابي. ووصفه ميلي بـ “ضربة صحيحة».
وبعد أيام، كشف صحافيون استقصائيون في صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، أن السائق لم يكن متعاوناً مع داعش، بل موظفاً منذ وقت طويل في منظمة إغاثة أمريكية بكابول. وتقدم زيكاري أحمدي، الذي استهدفته الغارة بطلب للجوء إلى الولايات المتحدة قبل أيام من مقتله. وتبين أن المواد المشبوهة التي كان ينقلها في سيارته، قوارير مياه للشرب، جلبها معه إلى منزله. ولم يكن أحمدي الأفغاني الوحيد البريء الذي قتل في الغارة الخاطئة، بل قُتل معه أفراد من عائلته كانوا في استقباله لدى عودته، ثلاثة من أبنائه، وثلاثة من أبناء شقيقه، وابن عمه، وطفلتان في الثالثة من العمر. وسبق أن شنت الولايات المتحدة غارات بطائرات دون طيار ضد الأعداء منذ 2002. ونفذت إدارة بوش الابن 57 غارة في باكستان، ورفعت إدارة باراك أوباما العدد إلى 542، بينما ألغت إدارة دونالد ترامب بالكامل الشروط التي يجب توفرها لشن مثل هذه الهجمات.
وعلى هذا الأساس فإن الولايات المتحدة تزيد على الأرجح من اعتمادها على تكنولوجيا الطائرات دون طيار في الخارج، لأنها تقلل خطر تعريض الأمريكيين للخطر، ولأنها أكثر فاعلية من نشر جنود على الأرض، إلا أن الأخطاء التي ترتكب في مثل هذه الهجمات قد تساهم في تجنيد إرهابيين لأنها توقع ضحايا مدنيين. وعندما جُوبه في نهاية المطاف بحقيقة الغارة على كابول، اعتذر ماكنزي، قائلاً: “بصفتي قائد الجنود، فأنا مسؤول بالكامل عن النتيجة المأسوية للضربة».
وذهب أوستن أبعد من ذلك وأمر بتحقيق في الهجوم، وفتح المفتش العام في وزارة الدفاع أيضاً تحقيقاً منفصلاً في الأيام الماضية.
وفي غياب قوات أمريكية على الأرض بأفغانستان، من المحتمل أن يعتمد الجيش أكثر على هذه الطائرات في الأعوام المقبلة. وللقضاء على التهديدات الإرهابية وتجنب تكرار أخطاء قاتلة في المستقبل، فإن على الولايات المتحدة معرفة مصدر الأخطاء، في الاستخبارات أو الاستطلاع أو عند اتخاذ القرار. ومحاسبة من تثبت مسؤوليتهم. ولمحاربة الإرهاب فعلاً، على الولايات المتحدة ألا تعطي ذخيرة للحملات الدعائية للإرهابيين ليستخدموها للتجنيد ضد الولايات المتحدة في المقام الأول.