إسرائيل تكشف إحصائية عن قتلاها منذ هجوم 7 أكتوبر
نتانياهو يواجه خطر انتخابات مبكرة مع خطة ترامب
أصدرت وزارة الدفاع الإسرائيلية أرقاماً محدثة حول حصيلة القتلى في هجوم السابع من أكتوبر-تشرين الأول، وذلك بعد مرور عامين.
وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية بحسب صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، إنه منذ اندلاع الحرب، قُتل 1152 فرداً، بمن فيهم جنود الجيش الإسرائيلي، وضباط الشرطة الإسرائيلية، وأفراد الشاباك “جهاز الأمن العام”، وأعضاء فرق الأمن المحلية الذين خدموا في جميع أنحاء إسرائيل وغزة ولبنان والضفة الغربية.
وكان حوالي 42% من القتلى تقل أعمارهم عن 21 عاماً، معظمهم من الشباب الذين يؤدون الخدمة العسكرية الإلزامية، وكان 141 منهم فوق سن الأربعين، مما يسلط الضوء على التنوع الكبير في الأعمار بين أولئك الذين فقدوا حياتهم في الحرب.
ودُفن أكثر من 200 من القتلى في مقبرة جبل هرتزل العسكرية في القدس، وفي المجمل، أُجريت جنازات في 264 في جميع أنحاء إسرائيل، مع توسيع 24 قطعة أرض وإنشاء مقابر عسكرية جديدة.
وأشارت الوزارة إلى أنه تم تخصيص 18 مليون دولار لخدمات رعاية ودعم الأسر، وتم إنشاء شبكة من المتطوعين الماليين لدعم العائلات الثكلى.
ويقول آرييه موعاليم، رئيس قسم العائلات الثكلى وإحياء الذكرى والتراث: “دولة إسرائيل تتحمل ثمناً باهظاً، تاريخ بلدنا كُتب بدماء أبنائنا وبناتنا».
هذا ويشكل خلاف داخل الائتلاف اليميني المتطرف الحاكم في إسرائيل، بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، بؤرة للتوتر في جهود إنهاء الحرب في قطاع غزة، إذ يهدد بعرقلة مسعى الولايات المتحدة لإعادة تشكيل المشهد السياسي في الشرق الأوسط.
ومع تعرضه لضغط من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب المستمرة منذ عامين، يواجه نتانياهو أيضاً رد فعل عنيفاً وانتقادات لاذعة من أعضاء في ائتلافه الحاكم من غلاة القوميين، وقد تجبر معارضتهم لاقتراح الرئيس الأمريكي بشأن قطاع غزة نتانياهو على إجراء انتخابات مبكرة.
وتقبل نتانياهو خطة ترامب المكونة من 20 نقطة لإنهاء الحرب، والتي تدعو إلى نزع السلاح من قطاع غزة، وتستبعد أي دور مستقبلي لحركة حماس في الحكم، رغم أنها تسمح ببقاء أعضائها إذا نبذوا العنف، وسلموا أسلحتهم.
جاء رد حماس أيضاً إيجابياً، إذ قبلت جزئياً خطة ترامب، قائلة إنها مستعدة للتفاوض على إطلاق سراح الرهائن وإنها ستكون جزءاً من “إطار وطني فلسطيني جامع” فيما يتعلق بمناقشة مستقبل قطاع غزة.
لكن فكرة أن حماس يمكن أن تظل موجودة، ناهيك عن أن تكون في وضع يسمح لها بمواصلة مناقشة خطة غزة، بعد إطلاق سراح الرهائن، أثارت غضب شركاء نتانياهو في الائتلاف اليميني.
وقال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير: “لا يمكننا الموافقة تحت أي ظرف من الظروف على سيناريو يجري فيه إحياء المنظمة التي تسببت في أفدح كارثة تحل على دولة إسرائيل».
وأضاف في منشور على إكس: “لن نكون شركاء في ذلك بأي حال من الأحوال”، مهدداً بالاستقالة من الحكومة.
وإذا استقر في قناعة وزراء اليمين المتطرف أن نتانياهو قدم تنازلات أكثر من اللازم لإنهاء الحرب، فإن ائتلافه الحاكم، الذي يمثل أكثر الحكومات يمينية في تاريخ إسرائيل، يمكن أن ينهار قبل عام كامل من الانتخابات المقبلة المقررة في أكتوبر -تشرين الأول 2026.
ولكن الإصرار أيضاً على استمرار الحرب في قطاع غزة من شأنه أن يستعدي عائلات الرهائن الذين لا يزالون محتجزين في القطاع ويمكن أن يزيد من نفور الإسرائيليين الذين سئموا الحرب وكذلك حلفاء إسرائيل في العالم.
ودعا ترامب إسرائيل إلى وقف قصف القطاع لضمان نجاح المحادثات المتعلقة بخطة غزة، التي تبدأ بمفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس في مصر الإثنين لإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين.
لكن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش وصف وقف الهجمات في غزة، السبت، بأنه “خطأ فادح”. وأضاف أن هذا سيؤدي مع مرور الوقت إلى الانتقاص من قوة موقف إسرائيل في سعيها لتحقيق أهدافها المتمثلة في تحرير الرهائن، والقضاء على حماس ونزع السلاح من قطاع غزة.
ويضغط بن غفير وسموتريتش، اللذان يشغل حزباهما 13 مقعداً من أصل 120 في الكنيست، منذ فترة طويلة على نتانياهو من أجل السعي لتحقيق أهداف شاملة لكنها بعيدة المنال على ما يبدو في قطاع غزة. وإذا انسحب كلاهما من الحكومة، فمن المرجح أن يؤدي ذلك إلى إجراء انتخابات.
قالت المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية شوش بيدروشان، للصحفيين، الأحد، إن الجيش أوقف ما وصفتها بأنها عمليات قصف معينة، لكنه لم يوقف إطلاق النار.
وأضافت أن الجيش سيواصل عملياته “لأغراض دفاعية”، ورغم دعوة ترامب لوقف القصف، فإن الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، السبت والأحد، أسفرت عن مقتل عشرات الفلسطينيين.
ووصف نتانياهو الخطة بأنها جهد مشترك يساعد في تحقيق أهداف الحكومة، والتي تشمل استسلام حماس وبسط إسرائيل السيطرة الأمنية على قطاع غزة ومحيطه.
تفتقر خطة ترامب إلى بعض التفاصيل مثل الإطار الزمني لنزع سلاح حماس. ومن المرجح أن تثير إشارة مبهمة إلى دولة فلسطينية غضب حلفاء نتانياهو من اليمين المتطرف.
وقال ميتشل باراك، وهو خبير إسرائيلي في استطلاعات الرأي عمل مع نتانياهو في تسعينيات القرن الماضي، إنه يعتقد أن الحكومة تقترب من نهايتها لكنه أوضح أنه لا يتوقع انهيارها على الفور نظراً لدعم المعارضة لخطة ترامب،
بينما لا يملك سموتريتش وبن غفير سوى خيارات محدودة بخلاف البقاء في صف نتانياهو.
وعرض زعيم المعارضة يائير لابيد دعم الحكومة لمنع انهيارها، من أجل المضي قدماً في خطة ترامب.
وقال لابيد إن نتانياهو قد يوافق على تحديد موعد للانتخابات مقترحاً تقديم “ضمانات”، ممن وصفهم بأنهم “شركاء متطرفون وغير مسؤولين” لرئيس الوزراء.