رئيس الدولة يتلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس الســوري تبـادلا خلالـه التهانـي بعيـد الأضحى
نيران الحرب تحرق مقتنيات الخرطوم الثقافية
قبل ساعات من إطلاق رصاصة الحرب الأولى في الخرطوم، صباح الخامس عشر من أبريل 2023، كان منتدى رتينة الثقافي يستضيف كوكبة من المفكرين والصحفيين ونجوم الفن والأدب، في إطار مشروع ثقافي كببر يهدف لترسيخ ثقافة السلام والبناء.
لكن بعد 68 يوما من القتال المحتدم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، كان مقر المنتدى الكائن في قلب العاصمة هدفا لقذيفة أحرقت كل ما كان يوثق ذلك العمل الكبير، ليلحق مقر المنتدى بالعديد من المنشآت الثقافية والتراثية والشخصيات الفنية المؤثرة التي أكلتها نيران الحرب.
ويبدى مؤسس منتدى رتينة عمر عشاري حزنه الكبير على الضرر الذي لحق بمقر المنتدى، ويقول لموقع "سكاي نيوز عربية": "اليوم احترق المبنى الذي احتوى رتينة منذ عام 2018. هذا المشروع بالنسبة لي كانت أهدافه تتجاوز الربح، وكان مشروعا متمسكا بقيم الخير".
وأضاف: "المقر الذي احترق يحتوي كتبا جمعتها على مدى أكثر من 10 سنوات، وأزعم أنه يضم مكتبة متنوعة من أكبر المكتبات في السودان ولوحات جمعتها من دول عديدة".
وتابع عشاري: "أحزاننا الشخصية على مقتنياتنا وأملاكنا واستثماراتنا الصغيرة نقطة في محيط الحزن الكبير على بلادنا العزيزة التي دمرتها الحرب، وعلى مواطنين فقدوا حياتهم فترمل من ترمل وتيتم من تيتم وأصيب من أصيب وفقد من فقد. هذا الوجع العام والحزن الكبير يبتلع أي أحزان خاصة ويجعلها صغيرة بحيث أنها لا ترى بعين المصاب المتسعة".
وإلى جانب المسارح والمنتديات والأندية الثقافية والفنية، أصابت شظايا القتال المتاحف الرئيسية نظرا لوقوعها في مناطق استراتيجية بمدينتي الخرطوم وأم درمان، وأدت الحرب إلى تدمير كامل وجزئي لمتاحف مهمة مثل المتحف القومي ومتحف القصر ومتحف الإثنوغرافيا والمتحف الحربي، وغيرها من المعالم المهمة.
ويعتبر المتحف القومي من أكثر المنشآت الثقافية التي أحدثت الحرب دمارا هائلا فيها، فهو يقع في شارع النيل على بعد أمتار قليلة من منطقة القصر الرئاسي، التي شهدت لأكثر من 3 أسابيع متواصلة اشتباكات يومية عنيفة بين طرفي القتال.
ويحتوي المتحف على إرث ثقافي يعكس تاريخ حضارة سودانية عمرها آلاف السنين، مع عدد من الآثار المهمة لحضارة كوش التي تعتبر واحدة من أقدم الحضارات في العالم.
وألحقت الحرب المستمرة حاليا في الخرطوم أضرارا بالغة بالقطاع الثقافي، وأوقفت تماما كافة الأنشطة الفنية والمسرحية والأدبية بعد أن تحولت العديد من المسارح ودور السينما والمتاحف وصالات الأفراح إلى ثكنات عسكرية، لا يسمع فيها إلا دوي الرصاص.