نيزافيسيمايا غازيتا: واشنطن تعاقب رئيس وزراء باكستان على زيارته لروسيا
كتب فلاديمير سكوسيريف، في "نيزافيسيمايا غازيتا"، عن لعبة أمريكية لعزل رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان الذي أعلن قبل حلّ البرلمان، أن معارضين مرتبطين بقوة أجنبية يحاولون تغيير النظام في البلاد. وأوضح سكوسيريف أنه يتضح من تصريحات أعضاء الحكومة، أن القوة الأجنبية هي الولايات المتحدة التي طالبت رئيس الوزراء بعدم السفر إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. لكن خان لم يلتزم بالطلب الأمريكي، فدفع الأمريكيون عددًا من البرلمانيين لانضمام إلى المعارضة والتصويت لحجب الثقة عن رئيس الوزراء.
وترددت أصداء الأزمة الأوكرانية في باكستان، الدولة المسلحة نوويًا، والتي يبلغ تعداد سكانها 220 مليون نسمة.
واتهم عمران خان، الذي يترأس مجلس الوزراء منذ العام 2018، أمريكا بالتآمر لإزاحته من السلطة. ويبدو أن واشنطن غاضبة من أن باكستان أصبحت خلال ولاية عمران خان أكثر بعداً عن الولايات المتحدة، بينما أقامت علاقات أوثق مع روسيا والصين.
ضغوط أمريكية مباشرة
ونشرت صحيفة "داون" الباكستانية، أن الولايات المتحدة مارست ضغوطاً مباشرة على رئيس الوزراء عندما قرّر التوجه إلى موسكو، وطالبته بإلغاء الزيارة. فقد التقى مسؤولون أمريكيون بالسفير الباكستاني لدى الولايات المتحدة وقالوا إن علاقة إسلام أباد المستقبلية بواشنطن تتوقّف على ما إذا كان عمران خان سوف يُعزل من السلطة في تصويت برلماني.
وتلقى رئيس الوزراء الباكستاني تقريراً بهذا الشأن من واشنطن. ومع ذلك، قام بالزيارة (إلى موسكو). والتقى عمران خان ببوتين في 24 فبراير( شباط) الماضي، وهو اليوم الذي بدأت فيه العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
ويتّضح من التطور اللاحق للأحداث، أن التهديد الأمريكي لم يكن خدعة، وأن واشنطن تمكنت على ما يبدو، من شراء عدد من النواب من كتل برلمانية اعتمد عليها رئيس الحكومة.
وقال عمران خان إن الولايات المتحدة تدخلت بوقاحة في الشؤون الداخلية للبلاد. بينما نفى المسؤولون الأمريكيون اتهامات رئيس الوزراء.
الجيش يحدد مصير خان
وقال الأستاذ المساعد في معهد الدراسات الآسيوية والأفريقية بجامعة موسكو الحكومية بوريس فولخونسكي، لصحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا": "بقاء عمران خان أم لا، يعتمد على موقف الجيش. رسميًا، الجيش خارج السياسة. لكن هناك مؤشرات على أن الجنرالات غير راضين عن رئيس الحكومة. لذلك، قد يضطر إلى المغادرة. ولكن يصعب التكهن بنتيجة الانتخابات".
وأضاف: "كان مقرراً إجراء الانتخابات في عام 2023. لكن بات يمكن أن تجرى في وقت أبكر. وفي كل الأحوال، ستستمر علاقة باكستان الوثيقة مع الصين. أما في ما يتعلق بالعلاقات مع الولايات المتحدة، ثمة تباين بين ميول النخبة والناس العاديين. فالنخبة تتطلع إلى الغرب، بينما تسود مشاعر معادية لأمريكا بين عامة الناس، حسب استطلاعات الرأي. أما بالنسبة لرشوة بعض النواب، فهذا احتمال مرجح جداً. ويكفي شراء عدد قليل من النواب ليخسر الائتلاف الحاكم الأغلبية".