هآرتس: سلسلة من القرارات الإسرائيلية الخاطئة وراء الانفجار الكبير

هآرتس: سلسلة من القرارات الإسرائيلية الخاطئة وراء الانفجار الكبير


أفادت صحيفة “هآرتس” أن إسرائيل تقف مرة أخرى على شفا مواجهة عسكرية واسعة في غزة. فرشقات الصواريخ التي لا تتوقف لحركتي المقاومة الإسلامية “حماس” و”الجهاد الإسلامي” على مدن إسرائيل، والتي تسببت بقتلى وجرحى، ورد سلاح الجو في غزة، تقرّب الطرفين من معركة لا نعرف كم من الوقت ستستمر، وما سيكون الثمن البشري والمادي لها.

وبالتوازي مع التدهور في غزة، يتسع احتجاج عنيف في بلدات عربية وفي مدن مختلطة في ارجاء البلاد، مما يوحي بأن أحداث أكتوبر (تشرين الأول) 2000 تحوم فوق الصدامات بين المواطنين وأفراد الشرطة، وتهدد بأن تخرّب من جديد النسيج الحساس والهش للحياة المشتركة، وبالتأكيد بالامل الضعيف في حكومة تعتمد على شراكة يهودية – عربية.'

وبلغ العنف ذروته في اللدّ والرملة، ولكن الاحتجاج لم يتجاوز يافا، وحيفا ومواقع عديدة أخرى، ورشق سكان عرب بالحجارة بيوت اليهود، فيما أحرق قسم من المقبرة الجديدة في الرملة، وتعرضت كنس لرشق بالحجارة. وتحولت اللد ليل يوم الثلاثاء الى منطقة قتال: شبان أفسدوا كل ما وقع تحت أيديهم. وتسلل الاحتجاج أيضاً الى مستشفى أساف هروفيه حيث شاغب.

وترى الصحيفة أن أسباب انفجار الاحتجاج العنيف ترتبط بسلسلة من القرارات الخاطئة التي اتخذت في شهر رمضان، بما فيها وضع الحواجز في باب العامود، والمواجهات في الشيخ جراح، والإصرار على “مسيرة الأعلام”. وكان للمفتش العام كوفي شبتاي دور حاسم في ذلك، وادعاؤه بأن سلوك الشرطة كان “رقيقاً جداً” يدل على مشكلة مقلقة في فهم الواقع.

غير أن الشرطة تضطر إلى معالجة أعراض مشكلة عميقة أكثر تتفجر هذه الأيام. وفي إطار رغبة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في مكافحة العنف الفلسطيني، إضعافه بل والغائه، فإنه حرض بشكل مجرم ضد عرب إسرائيل. وبدلاً من معالجة المشكلة، فضل الإقصاء والإجحاف والتهويد وإدخال عنصريين معلنين إلى الكنيست. وهذه الاستراتيجية الكارثية تتفجر الآن في وجه اسرائيل.

وتخلص الصحيفة إلى أن المطلوب الآن هو قبل كل شيء وقف التصعيد وتهدئة الخواطر. وخيراً فعل رئيس الدولة رؤوفين ريفلين بدعوته القيادة العربية إلى إطلاق صوت قاطع ضد العنف. ولكن هذا لا يكفي: رئيس وزراء مسؤول كان سيلجم الشرطة، ويجري حواراً حقيقياً مع القيادة العربية، ويحرص على الوضع الراهن في الحرم، ولا يرى في المدن المختلطة أماكن يجب تهويدها، ويعلن عن نية للاستثمار في المجتمع العربي، ويتوقف أساساً عن التحريض. ولكن نتانياهو غير قادر على ذلك وبالتالي، فإن استبداله ضروري أكثر من أي وقت مضى.