رئيس الدولة يبحث مع وزير الدفاع السعودي علاقات التعاون وتطورات الأوضاع في المنطقة
مكاسب اقتصادية، قوة ناعمة، تأكيد قوتها:
هذا ما تأمله الدول المستضيفة للقمم الدولية...!
-- غالبًا ما تجد دبلوماسية بلد صغير في مثل هذه المناسبات طريقة للتعبير عن نفسها
-- تمتد قائمة الدول المستضيفة لهذه الاجتماعات الآن خارج القارة العجوز
-- مع الأشكال الجديدة للصراع، باتت قوى إقليمية فضاء لمثل هذه اللقاءات
-- تبقى أمريكا اللاتينية بعيدة عن هذه التظاهرات الكبرى على اعتبار إنها «حديقة خلفية للأمريكيين»
استضافت سويسرا الأربعاء الماضي قمة دولية جمعت الرئيسين الروسي والأمريكي. إحدى الطرق للبلاد حتى تظهر في الصورة، بينما تحتدم المنافسة مع قوى متوسطة أخرى من أجل التموقع كوسيط.
«من الأفضل دائمًا أن نلتقي على انفراد”، قال جو بايدن يوم الأربعاء في بداية اجتماعه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين. هذا إذا توفر المكان المناسب لاحتضان ذلك.
هذه المرة، فازت سويسرا بالامتياز، والتقى الرجلان في دومين لا غرانج، في ضواحي جنيف. بالنسبة للقوتين العالميتين، المصلحة مفهومة: اللقاء على أرض محايدة، مما يضعهما على قدم المساواة، لكن بالنسبة للبلد المضيف، ما الغرض من هذه القمة؟
فرصة ليُسمع
وجني الفوائد
بالإضافة إلى مناقشة بايدن-بوتين، عُقد اجتماع ثنائي آخر يوم الأربعاء، لم يتم الإعلان عنه: التقى الرئيس الأمريكي قبل القمة بنظيره السويسري غي بارميلين، رئيس الاتحاد السويسري، الذي ربما اصطحب بعض الملفات تحت ذراعه. “ستشتري سويسرا طائرة مقاتلة وطائرتين أمريكيتين أخريين، وفي المنافسة طائرة رافال “الفرنسية” على وجه الخصوص”، يؤكد مارك فينو ، الدبلوماسي الفرنسي السابق والأستاذ المشارك في مركز جنيف للسياسة الأمنية.
الفوائد الاقتصادية تتعلق أيضًا بالمدينة نفسها، التي تحتفي بهذه الفرصة في خضم تفشي الوباء. “بوجود وفد أمريكي يتألف من 1000 شخص، وأكثر من 500 صحفي معتمد، فإن هذا يمثل انتعاشة لقطاع الفنادق”، يوضح مارك فينو. فمن خلال مثل هذه القمم، تأمل مدينة نهاية البحيرة أيضًا في الحفاظ على مكانتها كمدينة دولية: “هناك أحيانًا تهديدات من المنظمات الدولية التي تتخذ من جنيف مقراً لها لإنشاء فروع في بلدان أخرى، لأسباب مالية”، يضيف مارك فينو.
بناء «قوة ناعمة»
وتحسين صورة
ومن خلال تقديم نفسها كمستضيفة لهذه الاجتماعات الدولية، تأمل البلدان المعنية، مع ذلك، في ما هو أكثر من الفوائد الاقتصادية أو التحدث مع عظماء هذا العالم. “غالبًا ما تجد دبلوماسية دولة صغيرة، صاحبة قوة ثانوية نسبيًا على الساحة الدولية، في هذا طريقة للتعبير عن نفسها”، يوضح تشارلز تينينباوم، الأستاذ المحاضر في العلوم السياسية في ساينس بو ليل، وعضو مجموعة الأبحاث حول العمل متعدد الأطراف. وكذلك الخروج من ظل الجيران الأقوياء جدا.
بالنسبة لسويسرا، فإن اهتمامها هو “الحفاظ على صورة دبلوماسية السلام، لدولة مكرسة داخل الاتحاد الأوروبي، وتربطها معه علاقات متغيرة”. خاصة أن هذه الصورة “مهددة”، يضيف برتراند بادي، المتخصص في العلاقات الدولية في معهد الدراسات السياسية بباريس: “في الماضي، كانت المؤتمرات تعقد بشكل منهجي في جنيف، والآن هناك فيينا وهلسنكي...».
قوى إقليمية،
تحتضن القمم الدولية
ريكيافيك، وواشنطن، وموسكو، وفانكوفر، وهلسنكي، وليوبليانا، وبراتيسلافا، وبراغ ... لم تُعقد مؤتمرات القمة بين روسيا والولايات المتحدة في جنيف منذ أكثر من 35 عامًا، كما يشير الموقع السويسري سويس انفو. تم توقيع الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 في فيينا. “أي قمة تسعى أيضًا إلى الحفاظ على أصالتها وهويتها، والإبقاء عليها دائمًا في نفس المكان، يقلل من شأنها، ويؤدي إلى إضعافها”، يبرر برتراند بادي.
تمتد قائمة الدول المستضيفة لهذه الاجتماعات الآن إلى خارج القارة العجوز. “الرهانات الرئيسية لم تعد في أوروبا بل في إفريقيا أو الشرق الأوسط”، يقول الباحث، الذي ينسّب: “مع الأشكال الجديدة للصراع، لم تعد هذه الدول المحايدة تمامًا، مثل فنلندا أو سويسرا هي الملاذ، ولكن قوى إقليمية هي التي تقدم نفسها “كمضيفة” -بلدان مهمة بما يكفي للاعتراف بدورها في حل النزاعات”. وتبقى أمريكا اللاتينية بعيدة عن هذه التظاهرات الكبرى: “إنها تعتبر حديقة خلفية للأمريكيين”، يمرر مارك فينو.
خارج أوروبا، أي دولة يمكنها أن تجسّد سويسرا القادمة؟ “أود أن أقول إنها شبه استحالة، لأن نموذج الحياد السويسري غير قابل للتصدير، يرى برتراند بادي، على سبيل المثال، ليس للجزائر حياد من النوع السويسري امام الصراع في منطقة الساحل”، حيث تعتبر طرفا... وهذا لم يمنع البلاد من استضافة مؤتمر الأمن في الساحل في مايو 2015.
ومن بين المنظمين الآخرين لهذه الاجتماعات الدولية، يستشهد برتران بادي أيضًا بمصر وإيران وفيتنام وسنغافورة، وأيضًا سلطنة عمان التي استضافت مفاوضات تمهيدية للاتفاق النووي الإيراني. يقول الباحث: “عندما يتعلق الأمر بمفاوضات سرية، يمكنك إجراؤها أيضًا حيث لا يوجد خطر رؤيتك”، على عكس جنيف أو فيينا اللتين تعجان بالدبلوماسيين والصحفيين المتخصصين.
وبنفس الطريقة، “ذهب الوفد الفلسطيني عام 1993 إلى أوسلو وليس جنيف”، يشير الباحث. وحتى لو كانت الدول المستضيفة لهذه المفاوضات ستمارس نفوذاً أكثر هدوء. “إن أفضل طريقة للوجود، هي أن تجعل بيتك متاحًا لمن يريدون الاجتماع في تكتم”، يخلص برتراند بادي.
-- تمتد قائمة الدول المستضيفة لهذه الاجتماعات الآن خارج القارة العجوز
-- مع الأشكال الجديدة للصراع، باتت قوى إقليمية فضاء لمثل هذه اللقاءات
-- تبقى أمريكا اللاتينية بعيدة عن هذه التظاهرات الكبرى على اعتبار إنها «حديقة خلفية للأمريكيين»
استضافت سويسرا الأربعاء الماضي قمة دولية جمعت الرئيسين الروسي والأمريكي. إحدى الطرق للبلاد حتى تظهر في الصورة، بينما تحتدم المنافسة مع قوى متوسطة أخرى من أجل التموقع كوسيط.
«من الأفضل دائمًا أن نلتقي على انفراد”، قال جو بايدن يوم الأربعاء في بداية اجتماعه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين. هذا إذا توفر المكان المناسب لاحتضان ذلك.
هذه المرة، فازت سويسرا بالامتياز، والتقى الرجلان في دومين لا غرانج، في ضواحي جنيف. بالنسبة للقوتين العالميتين، المصلحة مفهومة: اللقاء على أرض محايدة، مما يضعهما على قدم المساواة، لكن بالنسبة للبلد المضيف، ما الغرض من هذه القمة؟
فرصة ليُسمع
وجني الفوائد
بالإضافة إلى مناقشة بايدن-بوتين، عُقد اجتماع ثنائي آخر يوم الأربعاء، لم يتم الإعلان عنه: التقى الرئيس الأمريكي قبل القمة بنظيره السويسري غي بارميلين، رئيس الاتحاد السويسري، الذي ربما اصطحب بعض الملفات تحت ذراعه. “ستشتري سويسرا طائرة مقاتلة وطائرتين أمريكيتين أخريين، وفي المنافسة طائرة رافال “الفرنسية” على وجه الخصوص”، يؤكد مارك فينو ، الدبلوماسي الفرنسي السابق والأستاذ المشارك في مركز جنيف للسياسة الأمنية.
الفوائد الاقتصادية تتعلق أيضًا بالمدينة نفسها، التي تحتفي بهذه الفرصة في خضم تفشي الوباء. “بوجود وفد أمريكي يتألف من 1000 شخص، وأكثر من 500 صحفي معتمد، فإن هذا يمثل انتعاشة لقطاع الفنادق”، يوضح مارك فينو. فمن خلال مثل هذه القمم، تأمل مدينة نهاية البحيرة أيضًا في الحفاظ على مكانتها كمدينة دولية: “هناك أحيانًا تهديدات من المنظمات الدولية التي تتخذ من جنيف مقراً لها لإنشاء فروع في بلدان أخرى، لأسباب مالية”، يضيف مارك فينو.
بناء «قوة ناعمة»
وتحسين صورة
ومن خلال تقديم نفسها كمستضيفة لهذه الاجتماعات الدولية، تأمل البلدان المعنية، مع ذلك، في ما هو أكثر من الفوائد الاقتصادية أو التحدث مع عظماء هذا العالم. “غالبًا ما تجد دبلوماسية دولة صغيرة، صاحبة قوة ثانوية نسبيًا على الساحة الدولية، في هذا طريقة للتعبير عن نفسها”، يوضح تشارلز تينينباوم، الأستاذ المحاضر في العلوم السياسية في ساينس بو ليل، وعضو مجموعة الأبحاث حول العمل متعدد الأطراف. وكذلك الخروج من ظل الجيران الأقوياء جدا.
بالنسبة لسويسرا، فإن اهتمامها هو “الحفاظ على صورة دبلوماسية السلام، لدولة مكرسة داخل الاتحاد الأوروبي، وتربطها معه علاقات متغيرة”. خاصة أن هذه الصورة “مهددة”، يضيف برتراند بادي، المتخصص في العلاقات الدولية في معهد الدراسات السياسية بباريس: “في الماضي، كانت المؤتمرات تعقد بشكل منهجي في جنيف، والآن هناك فيينا وهلسنكي...».
قوى إقليمية،
تحتضن القمم الدولية
ريكيافيك، وواشنطن، وموسكو، وفانكوفر، وهلسنكي، وليوبليانا، وبراتيسلافا، وبراغ ... لم تُعقد مؤتمرات القمة بين روسيا والولايات المتحدة في جنيف منذ أكثر من 35 عامًا، كما يشير الموقع السويسري سويس انفو. تم توقيع الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 في فيينا. “أي قمة تسعى أيضًا إلى الحفاظ على أصالتها وهويتها، والإبقاء عليها دائمًا في نفس المكان، يقلل من شأنها، ويؤدي إلى إضعافها”، يبرر برتراند بادي.
تمتد قائمة الدول المستضيفة لهذه الاجتماعات الآن إلى خارج القارة العجوز. “الرهانات الرئيسية لم تعد في أوروبا بل في إفريقيا أو الشرق الأوسط”، يقول الباحث، الذي ينسّب: “مع الأشكال الجديدة للصراع، لم تعد هذه الدول المحايدة تمامًا، مثل فنلندا أو سويسرا هي الملاذ، ولكن قوى إقليمية هي التي تقدم نفسها “كمضيفة” -بلدان مهمة بما يكفي للاعتراف بدورها في حل النزاعات”. وتبقى أمريكا اللاتينية بعيدة عن هذه التظاهرات الكبرى: “إنها تعتبر حديقة خلفية للأمريكيين”، يمرر مارك فينو.
خارج أوروبا، أي دولة يمكنها أن تجسّد سويسرا القادمة؟ “أود أن أقول إنها شبه استحالة، لأن نموذج الحياد السويسري غير قابل للتصدير، يرى برتراند بادي، على سبيل المثال، ليس للجزائر حياد من النوع السويسري امام الصراع في منطقة الساحل”، حيث تعتبر طرفا... وهذا لم يمنع البلاد من استضافة مؤتمر الأمن في الساحل في مايو 2015.
ومن بين المنظمين الآخرين لهذه الاجتماعات الدولية، يستشهد برتران بادي أيضًا بمصر وإيران وفيتنام وسنغافورة، وأيضًا سلطنة عمان التي استضافت مفاوضات تمهيدية للاتفاق النووي الإيراني. يقول الباحث: “عندما يتعلق الأمر بمفاوضات سرية، يمكنك إجراؤها أيضًا حيث لا يوجد خطر رؤيتك”، على عكس جنيف أو فيينا اللتين تعجان بالدبلوماسيين والصحفيين المتخصصين.
وبنفس الطريقة، “ذهب الوفد الفلسطيني عام 1993 إلى أوسلو وليس جنيف”، يشير الباحث. وحتى لو كانت الدول المستضيفة لهذه المفاوضات ستمارس نفوذاً أكثر هدوء. “إن أفضل طريقة للوجود، هي أن تجعل بيتك متاحًا لمن يريدون الاجتماع في تكتم”، يخلص برتراند بادي.