تفاقم المخاوف الأوكرانية من «خيانة» غربية

هل أطاحت ألمانيا بمساعي أوكرانيا في عضوية الناتو؟

هل أطاحت ألمانيا بمساعي أوكرانيا في عضوية الناتو؟

فشلت حملة الضغط الأوكرانية على الناتو في الفوز بالالتزامات الموعودة في قمة الحلف هذا الشهر في فيلنيوس، ربما، وفقاً لمصادر “نيوزويك” الأمريكية، بسبب الضغط الألماني على البيت الأبيض.
وأخفقت أوكرانيا في محاولتها للحصول على جدول زمني محدد للانضمام إلى الناتو، بسبب معارضة ألمانية أمريكية مشتركة، مما دفع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى انتقاد المفاوضات، ووصفها بأنها “سخيفة». وكان قادة الناتو أشادوا بالقمة باعتبارها علامة فارقة لتركيز الناتو المتجدد على ردع روسيا، وخطوة محورية في رحلة أوكرانيا إلى ركائز المجتمع الأوروبي الأطلسي.
ولكن”نيوزويك” نسبت إلى مصدر مقرب من مكتب زيلينسكي على علم بالمناقشات قوله: “لا أعتقد أنهم مقتنعون، ليسوا أغبياء. لا أعتقد أنهم يرون أنفسهم أقرب كثيراً إلى حلف الناتو اليوم، مقارنة باليوم الذي سبق قمة فيلنيوس».
وتلفت المجلة إلى أن بيانات الناتو  التي يتم إصدارها أثناء أو بعد كل قمة رئيسية، تتم صياغتها من قبل دبلوماسيي الدول الأعضاء في الأشهر والأسابيع التي تسبق الاجتماعات نفسها. وبحلول موعد القمة، ويكون قد تم الاتفاق بالفعل على كل المحتوى تقريباً.
 
حذر ألماني
وكثرت التقارير عن الحذر الألماني والأمريكي بشأن الصياغة قبل القمة. وأوضح كل من الرئيس الأمريكي جو بايدن والمستشار الألماني أولاف شولتز أنهما لن يخاطرا بنزاع مباشر بين الناتو وروسيا، من خلال دعوة أوكرانيا للانضمام إلى الحلف في خضم الحرب.
وكشف  إحباط زيلينسكي  خلال قمة فيلنيوس تعديلات حصلت في اللحظة الأخيرة، دون علم أوكرانيا.
وقال المصدر المقرب من إدارة زيلينسكي: “كان الأوكرانيون يطالبون بموقف يقول إن المساعدة المقدمة، وتلك التي ستقدم  لأوكرانيا، ليست بديلاً عن العضوية».
ويبدو أن  شولتز والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وافقا  على الاقتراح، وهو ما اعتبراه انتصاراً لكييف.
لكن المصدر قال إن البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي لم يوافقا على ذلك “وتمسكا بأن هذا خط أحمر. في وقت لاحق، اكتشفنا أن الألمان هم من دفعوا الإدارة ومجلس الأمن القومي، إلى عدم الموافقة على هذه اللغة. على الرغم من أنهم كانوا يخبرون الأوكرانيين أنهم على ما يرام معها».
 
البيان الختامي
وصرح متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية لمجلة “نيوزويك” بأن الحكومة “لا تعلق على النقاشات والمفاوضات السرية”، رغم أنه أضاف “نص بيان قمة فيلنيوس يعبر عن نفسه، ويعكس إجماع الحلف».
وجاء في البيان النهائي أن “مستقبل أوكرانيا في حلف الناتو. نعيد تأكيد الالتزام الذي قطعناه على أنفسنا في قمة عام 2008 في بوخارست بأن أوكرانيا ستصبح عضواً في الناتو، واليوم نحن ندرك أن طريق أوكرانيا إلى التكامل الأوروبي الأطلسي الكامل قد تجاوز الحاجة إلى خطة عمل العضوية». وأضافت الوثيقة أن الحلفاء التزموا بدعم كييف في الإصلاحات الأمنية والديمقراطية المطلوبة “في طريقها نحو العضوية المستقبلية. وسنكون في وضع يسمح لنا بتوجيه دعوة إلى أوكرانيا للانضمام إلى الحلف عندما يتفق الحلفاء ويتم الالتزام بالشروط».
 
  الاقتراح كان أضعف
ولكن المصدر المقرب من مكتب زيلينسكي أوضح  أن الاقتراح الأولي كان أضعف، مضيفاً “قالوا إن أوكرانيا ستدرج في المجتمع الأوروبي الأطلسي. كان هذا هو الاقتراح الأولي. ولم يرغبوا في استخدام كلمة عضوية. ولم يرغبوا في استخدام كلمة الناتو. هناك فجوة كبيرة». وتلفت المجلة إلى أن الدراما في فيلنيوس أدت إلى تفاقم المخاوف الأوكرانية من “خيانة” غربية تستبعد كييف من الناتو، في ما يشكل غصن زيتون للكرملين. ولا تزال الذكريات المؤلمة عن بوخارست واتفاقيات مينسك، التي سعت إلى إنهاء القتال بين كييف والانفصاليين في شرق أوكرانيا الذين حشدتهم موسكو وأسلحتهم، باقية في الذاكرة الجماعية لأوكرانيا. وأوضح المصدر المطلع على المحادثات أن “هذا النوع من الرسائل المشوشة، وعدم الالتزام من المنظور الأوكراني، والأشياء التي تم القيام بها أو قولها، أثار تساؤلات عما إذا كان أحدهم قد أبرم صفقة ما مع الروس».
 
اجتماع مفاجئ
 ومع ذلك، بعد أكثر من أسبوع من قمة فيلنيوس، يروج زيلينسكي وكبار مسؤوليه لنجاح القمة من المنظور الأوكراني. وقالت أولها ستيفانيشينا، نائبة رئيس الوزراء الأوكراني لشؤون التكامل الأوروبي والأوروبي الأطلسي  إن الاجتماع كان “مفاجئاً بشكل إيجابي». وقالت: “فيما يتعلق بأوكرانيا، أوضح الحلفاء أن كييف تجلس كشريك على الطاولة ويتم اتخاذ القرارات بشكل مشترك، وأنه لن تتم مناقشة أي شيء بشأن أوكرانيا  بلا أوكرانيا». إلا أن نائبة رئيس الوزراء  أقرت “بمشاعر سلبية” حيال صياغة الإعلان. وقالت: “لم يكن لديهم وضوح بشأن القضايا المتعلقة بالدعوة». وأوضحت أن مشكلة كييف “هي أن أحد الحلفاء استحضر بوتين على الطاولة”، وكان يخلق شروطاً جديدة وغير واضحة لانضمام أوكرانيا. ورفضت ذكر اسم الدولة،  مؤكدة أن كييف لم تشعر بالإحباط من سلوك الولايات المتحدة أو فرنسا.