رئيس الدولة يؤكد دعم الإمارات لتسوية النزاعات والتحديات في العالم عبر الحوار والحلول الدبلوماسية
تدعم طهران لاعبين وتنظيمات بطائرات دون طيار
هل تريد إيران حرباً بالوكالة في جنوب القوقاز؟
لا يزال تكتيك الحرب بالوكالة الذي سائد في الحرب الباردة، معتمداً في الشرق الأوسط. والدول الرئيسية التي لا تريد مواجهات مباشرة في ليبيا، واليمن، وسوريا، تعمل على تحقيق أهدافها بتسليح لاعبين لعرقلة صانعي السياسات.
وكتب رئيس مركز تحليل العلاقات الدولية كافيد ولييف في “ناشيونال إنترست” الأمريكية، أن إيران تستخدم هذا التكتكيك بنشاط، خاصةً عبر الحرس الثوري الإيراني وفرعه فيلق القدس.
وتدعم إيران لاعبين وتنظيمات بطائرات دون طيار، وصواريخ لزيادة قوتها ونفوذها في الشرق الأوسط. وحزب الله في لبنان، والحوثيون في اليمن، وشيعة في العراق وسوريا، نماذج تدعمها إيران في الوقت الذي تحاول فيه تغيير التوازنات الإقليمية لمصلحتها.
ويبدو أن طهران التي تعتقد أن التوازن الجيوسياسي في المنطقة لم يعد في مصلحتها بعد حرب قره باخ الثانية، ركنت الديبلوماسية والتعاون، خاصةً في العامين الأخيرين، وعززت الخطط العسكرية.
ويسعى الحرس الثوري الناشط في الشرق الأوسط على نحو خاص، إلى تحقيق تأثير موازٍ في منطقة جنوب القوقاز. وفي أغسطس (آب)، أكد أنه يجري مناورات مشتركة بالطائرات دون طيار، مع جيوش روسيا، وأرمينيا، وبيلاروسيا في قاعدة كاشان الجوية.
وأعلن الجنرال في القوات الجوفضائية في الحرس الثوري، علي بابلي، أن المناورات استمرت أسبوعين. وشارك فيها 70 جندياً من دول أخرى. وكُشف في وقت لاحق أن الطائرات دون طيار التي زودت بها إيران، روسيا استخدمت في الحرب ضد أوكرانيا.
مناورات وعلاوة على ذلك، أجرى الحرس الثوري مناورات عسكرية على طول نهر آراس على الحدود مع أذربيجان. وغطت هذه المناورات التي أطلق عليها “قوة الحرس الثوري البرية”، منطقتي شرق أذربيجان، وأردبيلي. وشملت محاكاة إنزال جوي وعمليات شاركت فيها المروحيات وغارات ليلية، وهجمات بالطائرات المفخخة دون طيار في اليوم الأول من المناورات، وشيد جسر مؤقت فوق النهر، والاستيلاء على طرق إمدادات ومرتفعات، وهجمات على أهداف محددة.
وكشف القائد السابق في الحرس الثوري يحيي رحيم صفوي الذي يعمل مساعداً عسكرياً لعلي خامنئي في 18 أكتوبر(تشرين الأول) أن 22 دولة، بينها أرمينيا، تقدمت بطلبات رسمية لشراء طائرات دون طيار إيرانية.
وبعد ذلك، كُشف أن 27 إيرانياً ذهبوا إلى قره باخ، بين 26 و30 نوفمبر(تشرين الثاني). وناشد ناشطون سياسيون أذر، السفارة الإيرانية في باكو شرح الهدف من الزيارة غير المرخصة.
وبعد امتناع السفارة عن الرد، نشرت الصحافة الأذرية أنباء عن تزويد إيران لأرمينيا بـ 500 صاروخ، من الطراز ذاته الذي شوهد في اليمن، وليبيا. وقيل إن هذه الصواريخ وصلت إلى أرمينيا عبر فيلق القدس في الحرس الثوري، الذي يعتبر “مديراً” لكل الحروب بالوكالة في الشرق الأوسط.
وفي الوقت نفسه، تواصل طهران دعم أذر مؤيدين لها. وفي أبريل (نيسان)، طالب الرئيس الأذري إلهام علييف باستعادة 22 أذرياً يعملون في إيران، ضد أذربيجان، ضمن تنظيم “حسينيون” الذي أنشأه فيلق القدس.
وفي أغسطس (آب)، زار المدعي العام الأذري طهران وقدم لنظيره الإيراني لائحة بأسماء أذر أطلقوا تهديدات ضد الدولة في أذربيجان، ولم تسلم إيران أياً منهم، وأدلى المسؤولون الإيرانيون بتصريحات يشتم منها أن طهران لن ترحلهم إلى أذربيجان.
وهذا كله يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في جنوب القوقاز، في وقت تتزايد فيه أهمية المنطقة عند أسواق الطاقة العالمية، وتنويع سلاسل الإمداد وغيرها.