رئيس الدولة يؤكد دعم الإمارات لتسوية النزاعات والتحديات في العالم عبر الحوار والحلول الدبلوماسية
هل تصل مسيّرات تحالف روسيا- إيران إلى أيدي «حزب الله»
تناولت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، المخاوف التي تسود الغرب وإسرائيل أيضاً من التعاون الروسي الإيراني، وخصوصاً بعد ظهور طائرات إيرانية الصنع في الحرب الأوكرانية، وسط مخاوف من أن تُحسنها موسكو وينتهي بها المطاف في أيادي تنظيم “حزب الله” اللبناني.
وذكر الكاتب رون بن يشاي بتصريحات الناطق باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي، بتفاصيل مُقلقة للمعسكر الغربي وإسرائيل حول تنامي التعاون الأمني بين روسيا وإيران، محذراً من أن ذلك التحالف هو بمثابة تحول في نظام الطاقة العالمي، حيث انضمت طهران إلى المُعسكر “المناهض للديمقراطية والغرب” مع الصين وروسيا اللتين تساعداها في بيع النفط وتحقيق ربح وتجاوز العقوبات الأمريكية، بعدما ساعدت موسكو في غحباط قرارات ضد طهران في الأمم المتحدة، مستطرداً: “ولكن هذا غيض من فيض».
وفقاً لـ”يديعوت أحرونوت”، يرجح الغرب وإسرائيل أن تساعد موسكو في المستقبل إيران للحصول على قدرات جمع المعلومات الاستخباراتية والتصنيع الفضائي، والذي يشمل إطلاق أقمار صناعية للتجسس والتصوير باستخدام الصواريخ الروسية. وأعربت مصادر استخباراتية في الغرب مؤخراً عن مخاوفها من أن بوتين “اليائس من هزائم جيشه في أوكرانيا” والقلق على مصيره، يأمر علماءه بمساعدة البرنامج النووي الإيراني. وفي الوقت نفسه، تكمن المشكلة المباشرة للغرب وإسرائيل والناشئة عن التحالف الروسي الإيراني، في التعاون في مجال البحث والتطوير والإنتاج الصناعي.
وأضافت “يديعوت يديعوت” أن طهران لن تكتفي باستخدام المنتجات الدقيقة والمميتة للتعاون العسكري والتكنولوجي مع روسيا في الحرب الأوكرانية، إلا أن هذا التحالف سيؤدي بالتأكيد إلى تزويد وكلاء إيران في لبنان واليمن والعراق وفنزويلا بالأسلحة.
وفقاً لما أعلنه الأوكرانيون، فإنهم أسقطوا 10 من كل 15 طائرة بدون طيار مهاجمة من صنع إيران. وتشير معلومات واردة إلى الغرب، أن الروس غير راضين عن تكنولوجيا المسيرات التي توفرها لهم طهران، ولكن من الناحية العملية، من الواضح أن العملاء في موسكو راضون، حيث تمكنوا بالفعل من شل جزء كبير من إمدادات الكهرباء لمواطني أوكرانيا باستخدام طائرات بدون طيار إيرانية “انتحارية”، وهم يدركون أن التعاون مع الإيرانيين يمكن أن يمنحهم حلاً سريعاً لإحدى نكساتهم الرئيسية في الحرب بأوكرانيا، والكامنة في النقص الحاد في الأسلحة الدقيقة الذي لا تستطيع الصناعة العسكرية الروسية تجاوزها.
ولفتت “يديعوت أحرونوت” إلى أن هذا هو السبب الذي دفع روسيا إلى تقديم طلب إلى إيران للحصول على ترخيص لتصنيع الطائرات الإيرانية بدون طيار داخل أراضيها، الأمر الذي وافقت عليه طهران دون تردد، ليس فقط بسبب الاعتبارات المالية، ولكن لأن العلماء والمهندسين الروس لديهم قدرة كبيرة على تحسين المدى والدقة والقدرة التدميرية للطائرة بدون طيار.
ومن المتوقع أن ينقل الروس التحسينات للإيرانيين، والنتيجة النهائية ستكون وصول طائرات بدون طيار وصواريخ متنوعة إضافية إلى أيدي “حزب الله” في لبنان والميليشيات الشيعية في العراق وسوريا واليمن.
ووفقاً للصحيفة، لن تقتصر المُساعدة الروسية على ذلك، ولكن يمكن أن تساعد موسكو طهران في مجال الطائرات بدون طيار، أو في مجال الصواريخ، من خلال إمدادها بمكونات تكنولوجية حساسة تجد إيران صعوبة في شرائها من الغرب بسبب العقوبات المفروضة عليها. كما يُمكن لروسيا أن تسمح للطائرات بدون طيار الإيرانية أن تكون أكثر تحصيناً، وأكثر دقة، من خلال استخدام شبكة الأقمار الصناعية الروسية “جلوناس” بالإضافة إلى شبكة الأقمار الصناعية الغربية لنظام تحديد المواقع العالمي «GPS».
وينطبق الشيء نفسه على الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى والصواريخ التي التزم الإيرانيون على ما يبدو بتزويد الروس بالمئات منها، ومن غير المرجح أن يرغب الروس ويطلبون من الإيرانيين الإذن بصناعة صواريخ من طراز “فاتح 110” أو “ذو الفقار” في مصانع الصناعة العسكرية الروسية، لكنهم سيستخدمون هذه الصواريخ في أوكرانيا ويشاركون الإيرانيين في الدروس التي تعلموها، وسيؤدي ذلك إلى تحسين دقة هذه الصواريخ وقوتها الفتاكة، بحسب الصحيفة.
وتحت عنوان تساؤلي حول إمكانية استخدام “الهندسة العكسية” في الغنائم التي استولت عليها روسيا في إطار الحرب الأوكرانية، قالت الصحيفة إن ما سبق لا ينطبق على الأسلحة الجوية فحسب، بل ينطبق أيضاً على الأسلحة الأرضية، مثل الصواريخ المضادة للدبابات، وقذائف المدفعية الدقيقة. وتابعت: “على سبيل المثال، من المعروف أن روسيا استولت على غنائم في أوكرانيا مثل صواريخ جافلين المضادة للدبابات التي قدمها الأمريكيون إلى الأوكرانيين”، مضيفة أن نقل تلك الأسلحة بعد تطويرها إلى “حزب الله” في لبنان، والجهاد الإسلامي وحماس في غزة، سيكون التحدي بالنسبة لإسرائيل.