رئيس الدولة والرئيس الروسي يبحثان سبل احتواء التصعيد في المنطقة والاحتكام إلى الحوار
هل توقف الحرب جهود أوكرانيا في مكافحة الفساد؟
تقاوم أوكرانيا الهجوم الروسي غير المبرر لأكثر من 500 يوم، وبينما ينصب اهتمام العالم اليوم على تقدم هجومها المضاد، الذي بدأ في يونيو -حزيران المنصرم. إلا أنه في الوقت نفسه، هناك اهتمام عالمي متزايد بالسياسة الداخلية لأوكرانيا وفي عمل ديمقراطيتها.
في بعض الأحيان، تقول صحيفة “فايننشال تايمز” إنه يتم تسييس هذا الاهتمام وربما يضر هذا بالمجهود الحربي على الأرض، إذ يمكن أن تصبح مناقشة الفساد في أوكرانيا ورقة مساومة عندما يزن حلفاؤها دعمهم المستقبلي لمقاومة روسيا.. وكل هذا يأتي في وقت تحتاج فيه القوات الأوكرانية إلى مساعدة عسكرية غير مشروطة من شركائها الأمريكيين ودول الناتو الأخرى.
وتشير الصحيفة إلى الدعاية الروسية التي تقول إن أوكرانيا دولة فاسدة لا تستحق استثمار رأس المال السياسي والمالي فيها.. ومع ذلك، في هذه اللحظة الحاسمة من تاريخها الحديث، وهي واحدة من أكبر المخاطر، تمكنت البلاد أيضاً من إحراز تقدم في مكافحة الفساد في الداخل.وفي الوقت نفسه، كشف الصحفيون الاستقصائيون، الذين يعملون في ظل قيود الأحكام العرفية، عن الكسب غير المشروع في المشتريات الدفاعية، حيث تم مؤخراً إقالة وزير الدفاع أوليكسي ريزنيكوف بعد انتقادات حادة لتعامله مع هذه المزاعم.
وتشير الصحيفة إلى الدعاية الروسية التي تقول إن أوكرانيا دولة فاسدة لا تستحق استثمار رأس المال السياسي والمالي فيها.. ومع ذلك، في هذه اللحظة الحاسمة من تاريخها الحديث، وهي واحدة من أكبر المخاطر، تمكنت البلاد أيضاً من إحراز تقدم في مكافحة الفساد في الداخل.وفي الوقت نفسه، كشف الصحفيون الاستقصائيون، الذين يعملون في ظل قيود الأحكام العرفية، عن الكسب غير المشروع في المشتريات الدفاعية، حيث تم مؤخراً إقالة وزير الدفاع أوليكسي ريزنيكوف بعد انتقادات حادة لتعامله مع هذه المزاعم.
في مايو -أيار، ألقي القبض على فسيفولود كنيازيف، رئيس المحكمة العليا في أوكرانيا، بتهم فساد من قبل وكالة مستقلة لإنفاذ القانون، في الوقت نفسه الذي كانت فيه القوات الروسية تستهدف المدنيين والمدارس والمستشفيات.. أخيراً، قبل بضعة أيام جمدت نفس الوكالة أصول الأوليغارشية إيهور كولومويسكي كجزء من تحقيق في الاختلاس.
وأظهر استطلاع للرأي أجري في يونيو -حزيران أن ما يقرب من 34% من الأوكرانيين يعتبرون الفساد الحكومي تهديداً أمنياً كبيراً في الأشهر المقبلة، مقابل ما يقرب من 31% ذكروا خطر استخدام روسيا للأسلحة النووية.. إن التسامح مع الفساد آخذ في الانخفاض الآن لأنه يعتبر بحق خطراً على الأمن القومي.ولطالما اعتبر الكرملين وكالات مكافحة الفساد في أوكرانيا عقبة أمام الاستيلاء على البلاد من الداخل، كما فعلت روسيا مع بيلاروسيا من خلال اختراق مؤسسات أمن ودفاع الدولة الفاسدة والسلطوية.
ليس من المستغرب أن يستشهد الرئيس فلاديمير بوتين بمؤسسات مكافحة الفساد والإصلاح القضائي، في خطابه في 21 فبراير -شباط من العام الماضي، قبل الغزو مباشرة. بعد أن فشل في فرض السيطرة على البلاد من الداخل، قرر بوتين تدميرها بالوسائل العسكرية.
وبحسب التقرير، يجب أن ينظر إلى فضائح الفساد الأخيرة في أوكرانيا، على أنها علامة على أن الضوابط والتوازنات الداخلية تعمل بشكل جيد في مجتمع يواجه تحديات وجودية.. ولا ينبغي اعتبار مثل هذه الأحداث سبباً للتوقف عن مساعدة المقاومة الأوكرانية للعدوان الروسي.
بل على العكس من ذلك، فإن أوكرانيا، من خلال فضح الفساد والتعامل معه في زمن الحرب، تعرب عن امتنانها للمساعدة المالية والعسكرية التي تتلقاها من المجتمع الدولي.. والمسؤولون الحكوميون الذين لا يظهرون مثل هذا الاحترام سيفقدون مناصبهم عاجلاً أم آجلاً تحت ضغط من المجتمع الأوسع.
خلال الأشهر المقبلة، ستكون هناك جهود، يدعمها الكرملين ويحفزها أحياناً، لتقويض سمعة أوكرانيا الدولية وتصويرها على أنها واحدة من أكثر الدول فساداً في العالم.. إذ يخشى التقرير من أن “نصبح كرة قدم سياسية في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة.. لكنني أعتقد أيضاً أن معظم الأمريكيين يدعموننا في نضالنا من أجل القيم الديمقراطية الأساسية ضد جالوت الروسي».