رئيس الدولة ونائباه يهنئون أمير قطر بذكرى اليوم الوطني لبلاده
منسوب التوتر يتصاعد على الحدود:
هل سيشعل بوتين مجددا فتيل الحرب في أوكرانيا...؟
-- ترغب كييف في استعادة السيطرة على حدودها الرسمية، وأن يكون شرق البلاد منزوع السلاح
-- تعتقد موسكو أن الاعتراف بالوضع الخاص لدونباس هو شرط أساسي لأي اتفاقية سلام
-- تحركات القوات الروسية على طول الحدود الأوكرانية تثير قلق الغرب
-- تحرك القوات هذا وسيلة لاختبار رد فعل إدارة بايدن الجديدة في حال تصعيد الصراع
-- التهديد الأكبر يخيم على جنوب أوكرانيا، في الشريط الساحلي بين شبه جزيرة القرم والحدود الروسية
صفوف العربات المدرعة، وباليه المروحيات والقطارات التي تحمل الدبابات ... منذ أيام، اشتدت تحركات القوات الروسية على الحدود الأوكرانية،
وفي شبه جزيرة القرم، وفي منطقتي كراسنودار وروستوف، تشهد على ذلك العديد من الصور ومقاطع الفيديو المنشورة على الشبكات الاجتماعية. في 2 أبريل، سجلت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا 225 انتهاكًا لوقف إطلاق النار، بينما قُتل أربعة جنود أوكرانيين في 26 مارس في معركة -وهي الأكثر دموية منذ بداية العام.
اجتماع طارئ في الناتو
إذن، التوتر يتصاعد بين كييف وموسكو، وبينما قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، في الأول من أبريل، إن هذه المناورات، لا تشكل تهديدًا، وتهدف إلى “ضمان أمن موسكو”، فإن القضية تعتبر خطيرة بما يكفي في الغرب لإثارة، في نفس اليوم، اجتماعا طارئا في الناتو. في نفس الوقت، طمأن وزير الدفاع الأمريكي نظيره الأوكراني أندري تاران بـ “الدعم الثابت” للولايات المتحدة. وتم نشر قرابة 4 الاف جندي روسي على الحدود مع أوكرانيا، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، التي أشارت إلى أن القيادة الأوروبية للجيش الأمريكي رفعت مستوى التأهب إلى أعلى مستوى.
ماذا يريد فلاديمير بوتين؟ السؤال يقسّم الدبلوماسية الغربية بقدر ما يقسّم القيادات العسكرية. الفرضية الأكثر ترجيحًا، هي محاولة الرئيس الروسي الضغط على الغرب، حيث توقفت المفاوضات بشأن صراع دونباس، الذي أودى بحياة 13 ألف شخص منذ عام 2014. “هذه ليست المرة الأولى التي يتصرف فيها بوتين بهذه الطريقة، يفكك أستاذ العلوم السياسية فولوديمير فيسينكو، إن زيادة الضغط العسكري، يعكس سخطه تجاه التعنت الأوكراني في عملية السلام. بوتين يريد تسوية هذا الصراع بشروطه فقط التي تتمثل في الحصول على حكم ذاتي لمقاطعات لوغانسك ودونيتسك الانفصاليتين، كما أن تحركات القوات هذه، هي أيضًا وسيلة لاختبار رد فعل الغرب لا سيما إدارة بايدن الجديدة في حال تصعيد الصراع، وفي كل الاحوال الوضع خطير جدا».
التهديد في بحر آزوف
لا يمكن استبعاد الخيار العسكري. يخيم التهديد الأكبر على جنوب أوكرانيا، في الشريط الساحلي بين شبه جزيرة القرم والحدود الروسية. ويمكن أن يميل فلاديمير بوتين إلى “إنشاء ملتقى” بين هاتين المنطقتين، من خلال وضع اليد على ميناء ماريوبول الاستراتيجي، وعن طريق استبعاد الأوكرانيين من بحر آزوف.
في موسكو، يثير البعض مثل هذا السيناريو علنًا. “سكان دونباس يريدون أن يكونوا جزءً من وطننا العظيم والسخي، ونحن ملزمون بتمكينهم من ذلك... أمّنا روسيا، أعيدي دونباس إلى الوطن”، أعلنت، في 28 يناير، مارغريتا سيمونيان، سيدة قناة روسيا اليوم، المحطة التلفزيونية المعروفة بولائها لبوتين.
في الآونة الأخيرة، في 20 و21 مارس، أمضى رئيس الكرملين عطلة نهاية الأسبوع في التايغا السيبيرية مع وزير دفاعه، سيرجي شوغو. “لم يجتمعا لشرب الجعة والسير في الغابة”، قال ساخرا جيمس شير، الباحث في المركز الدولي للدفاع والأمن في إستونيا، في مذكرة حديثة. وعوض هجوم واسع النطاق، يرى هذا الخبير العسكري نشر “قوات حفظ سلام” روسية على طول خط الترسيم، أي في الأراضي التي يحتلها الانفصاليون، للروس، سيكون لهذا الخيار ميزة الحفاظ على الترتيبات الإقليمية القائمة، والسماح باستئناف العمليات العسكرية في أي وقت.»
أما بالنسبة للرئيس الأوكراني السابق بيترو بوروشنكو، فإن لرئيس الكرملين أجندة مختلفة تمامًا: “انظروا كيف تزايدت مخاوف الوباء، وكيف يتركز اهتمام العالم على التطعيم بدلاً من التهديد الروسي”، قال لصحيفة لاكسبريس الفرنسية، وأيضًا انظروا كيف تغيّر دبلوماسية اللقاح الروسية الرأي تجاه روسيا! لم يختر بوتين هذه اللحظة صدفة»...
وحسب رئيس الدولة السابق الذي حارب الجيش الروسي خلال فترة حكمه، “هدفه هو دفع أوكرانيا للاستسلام لكسر قفل العقوبات. إنه يريد إجبار الحكومة الأوكرانية على الدخول في حوار مع قادة دونباس، الذين هم دمى في يديه. وهكذا، لن يُنظر إلى روسيا على أنها صاحبة مصلحة في الصراع، ولكن باعتبارها وسيط وميسّر. يجب ألا يقع شركاؤنا الدوليون في هذا الفخ!”. أي التوصية بنشر قوات حفظ السلام في هذه المنطقة وإعادة إطلاق عملية مينسك، التي دخلت حيز التنفيذ عام 2015، لكنها ظلت حبرا على ورق منذئذ. وبينما تعتقد موسكو أن الاعتراف بـ “الوضع الخاص” لدونباس هو شرط أساسي لأي اتفاقية سلام، فإن كييف، التي ترغب في استعادة السيطرة على حدودها الرسمية مع روسيا، تعتقد أن شيئًا لن يحدث طالما لن يكون شرق البلاد منزوع السلاح.
توقيع أكثر من ثلاثين اتفاقية وقف إطلاق نار
وفي مواجهة هذا الانسداد، لم يبق الأوروبيون ساكنين. اجتمعت فرنسا وألمانيا مجددًا مع الطرفين في “شكل نورماندي”، وتقودان مفاوضات شاقة من وراء الكواليس. غير ان الأمل في اجتماع حول طاولة -حتى عن طريق التداول بالفيديو -فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ضعيف. و”يتطلب الأمر إطار عمل أكبر بكثير من نموذج نورماندي للضغط على روسيا”، تقول ميكولا دافيديوك، مديرة مركز أبحاث السياسة. نحن بعيدون عن ذلك.
ولذلك فإن احتمال العودة إلى صراع “منخفض الحدة”، كما كان الحال منذ عدة سنوات، مرتفع. ولكن هل يمكن أن نتحدث حقًا عن “حدة منخفضة”، يذكّر فولوديمير فيسينكو، “يقتل عشرة جنود أوكرانيين كل شهر”؟ منذ تنفيذ اتفاقات مينسك، يقول جيمس شير، وقُتل عدد من الجنود الأوكرانيين خلال ما يسمى بفترة “الحدة المنخفضة” أكثر مما قُتل في أسوأ لحظات القتال”. ما العمل إذن؟ وقف إطلاق نار جديد؟ منذ بداية الحرب، تم التوقيع على أكثر من ثلاثين بين المتحاربين. لكن ربما جو بايدن، الذي تابع هذا الصراع عن كثب عندما كان نائبًا للرئيس، يملك خطة سرية في محفظته ...
-- تعتقد موسكو أن الاعتراف بالوضع الخاص لدونباس هو شرط أساسي لأي اتفاقية سلام
-- تحركات القوات الروسية على طول الحدود الأوكرانية تثير قلق الغرب
-- تحرك القوات هذا وسيلة لاختبار رد فعل إدارة بايدن الجديدة في حال تصعيد الصراع
-- التهديد الأكبر يخيم على جنوب أوكرانيا، في الشريط الساحلي بين شبه جزيرة القرم والحدود الروسية
صفوف العربات المدرعة، وباليه المروحيات والقطارات التي تحمل الدبابات ... منذ أيام، اشتدت تحركات القوات الروسية على الحدود الأوكرانية،
وفي شبه جزيرة القرم، وفي منطقتي كراسنودار وروستوف، تشهد على ذلك العديد من الصور ومقاطع الفيديو المنشورة على الشبكات الاجتماعية. في 2 أبريل، سجلت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا 225 انتهاكًا لوقف إطلاق النار، بينما قُتل أربعة جنود أوكرانيين في 26 مارس في معركة -وهي الأكثر دموية منذ بداية العام.
اجتماع طارئ في الناتو
إذن، التوتر يتصاعد بين كييف وموسكو، وبينما قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، في الأول من أبريل، إن هذه المناورات، لا تشكل تهديدًا، وتهدف إلى “ضمان أمن موسكو”، فإن القضية تعتبر خطيرة بما يكفي في الغرب لإثارة، في نفس اليوم، اجتماعا طارئا في الناتو. في نفس الوقت، طمأن وزير الدفاع الأمريكي نظيره الأوكراني أندري تاران بـ “الدعم الثابت” للولايات المتحدة. وتم نشر قرابة 4 الاف جندي روسي على الحدود مع أوكرانيا، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، التي أشارت إلى أن القيادة الأوروبية للجيش الأمريكي رفعت مستوى التأهب إلى أعلى مستوى.
ماذا يريد فلاديمير بوتين؟ السؤال يقسّم الدبلوماسية الغربية بقدر ما يقسّم القيادات العسكرية. الفرضية الأكثر ترجيحًا، هي محاولة الرئيس الروسي الضغط على الغرب، حيث توقفت المفاوضات بشأن صراع دونباس، الذي أودى بحياة 13 ألف شخص منذ عام 2014. “هذه ليست المرة الأولى التي يتصرف فيها بوتين بهذه الطريقة، يفكك أستاذ العلوم السياسية فولوديمير فيسينكو، إن زيادة الضغط العسكري، يعكس سخطه تجاه التعنت الأوكراني في عملية السلام. بوتين يريد تسوية هذا الصراع بشروطه فقط التي تتمثل في الحصول على حكم ذاتي لمقاطعات لوغانسك ودونيتسك الانفصاليتين، كما أن تحركات القوات هذه، هي أيضًا وسيلة لاختبار رد فعل الغرب لا سيما إدارة بايدن الجديدة في حال تصعيد الصراع، وفي كل الاحوال الوضع خطير جدا».
التهديد في بحر آزوف
لا يمكن استبعاد الخيار العسكري. يخيم التهديد الأكبر على جنوب أوكرانيا، في الشريط الساحلي بين شبه جزيرة القرم والحدود الروسية. ويمكن أن يميل فلاديمير بوتين إلى “إنشاء ملتقى” بين هاتين المنطقتين، من خلال وضع اليد على ميناء ماريوبول الاستراتيجي، وعن طريق استبعاد الأوكرانيين من بحر آزوف.
في موسكو، يثير البعض مثل هذا السيناريو علنًا. “سكان دونباس يريدون أن يكونوا جزءً من وطننا العظيم والسخي، ونحن ملزمون بتمكينهم من ذلك... أمّنا روسيا، أعيدي دونباس إلى الوطن”، أعلنت، في 28 يناير، مارغريتا سيمونيان، سيدة قناة روسيا اليوم، المحطة التلفزيونية المعروفة بولائها لبوتين.
في الآونة الأخيرة، في 20 و21 مارس، أمضى رئيس الكرملين عطلة نهاية الأسبوع في التايغا السيبيرية مع وزير دفاعه، سيرجي شوغو. “لم يجتمعا لشرب الجعة والسير في الغابة”، قال ساخرا جيمس شير، الباحث في المركز الدولي للدفاع والأمن في إستونيا، في مذكرة حديثة. وعوض هجوم واسع النطاق، يرى هذا الخبير العسكري نشر “قوات حفظ سلام” روسية على طول خط الترسيم، أي في الأراضي التي يحتلها الانفصاليون، للروس، سيكون لهذا الخيار ميزة الحفاظ على الترتيبات الإقليمية القائمة، والسماح باستئناف العمليات العسكرية في أي وقت.»
أما بالنسبة للرئيس الأوكراني السابق بيترو بوروشنكو، فإن لرئيس الكرملين أجندة مختلفة تمامًا: “انظروا كيف تزايدت مخاوف الوباء، وكيف يتركز اهتمام العالم على التطعيم بدلاً من التهديد الروسي”، قال لصحيفة لاكسبريس الفرنسية، وأيضًا انظروا كيف تغيّر دبلوماسية اللقاح الروسية الرأي تجاه روسيا! لم يختر بوتين هذه اللحظة صدفة»...
وحسب رئيس الدولة السابق الذي حارب الجيش الروسي خلال فترة حكمه، “هدفه هو دفع أوكرانيا للاستسلام لكسر قفل العقوبات. إنه يريد إجبار الحكومة الأوكرانية على الدخول في حوار مع قادة دونباس، الذين هم دمى في يديه. وهكذا، لن يُنظر إلى روسيا على أنها صاحبة مصلحة في الصراع، ولكن باعتبارها وسيط وميسّر. يجب ألا يقع شركاؤنا الدوليون في هذا الفخ!”. أي التوصية بنشر قوات حفظ السلام في هذه المنطقة وإعادة إطلاق عملية مينسك، التي دخلت حيز التنفيذ عام 2015، لكنها ظلت حبرا على ورق منذئذ. وبينما تعتقد موسكو أن الاعتراف بـ “الوضع الخاص” لدونباس هو شرط أساسي لأي اتفاقية سلام، فإن كييف، التي ترغب في استعادة السيطرة على حدودها الرسمية مع روسيا، تعتقد أن شيئًا لن يحدث طالما لن يكون شرق البلاد منزوع السلاح.
توقيع أكثر من ثلاثين اتفاقية وقف إطلاق نار
وفي مواجهة هذا الانسداد، لم يبق الأوروبيون ساكنين. اجتمعت فرنسا وألمانيا مجددًا مع الطرفين في “شكل نورماندي”، وتقودان مفاوضات شاقة من وراء الكواليس. غير ان الأمل في اجتماع حول طاولة -حتى عن طريق التداول بالفيديو -فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ضعيف. و”يتطلب الأمر إطار عمل أكبر بكثير من نموذج نورماندي للضغط على روسيا”، تقول ميكولا دافيديوك، مديرة مركز أبحاث السياسة. نحن بعيدون عن ذلك.
ولذلك فإن احتمال العودة إلى صراع “منخفض الحدة”، كما كان الحال منذ عدة سنوات، مرتفع. ولكن هل يمكن أن نتحدث حقًا عن “حدة منخفضة”، يذكّر فولوديمير فيسينكو، “يقتل عشرة جنود أوكرانيين كل شهر”؟ منذ تنفيذ اتفاقات مينسك، يقول جيمس شير، وقُتل عدد من الجنود الأوكرانيين خلال ما يسمى بفترة “الحدة المنخفضة” أكثر مما قُتل في أسوأ لحظات القتال”. ما العمل إذن؟ وقف إطلاق نار جديد؟ منذ بداية الحرب، تم التوقيع على أكثر من ثلاثين بين المتحاربين. لكن ربما جو بايدن، الذي تابع هذا الصراع عن كثب عندما كان نائبًا للرئيس، يملك خطة سرية في محفظته ...