رئيس الدولة يؤكد دعم الإمارات لتسوية النزاعات والتحديات في العالم عبر الحوار والحلول الدبلوماسية
هل كان ترامب قادراً على منع بوتين من غزو أوكرانيا؟
يعتقد الضابط السابق في مشاة الجيش الأمريكي الدكتور برنت إيستوود أنه من المثير للاهتمام التكهن في ما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيمتنع عن غزو أوكرانيا بوجود رئيس مختلف في البيت الأبيض. في الأزمنة المعاصرة، حاولت إدارات رئاسية مختلفة أن تتعايش مع روسيا بالرغم من أن الولايات المتحدة ردت على العدوان الروسي في جورجيا والقرم. حاول بعض الرؤساء الأمريكيين في القرن الواحد والعشرين تحسين العلاقات مع روسيا، سواء أكان ذلك يعني “تكوين فكرة عن وجدان بوتين” خلال إدارة جورج بوش الابن أو الضغط على زر “إعادة ضبط” الديبلوماسية مع روسيا خلال إدارة باراك أوباما.
كتب إيستوود في موقع “1945” أن البيت الأبيض في ولاية دونالد ترامب كان مختلفاً. لم يكن ثمة الكثير من الأحكام على سجل حقوق الإنسان في روسيا أو دعوات إلى الترويج للديموقراطية فيها من 2016 حتى 2021. لاحقته اتهامات بالتواطؤ مع روسيا خلال حملة انتخابات 2016 طوال ولايته. لكن ترامب لم يكن يصدر عادة أحكاماً على الشؤون الداخلية الروسية ولم يتدخل في قضايا سيادية. وفي 2018، أعرب ترامب عن دعمه لضم روسيا شبه جزيرة القرم خلال اجتماع لمجموعة السبع، وفي إحدى المحطات، أيد خروج الولايات المتحدة من حلف شمال الأطلسي (ناتو). هل أمكن أن يعني ذلك استرضاء لروسيا؟
«صفر في المئة»
يجيب إيستوود على سؤاله بالإشارة إلى أن هذا ما لا تعتقده غالبية الأمريكيين إذا تم الأخذ بالاعتبار استطلاع رأي مرتبط بترامب وغزو أوكرانيا. وفق استطلاع أجرته شركة هاريس ومركز هارفارد للدراسات السياسية الأمريكية بداية الحرب، اعتقد 62 في المئة أن روسيا لم تكن لتغزو أوكرانيا لو استمر ترامب في الرئاسة. من المرجح أن يكون هذا المنطق مرتبطاً بالتصورات حول ضعف الرئيس جو بايدن. انتشر هذا التصور على نطاق واسع بعد الانسحاب الفوضوي للولايات المتحدة من أفغانستان في صيف 2021. من جهته، قال صهر ترامب جاريد كوشنر إن بوتين كان ليتخلى عن الغزو لو أن ترامب فاز بحملته لإعادة الانتخاب في 2020. وفي مقابلة مع نيوزماكس، قال كوشنر أيضاً إن ثمة فرصة تبلغ “صفراً في المئة” لاندلاع حرب في أوكرانيا لو ظل ترامب رئيساً. في مجلة نيوزويك، اختلف الأستاذ في جامعة جورجيا كولدج أند ستايت نيكولاس كريل مع هذا التقييم.
اسألوا روسيا من فضلت
يعتقد كريل أن بايدن قام ببادرة قوية دعماً لعضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، بينما لم يأبه ترامب لانضمام أوكرانيا إلى الحلف. لقد كان بايدن الرئيس الأقوى وترامب الرئيس الأضعف حين يتعلق الموضوع بدعم أوكرانيا حسب كريل. وفضلت روسيا أيضاً ترامب على هيلاري كلينتون وبايدن. كذلك، حظي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف باستقبال بشوش سنة 2017 وصفق مشرعون روس فرحين بعدما علموا أن ترامب فاز على كلينتون سنة 2016.
وظل بايدن ثابتاً في مواجهة روسيا حسب مراقبين مثل الأستاذة المشاركة في الكلية الجديدة للأبحاث الاجتماعية جيسيكا بيسانو. ترى بيسانو أن بايدن واجه بوتين في ما يتعلق بطموحات موسكو الإقليمية. وأضافت أن قرار بايدن تبادل المعلومات الاستخبارية مع أوكرانيا خلال الفترة التي سبقت الغزو سمحت للأوكرانيين أن يستعدوا للحرب بشكل أفضل.
حقيقة الخلاف في التحليل
وفق إيستوود، يبدو أن المعتقدات بشأن هوية الرئيس “الأقوى” ترتبط بالانتماء الحزبي والدعم العام لترامب أو بايدن. في الاستطلاع المذكور، كان الجمهوريون أكثر ميلاً للاعتقاد بأن ترامب كان سيوقف الغزو الروسي بينما رأى الديموقراطيون أن ترامب لم يكن ليترك أي تأثير على النتيجة. وصف ترامب بوتين بكلمات مثل “ذكي” و”عبقري” حين بدأ الغزو وأجج النيران بشأن الضعف المتصور لبايدن خلال مقابلة مع شبكة فوكس نيوز في مرحلة مبكرة من الحرب إذ قال إن بوتين “يرى الآن ضعف وانعدام كفاءة وغباء هذه الإدارة».
وأوضح إيستوود أن أولئك الذين يدعمون ترامب يعتقدون أن بوتين كان ليمتنع عن الغزو لو ظل رئيساً. والذين يفضلون بايدن أكثر لا يعطون ترامب أي فضل في ما يتعلق بسياسة روسية أمكن أن تتجنب الحرب.
آخر ما يكترث له الكرملين
يرى الكاتب أنه بالرغم من تفضيل بوتين لترامب على بايدن وكلينتون، كان الرئيس الروسي مدفوعاً أكثر بتوقه لاستعادة الإمبراطورية السوفياتية. بوتين لا يعتقد أن أوكرانيا دولة حقيقية وينظر إلى أراضيها كملك لروسيا في المقام الأول. بالتالي، قادته طموحاته الإقليمية. هوية الجالس في البيت الأبيض لم تكن مهمة. الجمهوريون والديموقراطيون في الولايات المتحدة أحرار في صياغة نظرياتهم الخاصة حيال ما إذا أمكن ترامب وقف الحرب. هذا آخر ما يكترث له الكرملين.