هل يتخلى زيلينسكي عن «القرم» لإنقاذ أوكرانيا من الحرب؟

هل يتخلى زيلينسكي عن «القرم» لإنقاذ أوكرانيا من الحرب؟


أشعل موقف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الرافض تمامًا لأي تنازل عن شبه جزيرة القرم فتيل تصادم دبلوماسي جديد بين واشنطن وموسكو. هذا الرفض الأوكراني، جاء وسط حديث الرئيس الأمريكي عن استعداد كييف للتخلي عن القرم كجزء من سلام سريع قد يُنجز في غضون أسبوعين أو أقل، وهو ما يرفضه زيلينسكي، وتصر عليه موسكو. ووفق خبراء، فإن «روسيا لن توافق على وقف إطلاق النار حتى لو تخلت أوكرانيا عن شبه جزيرة القرم، ما لم يتم التخلي أيضًا عن المطالبة بالمناطق الأربع التي ضمتها موسكو». وقال الخبراء، لـ»إرم نيوز»، إن «أي اتفاق يجب أن يتضمن ضمانات واضحة للأمن القومي الروسي تشمل تحييد أوكرانيا ومنع انضمامها إلى الناتو». ويرى بسام البني، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، أن «روسيا لن توافق على وقف إطلاق النار حتى لو تخلّت أوكرانيا عن شبه جزيرة القرم، ما لم يتم أيضًا التخلي عن المطالبة بالمناطق الأربع التي ضمتها موسكو في شرق أوكرانيا، وهي خيرسون، زابوريجيا، دونيتسك، ولوغانسك».
وأكد البني، لـ»إرم نيوز»، أن «وقف إطلاق النار يتطلب اتفاقًا شاملاً». ولفت إلى أن «المفاوضات لا تزال تجري خلف الأبواب المغلقة دون صدور تصريحات رسمية، رغم تسجيل تقدم ملحوظ ووجود لقاءات إيجابية». وأشار إلى أن «وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد أن تفاصيل المفاوضات لا يمكن الكشف عنها في الوقت الراهن».
وشدد على أن «التوصل إلى اتفاق نهائي يتوقف على عقد لقاء مباشر بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب».
وأضاف أن «موسكو لن تتنازل عن أيٍّ من المناطق التي ضمتها حديثًا قبل توقيع اتفاق أو إعلان رسمي لوقف إطلاق النار».
واعتبر أن «أي تفاهم مرتقب يجب أن يتضمن ضمانات واضحة للأمن القومي الروسي، بما يشمل تحييد أوكرانيا، ومنع انضمامها إلى حلف الناتو، ونزع سلاح كييف، وحظر إقامة قواعد عسكرية تابعة للناتو قرب الحدود الروسية».
من جانبه، قال د. نبيل رشوان، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، إن موقف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يبقى صعبًا للغاية، وإنه لا ينوي التراجع عن رفضه الاعتراف بشبه جزيرة القرم كجزء من الأراضي الروسية. وأضاف رشوان، لـ»إرم نيوز»، أن الدول الأوروبية والدول التي تربطها علاقات وثيقة بأوكرانيا ترفض وستواصل رفضها الاعتراف بسيادة روسيا على القرم، وكذلك على المناطق الأربع التي ضمتها موسكو. وأوضح أن «الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يسعيان إلى استعادة السيطرة الأوكرانية على هذه المناطق عبر تكثيف الضغوط على روسيا وتشديد العقوبات الاقتصادية والسياسية». وأشار إلى أنه «رغم ذلك، لا يستبعد أن تعترف الولايات المتحدة وبعض الدول الحليفة لها مستقبلًا بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم، في ظل الواقع الميداني القائم».
وأوضح أن «تحرير القرم بات أمرًا شبه مستحيل بالنسبة لأوكرانيا في ظل المعطيات الحالية».