هل يختار الإسرائيليون نتانياهو مجدداً؟

هل يختار الإسرائيليون نتانياهو مجدداً؟


لم يكن التهديد بالاستقالة من الحكومة الإسرائيلية هو الأول لإيتمار بن غفير، لكنه كان من أكثر تهديداته مباشرة.
مع اقتراب إسرائيل وحماس من التوصل إلى اتفاق جديد لإطلاق سراح الرهائن، حذر وزير الأمن القومي المتطرف من أنه لن يقبل أي تنازلات للحركة الفلسطينية المسلحة. وقال بن غفير في الكنيست، يوم الأربعاء: «أقول هذا بوضوح. صفقة متهورة تعني حل الحكومة».
حسب تقرير جيمس شوتر ونيري زيلبر في صحيفة «فايننشال تايمز»، كانت تعليقات بن غفير أحدث مؤشر على أن الطبقة السياسية الإسرائيلية، حتى مع احتدام الحرب مع حماس، تهيئ نفسها لإجراء انتخابات في وقت أقرب بكثير – حيث إن غشاء الوحدة الذي غطى السياسات الإسرائيلية منذ اندلاع الحرب بدأ في التلاشي.

استعدادات بالجملة
قبل أسبوعين، قال غادي آيزنكوت، الرئيس السابق للأركان الإسرائيلية الذي انضم إلى حكومة بنيامين نتانياهو الحربية في بداية النزاع، إنه يجب إجراء التصويت في غضون أشهر، لأن هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) على إسرائيل أدى إلى فقدان الثقة بالحكومة. في الأسبوع الماضي، دعا زعيم المعارضة يائير لابيد رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى «تحديد موعد».
قال أفيف بوشينسكي، مستشار لنتانياهو من سنة 1996 إلى 2004 وهو الآن محلل سياسي: «ليس هناك من شك في أن الجميع يستعدون – الجميع حقاً».
في الوقت الحالي، ليس لدى نتانياهو وائتلافه حافز كبير لإجراء انتخابات، بالنظر إلى أن معظم الأحزاب المكونة له ستخسر مقاعدها. ويشكك المحللون أيضاً في إمكانية إجراء تصويت أثناء قتال القوات الإسرائيلية في غزة. لكن حتى الأشخاص المقربون من الحكومة يعترفون بأنه بمجرد تراجع حدة القتال، ستتزايد المطالبة بإجراء انتخابات. ومن الممكن أن تؤدي صفقة الرهائن الجديدة إلى تسريع العملية.

فرصه ضئيلة
قال شخص مطلع على تفكير نتانياهو: «إما أن يحقق نتانياهو إنجازاً في ساحة المعركة ويبادر بنفسه إلى إجراء انتخابات مبكرة، أو سيتم إجراء انتخابات قسرية في الأشهر المقبلة، بما في ذلك بسبب المظاهرات الحاشدة، وحقيقة أن العديد من قادة الأمن سيكونون قد استقالوا بحلول ذلك الوقت».
إن تحقيق نجاح دراماتيكي في ساحة المعركة يمكن أن يعزز موقف نتانياهو. لكن استطلاعات الرأي تشير إلى أن فرصه ضئيلة. يظهر متوسط استطلاعات الرأي الأخيرة أنه إذا أجريت الانتخابات الآن، سيفوز ائتلاف حزبه الليكود مع الجماعات الدينية المتطرفة واليمين المتطرف بـ45 مقعداً في البرلمان الإسرائيلي المؤلف من 120 مقعداً، وهو أقل بكثير من 64 مقعداً يشغلها حالياً.
سيفوز حزب الوحدة الوطنية بقيادة بيني غانتس، وهو عضو آخر في حكومة الحرب، بأكبر عدد من المقاعد في الوضع الحالي. لكن بالنظر إلى صدمة السنة الماضية، يرجح محللون أن تكون الانتخابات المقبلة انتخابات «تغيير»، وقد تتغير الخريطة السياسية. سيكون هذا صحيحاً بشكل خاص إذا دخلت المعركة شخصيات من خارج السياسة، مثل رئيس الموساد السابق يوسي كوهين ورئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت.

تحذير من الشطب المبكر
حتى البعض داخل حزب الليكود يعترفون بأن نتانياهو، مثل بقية القيادة الإسرائيلية، سيحتاج إلى محاسبة على الإخفاقات التي حدثت في 7 أكتوبر(تشرين الأول) بمجرد انتهاء الحرب. وقال داني دانون، سفير إسرائيل السابق لدى الأمم المتحدة والذي أصبح الآن نائباً عن حزب الليكود: «أنا لا ألوم أحداً بشكل شخصي، ولكن حيث نشأت، متى كانت لديك سلطة، فأنت تتحمل المسؤولية». وأضاف «كنت ضابطاً في الجيش – عندما تكون مسؤولاً عن قاعدة ويشرب السائق ليلة الجمعة، ويتعرض لحادث، فإن رئيس القاعدة مسؤول».
لكن حلفاء آخرين حذروا من شطب نتانياهو، بالنظر إلى سجله الطويل من العودة السياسية، وسمعته باعتباره أقوى منظم حملات في السياسات الإسرائيلية. «بالنسبة إلى أي شخص آخر، إن (7 أكتوبر) سيكون نهاية الطريق. ولكن هذا هو بيبي»، كما قال الشخص المطلع على تفكير نتانياهو، مستخدماً لقبه المنتشر على نطاق واسع.
صوّر نتانياهو نفسه مراراً في الأسابيع الأخيرة على أنه الزعيم الإسرائيلي الوحيد الذي يمكنه منع إنشاء دولة فلسطينية – وهي خطوة يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها محاولة لرسم خطوط المعركة للانتخابات المقبلة.

هل ينجح سلاحه الاعتيادي؟
أضاف التقرير أن اللعب على المخاوف الإسرائيلية بشأن التنازلات المقدمة للفلسطينيين، وتصوير نفسه كضامن لأمن إسرائيل، هو أمر نجح مع نتانياهو سابقاً. لقد أثار حماسة ناخبيه في تنافس حاد سنة 1996 عندما زعم أن منافسه اليساري شيمون بيريز يريد «تقسيم القدس» – وهو ما يطالب به كل من الإسرائيليين والفلسطينيين. وبعد ما يقرب من 20 عاماً، حاول تحفيز أنصاره بإخبارهم أن الناخبين العرب الإسرائيليين «يخرجون بأعداد كبيرة» للتصويت.
لكن محللين قالوا إنه بالنظر إلى الإخفاقات الكارثية، التي أشرف عليها نتانياهو في 7 أكتوبر، سيعاني كثيراً من أجل تكرار هذه النجاحات.
قال بوشينسكي: «إن نتانياهو يدير دائماً حملة تخويف، لأنها ما ينجح. الآن هو في وضع أكثر تعقيداً. فهو لم يعد «حارس أمن» وهو يعرف ذلك. فرص رئيس الوزراء للبقاء في السلطة تعتمد على «انتصار حقيقي وملموس على حماس.. وحتى حينها سيواجه العديد من العقبات».
ومنتقدو نتانياهو أكثر فظاظة. كتبت مجموعة تضم دان حالوتس، وهو رئيس سابق آخر للجيش الإسرائيلي، ورئيس الموساد السابق تامير باردو الأسبوع الماضي إلى الرئيس الإسرائيلي واصفين نتانياهو بأنه «خطر واضح وقائم» على إسرائيل.
وقال ألون بينكاس، دبلوماسي إسرائيلي كبير سابق شارك في التوقيع على الرسالة: «يمكن لنتانياهو أن يتحدث عن الدولة الفلسطينية كما يريد»، لكنه «يملك (المسؤولية عن) 7 أكتوبر».