رئيس الدولة والرئيس المصري يبحثان العلاقات الأخوية والتطورات الإقليمية
سيحاول كثر العبور إلى أمريكا قبل تنصيب ترامب إذا فاز
هل يخسر بايدن الانتخابات بسبب الهجرة؟
تملك الولايات المتحدة جاذبية خاصة بالنسبة إلى الملايين من الناس. يقول 160 مليون بالغ حول العالم إنهم سينتقلون إليها إذا أتيحت لهم الفرصة. وهذه الأرقام أكبر بكثير مما يرغب معظم الأمريكيين في السماح بدخوله، وفقاً لمجلة «إيكونوميست».
يقع عدم التطابق هذا في قلب القضية التي قد تكلف الرئيس جو بايدن الانتخابات. سنة 2016، ركب ترامب «فوضى الحدود» وصولاً إلى ترشيح الحزب الجمهوري ثم الرئاسة. في ذلك الوقت، كان يقوم بحملته الانتخابية كما لو أن أعداداً قياسية من المهاجرين تعبر الحدود بشكل غير قانوني. لم يكن ذلك صحيحاً آنذاك، لكنه أصبح كذلك الآن وفق المجلة.
وتشير»إيكونوميست» في تقرير لها إنه كان هناك ما يقرب من 250 ألف محاولة لعبور الحدود الجنوبية في نوفمبر -تشرين الثاني وحده. سيكون معظم القادمين الجدد قد طلبوا اللجوء، وتم إطلاق سراحهم في أمريكا كي ينتظروا لسنوات، حتى يتم الفصل في طلباتهم.
ومنذ أن أصبح بايدن رئيساً، تم السماح لأكثر من 3.1 مليون عابر للحدود بالدخول. وهذا أكبر من عدد سكان شيكاغو. دخل ما لا يقل عن 1.7 مليون آخرين بدون أن يتم اكتشافهم أو تجاوزوا مدة تأشيراتهم. ودفع الحكام الجمهوريون أموالاً للمهاجرين كي يذهبوا إلى الأماكن التي يديرها الديمقراطيون، مما أدى إلى تفاقم مشاكل الحدود الجنوبية شمالاً. وتساعد تجربتهم في تفسير سبب ثقة الناخبين بالجمهوريين في التعامل مع أمن الحدود بفارق 30 نقطة. إنه أكبر تقدم للحزب على منافسه في أي قضية.
من يتحمل المسؤولية؟
هذا ليس خطأ بايدن بالكامل. فعندما يكون سوق العمل الأمريكي ضيقاً، يزداد الحافز الذي يدفع الناس للتوجه إلى هناك بشكل غير قانوني. ولهذا السبب ارتفعت الأرقام في عهد ترامب أيضاً، حتى جاء فيروس كورونا وحل المشكلة بالنيابة عنه. وعندما أصبح السفر ممكناً مرة أخرى سنة 2021، أدى الطلب المكبوت إلى زيادة عدد الأشخاص عبر الحدود الجنوبية. وأكثر من نصف عابري الحدود يأتون من بلدان خارج المكسيك والجزء الشمالي من أمريكا الوسطى. يشكل الفنزويليون الجزء الأكبر من هذه المجموعة. لكن عشرات الآلاف يسافرون الآن إلى الأمريكتين من روسيا (43 ألفاً سنوياً حتى سبتمبر 2023)، والهند (42 ألفاً) والصين (24 ألفاً) ثم يحاولون العبور. في كثير من الأحيان يكون من المستحيل إعادتهم.
مع ذلك، يقع بعض اللوم بشـــــــكل مباشر على عاتق بايدن. إن لغة ترامب بشأن إرســـــال المكسيك للمغتصبين عبر الحدود وفصله القاسي للأطفال عن والديهم كرادع، إلى جانب خطته لبناء الجدار، أدت إلى تطرف بعض صنــــــاع الســــــياسات الديمقراطيين بشأن الهجرة. لقد اعتقدوا أن الرأي العام كان إلى جانبهم.
ثار الناخبون بالفعل ضد الترامبية، وأثناء وجوده في منصبه وصل دعم الهجرة إلى مستوى جديد.
عندما تولت الإدارة الديمقراطية الجديدة السلطة، كانت غريزتها هي القيام بعكس كل ما فعله ترامب.
توقف العمل في الجدار الحدودي. وتخلى الديمقراطيون عن سياسة البقاء في المكسيك التي أجبرت طالبي اللجوء على البقاء جنوب الحدود حتى تبت السلطات في طلباتهم. وكما كان متوقعاً، ارتفعت الهجرة غير الشرعية.
بايدن يعدّل نهجه
منذ الانتخابات النصفية سنة 2022، تبنى بايدن بهدوء بعض سياسات ترامب. وافق على سد الفجوات في الجدار. وطالبو اللجوء الذين يحاولون العبور بدون أن يتم اكتشافهم، ستُرفض طلباتهم تلقائياً، مع بعض الاستثناءات القليلة. يجب عليهم التقديم عبر الإنترنت قبل الحضور. مع ذلك، لا يدرك الأمريكيون هذه الجهود، ويرجع ذلك جزئياً إلى أنّ بايدن يكره لفت الانتباه إلى سياسته، خشية أن ينقلب فريقه عليه.
أضافت المجلة أن المساحة المتاحة للرئيس ليفعل شيئاً بينما يقول شيئاً آخر تنفد. أقرن مجلس النواب مشروع قانون صارماً للهجرة بتمويل الحرب في أوكرانيا. تشعر الإدارة بالاستياء من هذا، لأن دعم أوكرانيا يشكل معنى اقتصادياً واستراتيجياً بالنسبة إلى أمريكا بغض النظر عن سياسة البلاد في التعامل مع الهجرة. وهذا خطأ. بدلاً من ذلك، في نظام يستخدم فيه الطرفان النفوذ المتاح لهما، يجب على بايدن أن يرى في هذا الأمر فرصة.
معقولة
إن بعض مطالب الجمهوريين بشأن الهجرة معقولة. معظم المهاجرين الذين لا يحملون تأشيرات ويعبرون الحدود الجنوبية لا يزحفون عبر الصحراء. يجدون وكيلاً بين حرس الحدود ويقدمون طلب اللجوء. يجب عليهم بعد ذلك اجتياز ما يسمى بمقابلة «الخوف الموثوق». يريد الجمهوريون رفع عتبة ما يمكن اعتباره خوفاً ذا صدقية. وهذا هدف معقول. بموجب قواعد بايدن، يعتبر الخوف من عنف العصابات سبباً للسماح بدخول البلاد. قارنوا ذلك بإسبانيا التي ترفض هذا الاختبار بالرغم من أن لديها رئيس وزراء اشتراكياً.
بمجرد اجتياز الاختبار الأول، يتم عادة إطلاق سراح المهاجرين بانتظار موعد المحكمة بعد سنوات، لأن محاكم الهجرة مكتظة بالقضايا. متوسط الانتظار لجلسة الاستماع هو أكثر من أربع سنوات. يمكن أن تزيد الاستئنافات من التأخير. يرغب الديمقراطيون في الحصول على المال لتوظيف المزيد من الضباط لمعالجة الدعاوى والمزيد من القضاة لتسريع النظر في القضايا المتراكمة. وهذا أمر معقول أيضاً وفق المجلة.
ينبغي أن يقلق
يجب أن يكون هناك اتفاق هنا. مع ذلك، لا يثق الطرفان بدوافع بعضهما البعض. يقول الجمهوريون إنهم لن يمنحوا المزيد من الأموال لإدارة لا يمكنهم الوثوق بها في تطبيق قوانين الهجرة. بدلاً من ذلك، يحاولون عزل وزير الأمن الداخلي. ينظر الديمقراطيون إلى مطالب الجمهوريين، مثل إمكانية احتجاز العائلات القادمة إلى البلاد إلى أجل غير مسمى، ويتوصلون إلى استنتاج مفاده أن المفاوضات مهيأة للفشل، وبالتالي هي في الحقيقة سلاح ضد بايدن. والاحتمالات هي أن كلا الحزبين سيختاران الحملات الانتخابية بدلاً من عقد الاتفاقات.
ينبغي أن يقلق ذلك بايدن. تشير تقارير المجلة من الجانب المكسيكي من الحدود إلى أنه إذا اعتقد الناس أن ترامب سيفوز، فسيحاول كثر العبور إلى أمريكا قبل تنصيبه. فالحدود غير الآمنة تضعف الدعم للهجرة القانونية وتعزز الأحزاب المؤيدة لسياسات التقييد. يمكن للهجرة أن تعيد ترامب إلى البيت الأبيض، ومن هناك قد يسحب أمريكا من اتفاقية اللاجئين لسنة 1951، مما قد يؤدي إلى انهيارها.
يجب على بايدن أن يكشف خدعة الجمهوريين، وأن يشرع في إصلاح الحدود. سيكون هذا هو الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله. ومن شأنه أيضاً أن يساعد آفاقه الانتخابية.