القارة العجوز تترقب
هل يفاجئ ترامب وبوتين الأوروبيين بـ»صفقة» من قلب ألاسكا؟
تخشى أوروبا وهي تتابع اللقاء المنتظر بين الزعيمين، الأمريكي دونالد ترامب، والروسي فلاديمير بوتين، يوم الجمعة في ألاسكا، أن تجد نفسها على الهامش مجدداً، وأن يتكرّس وجودها في «حاشية» في التاريخ.
ويرى تحليل لشبكة «سي إن إن» أن العواصم الأوروبية تشعر بالقلق هذه المرة أكثر، من أن ينجح الزعيم الروسي في أن يقسم التحالف عبر الأطلسي «بشكل جراحي»، فضلاً عن حصوله على كل ما يريده في أوكرانيا.
وقبيل القمة التي تم الإعلان عنها فجأة، يقول دبلوماسي أوروبي، رفض الكشف عن هويته، «نحن معرضون لخطر أن نكون مجرد حاشية في التاريخ».
ويعود جزء من المخاوف الأوروبية إلى قلة المعلومات المتاحة حول مقترحات الكرملين لوقف القتال في أوكرانيا؛ إذ لم يُدلِ بوتين بأي تفاصيل، وكذلك المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف.
كما أن الأوروبيين يخشون أيضاً من أن يكون «تحسين الوضعين» نتيجة مستبعدة للغاية، إذ لا يوجد أي مؤشر على أن بوتين قد تخلى قيد أنملة عن مطالبه، - سواء على الصعيد الإقليمي أو فيما يتعلق ببقاء أوكرانيا «كيس ملاكمة» لروسيا دون أي ضمانات أمنية، مع قيود على حجم وقدرات جيشها.
ويضيف الدبلوماسي «ليس هناك أي معنى في باريس أو برلين أو لندن في أن الاستيلاء على أراضي شخص آخر يهم هذه الإدارة الأمريكية، والأوروبيون يجدون ذلك مزعجاً للغاية».
وشعرت المملكة المتحدة، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، والاتحاد الأوروبي بأنها ملزمة بالقول في بيان مشترك صدر يوم السبت: «نحن ملتزمون بمبدأ عدم تغيير الحدود الدولية بالقوة». كما وقّعت بولندا وفنلندا على البيان.
لقد أمضوا معظم اليوم في عرض القضية على نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، الذي كان على وشك أن يبدأ إجازة في المملكة المتحدة، ومحاولة الحصول على وضوح بشأن ما سيتم التفاوض عليه
وبحسب معهد دراسة الحرب، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن العاصمة، فإن «إدارة ترامب وصفت مطالب بوتين بوقف إطلاق النار في أوكرانيا بأربع طرق مختلفة منذ السادس من أغسطس».
هناك قاسم مشترك بين جميع الروايات، وهو أن بوتين سيطالب القوات الأوكرانية بالانسحاب من جميع أجزاء منطقة دونيتسك التي لا تزال تسيطر عليها. ويشمل ذلك مدنًا رئيسة، مثل سلوفيانسك، وكراماتورسك، وكوستانتينيفكا.
تشير التجربة إلى أن الأوروبيين ربما يكونون في موقف لا يحسدون عليه، على الرغم من كل جهودهم الرامية إلى إرضاء ترامب وتهدئته.
ومنذ تنصيبه في يناير-كانون الثاني، اشترى الأوروبيون تذاكر غير محدودة لركوب قطار ترامب «الأفعواني»، وفق وصف تقرير «سي إن إن» الذي يضيف «صعدوا عليه، وربطوا أنفسهم، وصرخوا برعب مستمر، لكنهم فشلوا في النزول منه».
وتقول ريم ممتاز من مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، وهي مؤسسة بحثية مقرها واشنطن العاصمة، إن الأوروبيين يدفعون ثمن عدم تطوير هوية استراتيجية مستقلة عن التدخلات الأمريكية، كما كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يحث على ذلك منذ ثماني سنوات. وبقدر ما يريدون دعم وحماية أوكرانيا، فإن الأوروبيين لا يجدون أمامهم سوى التوسل والتخمين حول ما قد يتم اتخاذه في غيابهم، كما يضيف تقرير «سي إن إن».
ويرى رايان، وهو جنرال أسترالي سابق يتابع الصراع الآن، أن مأزق أوروبا «أكثر خطورة مما ينبغي؛ لأن الولايات المتحدة نفسها لا تمتلك استراتيجية تجاه أوكرانيا».
ويتابع «لا يوجد سوى الغضب والاندفاعات والمنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي والتغييرات المتعددة في المسار والاتجاه ورغبة أساسية من ترامب في الفوز بجائزة نوبل للسلام.»