رئيس الدولة والرئيس المصري يبحثان العلاقات الأخوية والتطورات الإقليمية
لم تنجح حملة «بايدنوميكس» في تغيير أرقام جو
هل يلقى بايدن مصير كارتر في الانتخابات
قارن دوغلاس شون، محام ومستشار لعدد من السياسيين كالرئيس الأسبق بيل كلينتون، بين انتخابات 2024 وانتخابات 1980 حين تعرض جيمي كارتر لهزيمة ساحقة بمواجهة رونالد ريغان. وكتب في موقع «ذا ميسنجر» أن ما ينبغي أن يثير قلق الديمقراطيين هو أن كارتر، كالرئيس بايدن الآن، كان غير شعبي إلى حد كبير، في حين كان ريغان، كدونالد ترامب، يعد تقريباً غير قابل لأن يُنتخب.
على نحو مماثل، كان التضخم شوكة في خاصرة كارتر بمقدار ما طارد بايدن منذ العام الأول من ولايته. ليس أمراً عرضياً أن الطفرة التضخمية سنة 2022 بلغت أعلى مستوياتها منذ أن... كان جيمي كارتر في منصبه.
تشابه في قضية مهمة
في السياسة الخارجية، كانت أمريكا تواجه عدداً من التحديات آنذاك، كما تواجهها الآن. سنة 1980، كانت الولايات المتحدة لا تزال تتعامل مع أزمة الرهائن الإيرانيين، وهي ليست مختلفة تماماً عن أزمة الرهائن في غزة والقضايا الأمريكية في الشرق الأوسط. وفي انتخابات 1980، أثبت جيمي كارتر عدم قدرته على إخراج الرهائن أو التغلب على تصور الضعف الشامل في السياسة الخارجية. بالفعل، إن نفس الضعف الملحوظ في السياسة الخارجية هو الذي يمكن أن يحدث الفارق في نهاية المطاف سنة 2024 بالنسبة إلى جو بايدن.
بدأت معدلات تأييد بايدن بالانخفاض بعد الانسحاب المتسرع من أفغانستان، وهي الخطوة التي اعتقد بايدن ومعظم الديمقراطيين أنها ستحظى بشعبية. لكنها في الواقع أضحت غير شعبية بشكل هائل بسبب مشاهد تجول حركة طالبان في البلاد، بينما تلاشى الجيش الأفغاني الذي كان من المفترض أن تكون الولايات المتحدة قد بنته كقوة حقيقية. تسبب ذلك بانخفاض أرقام بايدن، وهو الاتجاه الذي استمر طوال فترة جائحة كوفيد-19 وما بعدها.
ما يستحيل قوله
على نفس المنوال، أصبح من المستحيل تقريباً القول إن العالم كان أكثر أمناً أو أقل فوضوية في عهد بايدن مما كان عليه في عهد ترامب. ومع نسبة تأييد تبلغ 40% فقط وفق متوسط موقع ريل كلير بوليتيكس، تبدو أرقام بايدن أفضل قليلاً فقط من أرقام كارتر سنة 1980. بالتالي، يواجه بايدن والديمقراطيون احتمال هزيمة بحجم الهزيمة الناجمة عن تلك المنافسة التي حصلت قبل 44 عاماً.
ما قد يحدث فرقاً هو أن ريغان كان قادراً بشكل متزايد على أن يصبح ليس فقط بديلاً ذا صدقية، بل بديلاً مقبولاً للرئيس كارتر، وبالتالي فاز بولايات مثل نيويورك ومعاقل أخرى ذات ميول يسارية مثل إلينوي وفيرمونت.
فشل آخر لبايدن
بالطبع، تابع الكاتب، هذا لا يعني أن لدى ترامب أي فرص قريبة للفوز بالولايات الزرقاء التي فاز بها ريغان، ولكن في ما يتعلق بالولايات المتأرجحة مثل بنسلفانيا وميشيغان اللتين خسرهما بفارق ضئيل سنة 2020، يحرز الرئيس السابق تقدماً تقريباً في كل استطلاعات الرأي التي أجريت في الولايات المتأرجحة حتى الآن.
ومع كون الاقتصاد والتضخم مصدر القلق الأول للناس، لم تنجح حملة «بايدنوميكس» التي استمرت من ستة إلى ثمانية أشهر في تغيير أرقام بايدن للأفضل. كما أنه كان غير قادر على الإطلاق، وربما غير راغب، بفعل أي شيء بشأن الحدود الجنوبية، وهي القضية التي تقل معدلات تأييده بشأنها بما يتراوح بين 5 و7 نقاط عن معدل تأييده العام.
ما قد يصنع الفارق
مع ذلك، أضاف شون، ربما تكون السياسة الخارجية هي التي تصنع الفارق في هذه الانتخابات. مع تجمد الصراع في أوكرانيا على ما يبدو، أو حتى مع استفادة الروس الآن من الأسلحة والقوة النارية المتفوقة، ومع تصعيد الوضع في الشرق الأوسط وتعرض القوات الأمريكية في المنطقة للهجوم من وكلاء إيران، يبدو بايدن ضعيفاً بشكل متزايد بالطريقة نفسها التي ظهر بها جيمي كارتر خلال أزمة الرهائن في إيران.
ثمة أيضاً سؤال بشأن ما إذا كان بايدن قادراً على مواجهة ناجحة مع إيران التي تدعم حماس وحزب الله والحوثيين، ومجموعة متنوعة من اللاعبين الآخرين المناهضين لأمريكا في المنطقة. علاوة على ذلك، تهدد الانتخابات التايوانية بإضافة الوقود إلى بيئة جيوسياسية قابلة أساساً للاشتعال، خصوصاً إذا قررت الصين استعراض القوة العسكرية بعد الانتخابات في الجزيرة.
مشابهة بشكل مخيف
بعبارة أخرى، إن صورة الضعف الأمريكي، جنباً إلى جنب مع الاستقطاب والانقسام في الداخل واستمرار التضخم حتى عند مستوى مخفض، تجعل انتخابات سنة 2024 تبدو مشابهة بشكل مخيف لما واجهته أمريكا سنة 1980. سيحتاج الأمر إلى أن تتسبب المشاكل القانونية التي يواجهها دونالد ترامب والشكوك حول شخصيته إلى تقويض ترشيحه بطريقة كبيرة كي تشهد الولايات المتحدة انتخابات أقرب إلى سنة 2020، حين كان المرشحان متعادلين افتراضياً بحلول الوقت الذي جاءت فيه الانتخابات.