رئيس الدولة ونائباه يهنئون المحتفلين بعيد الميلاد في دولة الإمارات والعالم
هل يُسيطر بايدن وشي على خطر الحرب في تايوان؟
قال الكاتب والمحلل إيفان أوسنوس، إن اللقاء التاريخي بين الرئيسين الأمريكي جو بايدن، والصيني شي جين بينغ في إندونيسيا على هامش قمة مجموعة العشرين، كان بلا تنازلات من الجانبين، لكنه مثل خطوة إيجابية في لحظة محفوفة بالمخاطر في العلاقات الأمريكية الصينية.
وقال أوسنونس في تقرير بـ “نيويوركر” الأمريكية: “في اللحظات التي سبقت لقاء بايدن وشي جين بينغ، لم تتضح النبرة التي سيتحدث بها الزعيم الصيني حيث تدهورت العلاقات بين أقوى دولتين في العالم إلى أقصاها».
مسرحيات سياسية
وأشار الكاتب إلى أن “الرئيس الصيني بارع في المسرحيات السياسية التي تنقل مزاجاً أو ميزة معينة، لكنه في فندق غراند حياة في بالي، استقبل بايدن بابتسامة ومصافحة تشير إلى أنه قد يكون هناك أمل، كما قالت الحكومة الصينية لاحقاً، في عودة العلاقات مع الولايات المتحدة ستقود مساراً صحياً ومستقراً للتنمية.كان لقاءً دافئاً في وقت بارد، رغم أن أي عودة إلى المسار السابق للعلاقات بين البلدين، هدف يبدو غير قابل للتصديق في واشنطن». كان الشعور بالشك بين الجانبين واضحاً وجلياً، بسبب قلة اللقاءات وحتى الاتصالات بين الجانبين، ففي أغسطس -آب، بعد أن زارت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي تايوان احتجاجاً على تعدي الصين، بما في ذلك تهديدها بالغزو، علقت حكومة شي محادثات المناخ والحوارات الأخرى حول السلامة البحرية ومكافحة المخدرات، والجريمة».
ويضيف “أما الآن، فيبدو الأمر وكأنه نموذجي، لكن خطر سوء الفهم حقيقي في وقت تتعرض فيه أعداد متزايدة من الطائرات والسفن الصينية والأمريكية لخطر التصادم في آسيا».
تنازلات
وأضاف الكاتب “استمر الاجتماع 3 ساعات وفي الوقت الحالي، يبدو أن الرغبة في المزيد من الاجتماعات هي النتيجة الأكثر واقعية، حيث أعلن مسؤولو البيت الأبيض أن وزير الخارجية أنطوني بلينكين سيؤدي أول زيارة له إلى الصين، وأن مبعوثي المناخ سيستأنفون المفاوضات إلى جانب مجموعات عمل مشتركة أخرى».
ونقل الكاتب عن مصدر مقرب من بايدن، أن الأخير “لا يرى أي علامة على تنازلات أساسية من الجانبين، إلا أن الدخان الأبيض المنبعث من أول قمة ثنائية شخصية أمر مشجع، حيث أن الحوار المباشر والمشاركة المنهجية شرط ضروري، وإن لم يكن كافياً، لوقف دوامة التنافس الاستراتيجي». وأضاف “ومع ذلك، تُركت أكثر القضايا حساسية دون حلول، إذ كان مستشارو بايدن حريصين على معرفة إذا كان الرئيس الصيني سيكشف أي توتر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يهاجم أوكرانيا منذ فبراير(شباط) حيث أعلن شي جين وبوتين شراكة “بلا حدود” بين بلديهما، قبل أقل من 3 أسابيع من هجوم بوتين على أوكرانيا، إضافة إلى قائمة طويلة من نقاط التوتر الأخرى، بما في ذلك انتهاكات حقوق الإنسان في شينغ يانغ وأماكن أخرى، والضرائب الأمريكية على السلع الصينية، وضوابط التصدير التي ستحد من وصول الصين إلى المكونات المتقدمة في صناعة أشباه الموصلات». أما القضية الأكثر إلحاحاً في نظر أوسنوس فهي مستقبل تايوان، وفي هذا الصدد أوضح الاجتماع أن أياً من الجانبين ليس مستعداً للتفاوض على طريقة ما لتقليل مخاطر الصراع. منذ توليه السلطة في 2012، أعلن الرئيس الصيني أن هدف الحزب الشيوعي الذي لم يتحقق والمتمثل في الاستيلاء على تايوان “لا يمكن أن ينتقل من جيل إلى جيل”، وأخيراً أقام الجيش الصيني عرضاً لتدريبات عسكرية مع عمليات إنزال برمائي وأرسل قوات إلى مقاطعة فوجيان بالقرب من مضيق تايوان.
دعم عسكري لتايوان
وفي واشنطن، عززت هذه التحركات الدعوات للولايات المتحدة للتعهد بالدعم عسكري لتايوان إذا نشب صراع.
لقد ذهب بايدن أبعد من أي رئيس منذ عقود ليقول إنه سيخاطر بأرواح الأمريكيين لحماية الديمقراطية في تايوان، رغم الإصرار على أن السياسة الرسمية لم تتغير من الحكم الذاتي لتايوان. وفي المؤتمر الصحافي بعد لقائه مع شي جين، كرر بايدن أن السياسة “لم تتغير”، وسعى إلى تهدئة التكهنات، قائلاً “لا أعتقد أن هناك أي محاولة وشيكة من الصين لغزو تايوان”، لكن المسؤولين الصينيين كافحوا للتوفيق بين التزامات بايدن الواضحة تجاه تايوان وإصراره على تجنب التغيير. ويضيف الكاتب “قد يبدو في بعض الأحيان كأنه استراتيجية غموض متعمدة. ففي الملخص الرسمي الصيني للاجتماع، أشار المسؤولون إلى التناقض وكتبوا أن المؤمل أن يلتزم الجانب الأمريكي بكلماته”. من الواضح أن شي يأمل في إعادة العلاقات مع أمريكا إلى عصر أكثر هدوءاً.
وقال شي لبايدن في الاجتماع: “التاريخ هو أفضل كتاب مدرسي، لذلك يجب أن نأخذ التاريخ مرآة ونتركه يوجه المستقبل”، لكن في واشنطن، يعتبر تاريخ العلاقات بين الولايات المتحدة والصين فصلاً غير مرضٍ، ولم يتضح إذا تسلم شي صورة واضحة لهذا الواقع الجديد عبر القنوات الدبلوماسية الأقل، حسب التقرير. وينهي الكاتب بالقول: “في نهاية المطاف، يمكن للعلاقة الشخصية والاستراتيجية بين الزعيمين أن تكون ذات عواقب أكبر بكثير على الجغرافيا السياسية مما كان يتوقعه أي شخص قبل أكثر من عقد، عندما سافرا معاً في الصين والولايات المتحدة».