دولة الإمارات ترحب بالجهود الأخوية التي تبذلها السعودية لدعم الأمن والاستقرار في اليمن
واشنطن بوست: على بايدن الردّ بحزم على حكومة نتانياهو
كتب جون بوكان في روايته الكلاسيكية “الرداء الأخضر” التي تتناول عمليات التجسس البريطانية -الألمانية -التركية أثناء الحرب العالمية الأولى ما مفاده أن “ثمة ريحاً متلهبة تهبّ في الشرق، والأعشاب الجافة تنتظر شرارة الاشتعال». وفي هذا الإطار، لفت آرون ديفيد ميلر ودانيال كرترز في مقال مشترك في صحيفة “واشنطن بوست” إلى أن “لا عبارة أفضل من تلك نصف بما ما سيحلُّ بالإسرائيليين والفلسطينيين الذين يعيشون في المنطقة الواقعة بين البحر الأبيض المتوسط ونهر الأردن».
قوى عاتية
وقال الكاتبان: “رياح هذا العصر الملتهبة تدفعها ثلاث قوى عاتية تفاقم موقفاً مضطرباً بالفعل، ألا وهي السلطة الفلسطينية الواهنة والعاجزة عن السيطرة على أعمال العنف والإرهاب؛ وحكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية التي سيعلن عنها في القريب العاجل والملتزمة بالربط ما بين الضفة الغربية والقدس من ناحية وإسرائيل من ناحية أخرى، وإدارة الرئيس بايدن الكارهة للمخاطر والتي ستحاول أن تتفادى، بشكل غريزي، التورط في هذه الفوضى، خاصة إذا كان تورطها هذا يعني قتالها إلى جانب إسرائيل».
وإذ تقترب إسرائيل من الاحتفال بعيدها الخامس والسبعين العام المقبل، شكل نتانياهو أكثر الحكومات الإسرائيلية تطرفاً على الإطلاق في تاريخ البلاد، في محاولة منه لضمان إصدار تشريع لتأجيل محاكمته أو إبطال أحكام الإدانة التي وُجِّهت له بالكامل.
ومن بين الأمثلة المتطرفة لمرشحي الحكومة الجديدة بتسلئيل سموتريتش، الذي دعا إلى طرد العرب جميعاً. فهو مرشح لتولي وزارة المالية، وسيحصل على سلطات إضافية على الإدارة المدنية التي تحكم الضفة الغربية. وآفي ماوز الذي يفخر بتبنيه أجندة أعمال مناهضة لمثليي الجنس ومزدوجي التوجه الجنسي وللمتحولين جنسياً، وشغل منصب نائب في مكتب رئيس الوزراء المسؤول عن “الهوية اليهودية”. وقد تتسم أجندة الأعمال هذه بنشاط استيطاني مُتزايد ومصادرة أكثر للأراضي، وعنف من المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين، وهجمات إرهابية ضد الإسرائيليين، وجهود رامية لتغيير الوضع الراهن بتشريع الصلاة اليهودية في جبل المعبد، وتخفيف القوانين المتعلقة باستخدام القوة ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية والمواطنين العرب داخل إسرائيل.
خطر الجماعات الإرهابية
ومن المرجح، برأي الكاتبين، أن تكثف الجماعات الإرهابية الفلسطينية من ناحيتها هجماتها ضد الإسرائيليين في الضفة الغربية وإسرائيل نفسها.
وقد تؤدي توجهات الحكومة المتطرفة الجديدة إلى مواجهات دامية بين الإسرائيليين والفلسطينيين في القدس، وبين المواطنين اليهود الإسرائيليين والمواطنين العرب، وبين الجيش الإسرائيلي والفلسطينيين في الضفة الغربية.
وأكد الكاتبان أن الطبيعة غير المسبوقة لهذه الحكومة الائتلافية – المنتخبة ديمقراطيّاً وتتبنى قيماً مناهضة للديمقراطية ومناوئة للمصالح الأمريكية – ينبغي أن تحثّ البيت الأبيض على توجيه رسائل واضحة لإسرائيل والسلطة الفلسطينية والدول العربية.
ويقول الكاتب: “يجب أن تُخطر الولايات المتحدة إسرائيل بأنه رغم أنها ستواصل دعمها للمتطلبات الأمنية المشــــروعة لحليفتهــــــــا، فهي لن تُقدم لها أسلحة هجومية أو أي مساعدات أخرى تدعم تصرفـــــــــات إسرائيلية خبيثة في القدس أو في الأراضي المحتلة.
ودعم الولايات المتحدة لإسرائيل في المحافل الدولية، بما في ذلك مجلس الأمن التابع لمنظمة الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية، له حدود.
وينبغي لإسرائيل أن تعلم علم اليقين أن إدارة بايدن ستكون في حالة تأهب لأي أعمال إسرائيلية تستحق الإدانة والشجب».