هايتي في العناية المركزة مجددا

واشنطن والأمم المتحدة تشككان في فعالية التدخل...!

واشنطن والأمم المتحدة تشككان في فعالية التدخل...!

-- بعد عقود من الإهمال والعنف، من غير المؤكد أن التعزيزات الأمريكية أو الأممية ستحقق استقرار الوضع
-- فشلت القوى العظمى في تحمل مسؤولية الوفاء بوعودها، مما زاد في معاناة السكان
-- على مدى السنوات العشر الماضية، تم ضخ 13 مليار دولار من المساعدات إلى البلاد


مرة أخرى، يضع العالم أعينه على هايتي، لكن سينتهي به الأمر حتمًا إلى الالتفات بعيدًا: هذا الاستنتاج الافتتاحي الذي نشرته صحيفة تورنتو ستار هذا الأسبوع -وهي صحيفة يومية ذات نفوذ كبير في كندا حيث يعيش الشتات الهايتي الثاني في العالم -يقول الكثير عن خيبة الأمل التي تسود هايتي.
وفي الولايات المتحدة، دعت وواشنطن بوست البيت الأبيض إلى “تدخل سريع وعضلي” في بورت أو برنس، غير ان أسئلة كثيرة تثار حول الفوائد قصيرة ومتوسطة المدى لمثل هذا القرار، إذا اتخذه جو بايدن.

في هذه المرحلة، تم تفويض مكتب التحقيقات الفيدرالي فقط لمساعدة الشرطة الهايتية والعدالة من أجل توضيح الأسباب التي دفعت كوماندوس من حوالي ثلاثين فردًا، منهم العديد من القوات الخاصة الكولومبية السابقة، لاغتيال الرئيس جوفينيل مويس الأربعاء الماضي.
وكان رئيس الوزراء الانتقالي قد دعا إلى مساعدة عسكرية لتأمين إمدادات البلاد، الا ان قرارا بهذا المعنى يجب أن يصدر بالضرورة عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حتى يتسنى ذلك.

فشل الأمم المتحدة
من المؤسف أن الأمم المتحدة في هايتي تُلخّص قصة فشل كبير. البعثة الحالية، تحت سلطة الدبلوماسية الأمريكية هيلين لايم، حشدت طيلة عامين “فريق عمل” من 2000 عون، منهم 200 من المغتربين. وتهدف مهمة مكتب الأمم المتحدة المتكامل على عين المكان إلى قيادة الحوار والإصلاحات، وتنظيم “انتخابات حرة وشفافة”، و”إضفاء الطابع الحرفي على الشرطة”، و”الحد من عنف العصابات”، و”إصلاح نظام العدالة وتحسين ظروف السجون”. وكذلك “حماية حقوق الإنسان ومكافحة الإفلات من العقاب «.

برنامج واسع حظي بموافقة حكومة جوفينيل مويس علانية، وحاربته وراء الكواليس. “كما رأينا، تشارك الأمم المتحدة تشارك في هايتي منذ خمسة عشر عامًا في بعثات حفظ السلام، وفشلت القوى العظمى في تحمل مسؤولية الوفاء بوعودها، مما زاد في معاناة السكان”، تقول المحامية ساندرا ويزنر، واحدة من خبراء “معهد العدالة والديمقراطية في هايتي».

وعلى مدى السنوات العشر الماضية، تم ضخ 13 مليار دولار من المساعدات إلى البلاد، مع تأثير ضئيل على تحسين الحياة اليومية لسكانها البالغ عددهم 11 مليون نسمة، نصفهم دون سن العشرين. وعام 2019، أفاد تقرير صادر عن ديوان المحاسبة الهايتي، أن 2 مليار دولار من المساعدات المخصصة للبنية التحتية أو الشرطة قد اختفت ببساطة.