رئيس الدولة والرئيس الأميركي يبحثان العلاقات الاستراتيجية بين البلدين والتطورات الإقليمية
واشنطن وبرلين تحضان على مكافحة معاداة السامية
حضت الولايات المتحدة وألمانيا أمس الخميس على بذل جهود أكبر لمكافحة إنكار المحرقة اليهودية والتقليل من شأنها، وحذرتا من التخاذل أمام انتشار نظريات المؤامرة على شبكة الانترنت.
وأعلن وزيرا خارجية البلدين الحليفين عن مبادرات جديدة للنظر في طرق “مبتكرة” أكثر للاضاءة على المحرقة التي أودت بحياة 6 ملايين يهودي إضافة إلى أقليات أخرى مثل غجر الروما .
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي تزوجت والدته من أحد الناجين من معسكرات الموت في أوشفيتز وداخاو، إن المحرقة تمثل “تقهقرا تدريجيا الى الظلمات” وقد هدفت الى “تشويه سمعة الناس وتجريدهم من إنسانيتهم».
وأضاف خلال زيارته النصب التذكاري لإحياء ذكرى اليهود الذين قتلوا في اوروبا أن “هذا الفهم مُلح بشكل خاص اليوم مع رحيل الناجين من بيننا وارتفاع اصوات الذين ينكرون المحروقة وتلمسهم طرقا جديدة خبيثة لنشر أكاذيبهم”، مشيرا الى ارتفاع حاد في المحتوى المعادي للسامية على شبكة الانترنت.
وظهر تأثر بلينكن بشكل واضح خلال استماعه الى مارغو فرايدليندر البالغة 99 عاما، وهي ناجية من المحرقة تلقي محاضرات عدة أسبوعيا عن تجربتها، حيث تخبر كيف تركت لها والدتها التي قضت في المحرقة قلادة ورسالة تقول “حاولي أن تصنعي حياتك».
وسُمع بلينكن يقول خلال تبادله محادثة معها وهو يجلس القرفصاء إلى جانب مقعدها “لقد قمت بشيء رائع خلال المئة عام الأولى من حياتك. سننتظر المئة عام المقبلة لنرى ما الذي ستفعلينه تاليا؟».
وأعرب نظيره الألماني هايكو ماس عن غضبه حيال المتظاهرين ضد لقاحات كوفيد الذين وضعوا الشارات الصفراء التي كانت ألمانيا تفرض على اليهود تعليقها على ملابسهم، رابطا بين صعود نظريات المؤامرة واقتحام مبنى الكابيتول الأميركي في 6 كانون الثاني-يناير.
وقال ماس “قوة أميركا وألمانيا وأوروبا لا تأتي من تمجيد التاريخ أو تلميع أخطاء الماضي».
وأضاف “قوتنا تكمن في حمل أعباء المسؤولية التاريخية على أكتافنا، دون تحفظات، وفي توحيد جهودنا في البحث عن الطرق الفضلى للمضي قدما».