مع تعطّل حركة التجارة في البحر الأحمر
واشنطن وحلفاؤها يحذّرون الحوثيين من عواقب هجماتهم على السفن
حذّرت 12 دولة على رأسها الولايات المتحدة المتمردين الحوثيين في اليمن من عواقب لم تحددها، ما لم يوقفوا فورًا هجماتهم على السفن في البحر الأحمر التي تتسبب بتعطيل حركة التجارة العالمية بصورة متزايدة.
ومنذ أسابيع، يشنّ الحوثيون هجمات بطائرات مُسيَّرة وصواريخ تستهدف السفن التي يعتبرونها مرتبطة بإسرائيل أو تلك التي يعتقدون أنها متّجهة إلى موانئ إسرائيلية، بالقرب من مضيق باب المندب الاستراتيجي عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر.
وقال ائتلاف الدول في بيان نشره البيت الأبيض «على الحوثيين أن يتحملوا مسؤولية العواقب اذا استمروا في تهديد الأرواح والاقتصاد العالمي وحرية انتقال البضائع في الممرات المائية الأساسية في المنطقة».
وأضاف «لتكن رسالتنا الآن واضحة: ندعو إلى وقف هذه الهجمات غير القانونية فورًا والإفراج عن السفن وطواقمها المحتجزة بشكل غير قانوني».
والدول الموقعة هي أستراليا وكندا وبلجيكا وألمانيا وإيطاليا واليابان ونيوزيلندا وبريطانيا والدنمارك وهولندا.
ووصف مسؤول كبير في إدارة بايدن، الرسالة بأنها «واضحة جدًا»، بدون أن يحدّد العواقب المحتملة. وقال المسؤول لصحافيين بدون الكشف عن اسمه، «لا أتوقع تحذيرًا آخر. أعتقد أن هذا البيان يتحدث عن نفسه».
وأشار إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن تشاور مع فريقه للأمن القومي بشأن «الخيارات» التي يمكن اتخاذها لردع الحوثيين، صباح الأول من كانون الثاني-يناير في حين كان يقضي عطلة في جزر فيرجن الأميركية.
وأعاد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك نشر بيان الدول الـ12 على منصة إكس ، قائلًا «يجب على الحوثيين وقف هجماتهم القاتلة والمزعزعة للاستقرار على السفن في البحر الأحمر». وأضاف أن «المملكة المتحدة ستتخذ إجراءات للدفاع عن حرية الملاحة».
وكانت بريطانيا، حليفة الولايات المتحدة لاسيما في المسائل الأمنية، أصدرت تحذيرًا منفصلًا منذ يومين مؤكدةً استعدادها لاتخاذ «إجراءات مباشرة» ضد الحوثيين. وأرسلت الولايات المتحدة حاملة الطائرات «دوايت دي أيزنهاور» إلى المنطقة، وأعلنت تشكيل تحالف يضمّ 20 بلدًا لحماية حركة الملاحة في البحر الأحمر. كما أرسلت بريطانيا المدمرة «إتش إم إس دايموند» لتعزيز قوة الحماية البحرية البريطانية الموجودة في المنطقة.
وفي أحدث هجماتهم على السفن، أعلن الحوثيون استهداف سفينة حاويات تابعة لشركة الشحن الفرنسية العملاقة «سي أم آ سي جي أم». لكن الجيش الأميركي أكد أن الصاروخين اللذين أطلقهما الحوثيون سقطا في المياه.
على خطّ موازٍ، أعلنت الشركة الفرنسية أنها ستزيد رسومها بمقدار الضعف اعتبارًا من 15 كانون الثاني-يناير لعمليات الشحن بين آسيا والبحر المتوسط.
وخلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي أعلنت المنظمة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحدة أن 18 شركة شحن تغيّر مسار سفنها حول إفريقيا لتجنب البحر الأحمر، الذي يمرّ عبره 15% من التجارة الدولية وفق الأمم المتحدة.
وقال رئيس المنظمة أرسينيو دومينغيز إن هذا «يمثل 10 أيام إضافية إلى الرحلات وتأثيرًا سلبيًا على التجارة وعلى زيادة كلفة الشحن».
وأعلنت شركة الشحن الدنماركية «ميرسك» الثلاثاء أن أسطولها لن يستأنف العبور في مضيق باب المندب حتى إشعار آخر. وبحسب الشركة، أُصيبت سفينة الحاويات «ميرسك هانغتشو» بصاروخ الأحد ثم تعرضت لهجوم من أربعة زوارق تابعة للمتمردين. وأعلن الحوثيون مقتل أو فقدان عشرة من عناصرهم جراء قصف أميركي استهدف زوارقهم، فيما قال الجيش الأميركي إنه أغرق ثلاثة زوارق حوثية وقتل طواقمها.
وأعرب مساعد الأمين العام للأمم المتحدة خالد الخياري عن قلقه بشأن التجارة العالمية وكذلك «خطر جرّ اليمن إلى نزاع إقليمي».