بعد التشاور مع رئيس الدولة واعتماده.. محمد بن راشد يعلن تغييرات في حكومة الإمارات
وجوه مضيئة ومبدعة وناجحة في القرية العالمية بدبي ... (6)
ذكرنا في الأجزاء السابقة أن في القرية العالمية رموزا ووجوها مشرقة ومتألقة ومبتكرة تشارك فيها وتستحق أن تنشر حكاياتها وإبداعاتها وابتكاراتها لتكون في سيرة حياتها قدوة لغيرها.. هؤلاء صنعوا أنفسهم بأنفسهم شاقين حياتهم بمجهوداتهم الفردية حتى تألقوا وذاع صيتهم وأصبحوا ملاحقين من الآخرين يريدون السير على هداهم.. وأنا أعتقد أن مشاركة هؤلاء المبدعين والمبتكرين في القرية العالمية فخر لها قبل أن يكون ذلك فخر لهم, وهم كما يقال إنهم عصاميون من الألف إلى الياء.. وهنا نسرد حكاية إبداع ومثابرة وتصميم على النجاح لإشباع الهوايات ‘لى جانب العمل.
الوجة المصمم والفنان المتنوع علي محمد الأميري
علي محمد الأميري, خطاط ورسام كاريكاتور ومصمم مجوهرات, مشارك في فعالية الإمارات تبتكر بالقرية العالمية بدبي.. ولد علي الأميري عام 1968 في دبي وأنهى مرحلة دراسته الابتدائية في مدرسة الجاحظ بالراشدية, أما الإعدادية والثانوية ففي مدرسة أحمد بن راشد, ثم التحق بالجامعة وتخرج منها حاملا شهادة الشريعة والقانون.. وهو مؤلف لكتاب "قواعد الخط العربي - تمرينات في خط النسخ".
في أوائل المرحلة الابتدائية كان قد زارهم صديق لوالده وأخذ يسأله عن دراسته, وعندما رأى خطة في كراساته إنبهر من جمال خطه وقال لوالده إن مستوى علي ليس الابتدائية بل أعلى من ذلك, وكان هذا الكلام دافعا قويا وحافزا له على الاهتمام بالخط والنبوغ فيه.. قام علي في يوم من الأيام وبين الحصص في المدرسة وكتب البسملة بخط مبهر وعلى عدة أشكال على سبورة الفصل, ولما حضر المعلم ورأى ذلك لم يصدق إلا بعد أن قام على بإعادة ما كتبه أمام معلمه الذي أعجب جدا وانبهر من جمال الخط وطلب من علي أن يكتب كل يوم على السبورة اليوم والتاريخ واسم الدرس, ومن يومها أصبح علي يقوم بذلك يوميا وفي كل حصة مما كان له دافعا قويا لينبغ أكثر في مجال الخط.
كما أن معلم الرسم عندما رأى رسومات علي ومن شدة إعجابه قام بنزعها من الكراس وعلقها على حائط الفصل وكان هذا يتكرر في كل حصة رسم مما ملأ الحائط برسومات علي, وأخذ المعلم يشجعه لينبغ في الرسم وتزداد خبراته ومواهبه فيه, بل رشحه وأوصى بأن يمثل علي دولة الإمارات على المستوى الفني في أي معرض أوفعالية فنية.. كما رشحه المعلم للمشاركة في برنامج ألأطفال "بابا ياسين" في تليفزيون أبو ظبي ولكن ذلك لم يتم لرداءة الجو في يوم الذهاب إلى أبوظبي فألغي الموعد.
ويتذكر علي أن أولياء أمور التلاميذ والطلبة في الحي الذي يعيش فيه كانوا يطلبون من علي عمل الوسائل التعليمية لأبنائهم عندما لاحظوا موهبته الفنية الكبيرة وكان علي يقوم بذلك سعيدا وفرحا لشهرته وذيوع صيته في الحي أو الفريج كما يقول.. وأما في المرحلة الإعدادية كان والده قد انتقل إلى الرفيق الأعلى وبقي تحت رعاية والدته التي كان لها تذوق فني فكلما رأت في الصحف خط أو صورة أو رسم جميل تقوم بقصه وإعطائه لعلي للاحتفاظ به, وتطور لديه الخط العربي والرسم الفني أكثر وأكثر ووصل إلى حد النبوغ.. وتكرر كل حدث معه في المرحلتين السابقتين في المرحلة الثانوية خلاف مشاركاته في المسابقات الفنية والخطية والفوز بجوائزها.
دخل علي عدة دورات وورش عمل فنية بتشجيع من والدته لتطوير موهبته الفنية ألى أن وصل إلى المرحلة الجامعية وتخرج حاملا شهادته الجامعية, ولكن أثناء تلك المرحلة تعرض علي لوعكة صحية أثرت على صحثه وآداءه بل وعلى حياته.. وكان علي خلال تلك المرحلة يدير ورش عمل ودورات للطلبة لتعليمهم الخط واللغة العربية والرسم, كما كان يشارك بما يقوم به هو وزملاءه الطلبة من لوحات فنية وخطوط في المعارض الفنية وكان دائما إناجه يلقى الاستحسان.. كما كان يتم استدعاؤه لإقامة الدورات وورش العمل من قبل الجامعات والمؤسسات الحكومية والعامة والمدارس والجمعيات لتعليم الطلبة والهيئات التدريسية والموظفين اللغة العربية فنون الخط العربي.
ويقول على أن أهم الدورات التي قادها هي دورة تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها للإناث من الجالية اليابانية بتكليف من جمعية النهضة النسائية في دبي والتي استمرت لفترة طويلة, ومن شدة تألقه وإتقانه طلبت الحاضرات تمديد وقت الدورة من شدة استمتاعهن وإعجابهن بما يقدمه علي وتم ذلك لهن, ولاحظ علي خلال الدورة أن هناك إحدى الحاضرات تنظر إليه ، وفهم من المترجمة أنها إشترت كتابه من أحد مكتبات دبي وظنت أن مؤلفه من العصور السابقة وأنها بكت عندما علمت أنه مؤلف الكتاب.
ويقول علي أنه يشعر بالفخر الشديد بأن كتابه موجود كمرجع في مكتبة الحرم النبوي الشريف, حيث لاحظ وجوده هناك ويباع في المكتبات في المدينة المنورة أثناء آدائه فريضة العمرة.. كما يقول أنه دون بريده الإلكتروني على صفحة الغلاف الأخير للكتاب فاتصل به أحد مدراء الأكاديميات في إندونيسيا الذي رأى الكتاب في المكتبات أثناء آداء فريضة العمرة ودعاه لتدريس منهج الخط العربي واللغة العربية في هذه الأكاديمية.. والجدير بالذكر أن كتاب علي قد وزع في كل الدول الخليجية وفي الكثير من الدول العربية وبعض دول أوروبا كإيطاليا وألمانيا وغيرها.
ويروي علي حكايته مع مكتبة المجرودي حينما عرض على مدير الفرع توزيع كتابه ولكن المدير رفض ذلك, وعندما ذهب على لآداء فريضة العمرة وجد كتابه في مكتبة المجرودي هناك, فسأل علي مدير الفرع الذي لا يعرفه كمؤلف للكتاب عن عدد نسخ الكتاب لديه فقال أنه يوجد لدية سوى نسختان فقط وأن الكثير يطلبون هذه الكتاب وخاصة إيطاليا, فعرفه علي بنفسه وأخبره برفض مدير فرع دبي بتوزيع الكتاب.. على الفور اتصل هذا المدير بفرع دبي طالبا الحصول على المزيد من نسخ الكتاب فإتصل نفس المدير الذي رفض قبل ذلك هذا الكتاب مع علي طالبا منه الكثير من النسخ لكن علي رفض بحجة أنه ليس لديه نسخ من الكتاب وكان ذلك عقابا له على رفضه المسبق.
أما بخصوص فن الكاريكاتور فقد ابتدع علي ابتكارا جديدا للكاريكاتور بإدخال الخط العربي كتابة بدلا من استعمال خط الكمبيوتر مثلما يفعل الكثير من الرسامين.. ورسم الكثير والكثير من الرسومات التي نشرتها بعض الصحف والمجلات, وطلبتها منه بعض القنوات التليفزيونية لعرضها في فترات الفاصل في مباريات كرة القدم مباشرة سواء المباريات المحلية أو الدولية.. واستضافته بعض المحطات ليروي حكايته مع فن الخط وفن الكاريكاتور, كما أذيع عنه الكثير في بعض برامج الحوارات الرياضية والفنية.
أما حكاية علي الأميري مع تصميم المجوهرات فيقول أنه أراد أن يخرج بإبداعات جديدة إضافة إلى إبداعاته الأخرى وهي موهبة تصميم المجوهرات بطريقته الخاصة, وقام بدراسة كل شيء عن الذهب والفضة وتعمق فيها حتي تتكون لديه خبرة كبيرة وواسعة في هذا المجال وتفيده ليكون له لونه وتصميمه الخاص به وبالماركة الخاصة به التي إتخذها لذلك.. قام بتصميم القطع العديدة من المجوهرات مستخدما الخط العربي بقواعده ومستخدما كل أنواع الخطوط العربية, ودائما ينفذ من كل تصميم قطعة واحدة فقط, ويقوم بالتصميم أيضا حسب إحتياجات العملاء واختياراتهم مستخدما فصوص اللماس مع الذهب, ويتفرد في تصميماته عن الشركات المصممة الأخرى بجودة الآداء اللغوي العربي, وأصبح له بصمته الخاصة من خلال الماركة الخاصة به والتي تحمل اسم الأميري.
الجدير بالذكر أنه يتعاون مع شركة نون ضمن المشاريع التي ترعاها وتقوم بالتسويق لها.. كما شارك علي بما يصممه من المجوهرات في العديد من معارض المجوهرات المختلفة في الدولة, وآخرمشاركاته معرض الإمارات تبتكر بالتعاون مع وزارة تنمية المجتمع.. وعلي محمد الأميري يطمح أن يكون عالميا في كل مجلات فنونه وهواياته بان يكون معروفا عالميا بخطوطه المبهرة في مجال الخط العربي, وفنان كاريكاتور يشار إليه بالبنان في كل مكان, ومصمما عالميا بفكرته وماركته الجديدة وبتصميماته المتفردة التي لم يسبقه أحد فيها.. إن القرية العالمية بدبي لابد وأن تفخر أن منانا متعدد المواهب مثل علي محمد الأميري الذي يعتبر نفسه فنان بمعنى الكلمة سواء في الخط العربي أو في رسومات الكاريكاتور أو في تصميماته للمجوهرات كان أحد العارضين فيها على أرضها وفي ساحتها مشاركا ضمن المبتكرين.