وجوه مضيئة ومبدعة وناجحة في القرية العالمية بدبي... (4)
ذكرنا في الأجزاء الثلاثة السابقة أن في القرية العالمية رموزا ووجوها مشرقة ومتألقة ومبتكرة تشارك فيها وتستحق أن تنشر حكاياتها وإبداعاتها وإبتكاراتها لتكون في سيرة حياتها قدوة لغيرها.. هؤلاء صنعوا أنفسهم بأنفسهم شاقين حياتهم بمجهوداتهم الفردية حتى تألقوا وذاع صيتهم وأصبحوا ملاحقين من الآخرين يريدون السير على هداهم.. وأنا أعتقد أن مشاركة هؤلاء المبدعين والمبتكرين في القرية العالمية فخر لها قبل أن يكون ذلك فخر لهم, وهم كما يقال أنهم عصاميون من الألف إلى الياء.. وهنا نسرد حكاية إبداع ومثابرة وتصميم على النجاح رغم كل الظروف الحلوة والمرة.
الوجة العصامي الناجح مها خفاجي
هي سيدة سعودية استطاعت أن تجعل ظروفها دافعا للنجاح بقوة وأن تحقق لنفسها ما فاتها وأن تكون ذات حيثية في مجتمع وطنها وخارج وطنها ليشار إليها بالبنان كقدوة مثالية في عصاميتها يقتدي بها غيرها للوصول إلى الهدف المرام والذي نهايته نجاح باهر.. وهي الآن بالقرية العالمية تشارك بإبداعاتها في مجال السبح والإكسسوارات واللعب بالحجارة الكريمة بأنواعها في جناح المملكة العربية السعودية وأن وجودها ومشاركتها في القرية العالمية في رأيي يعتبر مكسبا للقرية العالمية بان تتواجد فيها شخصية عصامية مثابرة مثلها.
والسيدة مها خفاجي من مواليد مكة المكرمة ومن أسرة حرفية فنية فيها الشاعر والحرفي والطبيب الفنان.. درست في مكة المكرمة في مرحلتها الإبتدائية والمتوسطة, وتزوجت في سن مبكرة مما أوقف دراستها عند المرحلة المتوسطة ولم تستطع إكمال تعليمها, وأنجبت خمسة أبناء منهم إثنان أطباء إنخرطا في سلك الطب والتمريض, وهي تعتبر أن أبناؤها هم السند الحقيقي لها في حياتها البيتية والعملية والتعليمية والحرفية.. ألحوا على والدتهم وأصروا أن تكمل تعليمها الذي حرمت منه بسببهم وساندوها في ذلك من خلال الدورات وثقافة حب المهنة بعد ذلك.
بدأت السيدة مها حياتها التجارية وبتشجيع ومساندة ومعاونة أبناؤها منذ 18 عاما, بدأت بتجارة الملابس ثم تجارة الحقائب وبعدها تجارة الماكياج وأدوات التجميل وقطعت شوطا كبيرا فيه إستمر خمسة أعوام.. ومنذ عشرة أعوام بدأت العمل في الحرف اليدوية لأنها في رأيها إرتقت بها وزادت من ثقافتها وعلمها في كل المجالات أكثر مما تعلمته في المدارس التعليمية لأنها تعمل فيها بحب بالغ دفعها إلى الإبداع والإبتكار في عملها وتلبية رغبات العملاء, وتعرفت على ثقافات متعددة من مختلف الدول وإنتهى بها المطاف في اللعب بالأحجار الكريمة وتصنيع السبح والأكسسوارات المتعددة منها.
إن إبداعاتها في السبح والإكسسوارات والأحجار الكريمة تتميز بلمسات لا توجد إلا لديها فعلى سبيل المثال لديها تولات من من الأحجار الكريمة المضافة في نهاية السبحة ومعبأة بدهن العود تترك عبيرا مدهشا في أيدي من يستعملهاوتضيف قيمة ولمسة إضافية للسبحة, كما لها الإضافات من بعض الثقافات الإسلامية كنوذج لمفتاح الكعبة المشرف المصنوع من الفضة الخالصة والذي لا يوجد إلا لديها وفي تصاميمها فقط, ودلاية أخرى على شكل الحجر الأسعد بالكعبة المشرفة, وأخرى على شكل الكعبة المشرفة نفسها وقكع من خشب العود الصافي وكثير من من الإبداعات المميزة والتي تجهل سبحاتها أكثر تميزا.. كما أنها تلعب بحجر الكهرمان البولندي الذي يتراوح عمره حوالي 29 ألف عام وأكثر وبشهادة من هيئة الكهرمان البولندي.. وتلعب أيضا في صناعاتها بأجود أنواع العاج والمرجان التونسي والعقيق اليمني والياقوت والزمرد الخام والفيروز ووأجود أنواع حجر الأميتيست الذي يسمى حجر مملكة سبا وأيضا الأميرويدز واللأبروا دوريت الذي يسمى بحجر الطاووس لأن كل حبة منه بلون معين مما يبدو في النهاية في لمعانه ووتشكيله كالطاووس,. وتقوم بصناعة الإكسسوارات النسائية إلى جانب السبح والمميزة من نفس تلك الأحجار وتقوم بتصنيع وعمل قطعة واحدة فقط من كل تصميم.
وسعت هذه الحرفة مدارك الثقافة لديها على مستوا عاليا أصبحت تشارك في جميع المواسم العربية والدولية مما أهلها لأن تكون إحدى رائدات السبح واللعب بالحجارة الكريمة.. وكانت بداية مشاركاتها بإبداعاتها في موسم الطائف ومهرجانات الخيل والهجن ومن شدة حرصا كانت تحضر يوميا من بداية اليوم حتى منتصف الليل لتوصل إبداعها في هذا المجال إلى أكبر قدر ممكن من محبي الأحجار الكريمة.. كما وشاركت كل مواسم ومهرجانات المملكة السعودية وخصوصا مواسم الرياض وجدة ومهرجان الجنادرية وسوق عكاظوكان لها فيها بصمة واضحة وظاهرة للعيان حتى أن صيتها جال وصال وطاف في الآفاق مما جعل أهل الفن كأصالة يكونوا زبائنها الدائمين لتصنع لهم حليهم الخاصة. ولأن السيدة مها خفاجي عضوة وإبنة للغرفة التجارية في مكة المكرمة شاركت في كل فعاليات ومعارض الغرفة منذ عشرة أعوام مما أهلها ذلك للمشاركة الدولية خارج المملكة والتي بدأتها بدولة الإمارات العربية المتحدة بعدة مشاركات فيها في المعارض والمولات التجارية..
وهي الآن في القرية العالمية بدبي تشارك فيها للمرة الأولى بإنتاجها وإبداعاتها من السبح والإكسسوارات من الأحجار الكريمة في جناح المملكة العربية السعودية بترشيح من هيئة التراث والثقافة السعودية وبنك التنمية الداعم لها لأنها تمثل حرفيات مكة المكرمة في صناعة السبح المميزة والتي جعلت ضيوف الجناح وضيوف القرية العالمية يترددون عليها بإستمرارلإقتناء إبداعاتها وأصبحوا زبائن دائمين لها يترددون على محلها كلما حضروا للقرية العالمية لأن إبداعاتها فيما تصنعة كما ذكرنا يتميز بلمسات لا توجد إلا لديها وتجعلها مميزة عما يعرض مثلها في الأجنحة الأخرى رغم ارتفاع قيمتها الشرائية عن غيرها. وأخيرا تقول السيدة مها خفاجي بأنها تفخر بأشياء كثيرة, تفخر أنها إبنة مكة المكرمة التي شرفها المولى عز وجل بالمسجد الحرام والكعبة المشرفة, تفخر بأنها عصامية قامت ببناء نفسها وشخصيتها كما تحب وتهوى, تفخر بأنها قامت بعمل متفرد لا يعمله أحد سواها, تفخر أنها تعمل السبح التي يستعملها المسلمون في تسبيحهم لله جل وعلا مما ينوبها جزء من الثواب, تفخر بأبناءها الذين كانوا سندها وعونها في كل شيء في حياتها وإكمال تعليمها وفي عملها وإبداعها, وتفخر بمشاركتها بجناح المملكة العربية السعودية بالقرية العالمية بدبي, وأخيرا تفخر أنها في دولة الإمارات العربية المتحدة
وجه الخير المبدعة ماما ثريا
ثريا حديد سبت أو ماما ثريا, تشارك في القرية العالمية منذ خمسة أعوام, بدأت مشوارها التجاري في عام 2007 من البيت كانت تصنع شيئا من لاشيء, ثم توسعت ونمت أعمال مشروعها الذي ونما رويدا رويدا حتى أصبح مشروعا كبيرا, وإفتتحت محلا لها في سوق نايف.. إن ماما ثريا بدأت مشروعها بالدكشة التي هي هبارة عن قطعة من الخيش والقماش يلف بها أي أدوات أو أشياء مثل أدوات حفظ الطعام غيرها.. وتطور هذا العمل أكثر فبدأت بعمل حقائب اليد للسيدات من الخيش ووضعت عليها رموزا إماراتية تراثية مثل البرقع ورموزا أخرى, ثم عملت أيضا حقائب أكثر تطورا وأدخلت فيها أشكال تراثية مثل السدو والغترة الرجالية الحمراء, ثم طورتها أكثر وعملت حقائب صغيرة من القماش الممنقوش وطرزتها بالتلي.. ثم عمل الكدشة الرجالي والتي يستعملها الرجال لحمل الأشياء والأدوات فيها, وعملت أكياس كأغطية لدلات القهوة وأغطية علب المناديل الورقية وأشياء أخرى كثيرة وكلها مزينة أيضا برموز تراثية.. وعملت صناديق للهدايا بمقاسات وأحجام مختافة من الحديد المصبوغ من الخارج بتشكيل مختلف من قطعة لأخرى.. ولم تنس الأطفال فعملت لهم صديري من السدو, وأيضا حقائب ظهر مصنوعة من السدو ومن قماش الإيزار الرجالي ووضعت عليها الصور التي تعجبهم ويحبونها..
ان كل ما عملته السيدة ثريا صناعة يدوية من الألف إلى الياء.. وشاركت السيدة ثريا في معارض كثيرة داخل الدولة وخارجها في الكويت وفي الرياض بالسعودية وغير ذلك وستضل تشارك في القرية العالمية بدبي وفي أي معرض يتاح لها المشاركة فيه. والشيء الرائد والعظيم والمبهج أن السيدة ثريا أوقفت ريع ما تبيعه مما تعمله كوقف للغارمين المديونين تدفع منه لهم لفك أزماتهم وتسديد ما عليهم من ديون.. وبهذا العمل إستحقت أن تكرمها جهات عديدة داخل وخارج الدولة وهي تعتز بكل هذا خاصة الوسام الذي منحه لها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد.. كما كرمها مجلس سيدات الأعمال بعجمان بدرع المجلس.. ونالت تقديرا من الدائرة الإقتصادية برأس الخيمة برخصة الغد.. وحصلت على الكثير والعديد من التكريمات وشهادات التقدير من مختلف المؤسسات بالدول الخليجية.. كما أنها تعتز كثيرا بشادة التقدير التي منتحتها إياها أم الإمارات الشيخة فاطمة بنت مبارك حرم المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.