رئيس الدولة والرئيس القبرصي يؤكدان أهمية العمل على ترسيخ أسباب السلام والاستقرار الإقليميين
وول ستريت جورنال تكشف خطة إسرائيلية سرّية لغزة
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن إسرائيل تضع خطة سرية لتكليف شخصيات فلسطينية معارضة لـ "حماس" توزيع المساعدات في غزة، الأمر الذي يواجه معارضة شديدة من الحركة ويقسم مجلس الحرب في إسرائيل. وتنسب "وول ستريت جورنال" إلى مسؤولين إسرائيليين وعرب إن مسؤولين أمنيين إسرائيليين يعكفون بهدوء على تطوير خطة لتوزيع المساعدات في قطاع غزة يمكن أن تؤدي في النهاية إلى إنشاء سلطة حكم بقيادة فلسطينية هناك.
أجرى مسؤول دفاعي إسرائيلي كبير محادثات لحشد دعم لجهود ناشئة لتجنيد قادة فلسطينيين ورجال أعمال الذين ليس لهم صلات بحركة حماس في توزيع المساعدات.
وأوضح مسؤولون إن المساعدات ستدخل براً وبحراً بعد تفتيش إسرائيلي وستتجه إلى مستودعات كبيرة في وسط غزة حيث سيقوم الفلسطينيون بعد ذلك بتوزيعها، وعندما تنتهي الحرب، سيتولى المسؤولون عن المساعدات الحكم. ومثل هذا الجهد بعض الخطوات الأولى التي بدأت إسرائيل اتخاذها لملء فراغ السلطة الذي خلفه غزوها لقطاع غزة في أعقاب هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول).
وضغطت الولايات المتحدة على إسرائيل لبذل المزيد من الجهد لتوصيل المساعدات الإنسانية لسكان غزة ووضع رؤية واضحة لإدارة غزة بعد الحرب.
وواجهت جهود الإغاثة بالفعل عقبات وقد تنهار، وهي لا تحظى حتى الآن بدعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، نظرا لأن بعض المشاركين ينتمون إلى حركة فتح..
وقال مسؤول إسرائيلي كبير من مكتب رئيس الوزراء: "غزة سيديرها أولئك الذين لا يسعون إلى قتل إسرائيليين".
ولكن مسؤولاً إسرائيلياً آخر لفت إلى أن معارضة حماس الشديدة قد تجعل الخطة غير قابلة للتنفيذ.
يشار إلى أن الفوضى السائدة في أنحاء غزة أحبطت إدارة بايدن والجيش الإسرائيلي والمنتقدين داخل حكومة الطوارئ التي شكلها نتانياهو.
ويعتبر هؤلاء أن التوزيع المنظم للمساعدات مستحيل حالياً، وأن حماس تستطيع إعادة فرض نفسها في ظل فراغ الحكم.
ويقولون إن هناك حاجة إلى قوة يمكنها توزيع المساعدات بشكل فعال في غزة، ومن الناحية الواقعية سيتم ربط هذه القوة بالسلطة الفلسطينية، أو الحكومة التي تتخذ من الضفة الغربية مقراً لها.
ويرى اللواء غسان عليان، رئيس الذراع الأمنية الإسرائيلية المشرفة على الشؤون المدنية في المناطق الفلسطينية، أن جهود المساعدات جزء مهم من خطة إسرائيل لإخلاء مدينة رفح، آخر معقل لحماس، قبل الهجوم على المدينة الحدودية.
وتضيف الصحيفة أن شبكة توزيع المساعدات ستطعم ما بين 750 ألفاً إلى مليون شخص في مخيمات النازحين التي خططت إسرائيل لاستيعاب سكان رفح، والتي تضخمت مع لجوء سكان غزة إلى هناك.
وقال أحد المسؤولين إن رؤية عليان هي أن يشكل الفلسطينيون المناهضون لحماس "سلطة إدارية محلية" لتوزيع المساعدات، مما يؤدي إلى استبعاد الجماعة المسلحة من هذه العملية.
وأثارت هذه الجهود تهديدات من حماس، وقد وصفت المجموعة أي شخص يعمل مع الإسرائيليين بالخائن وهددتهم بالقتل.
وفي الأيام الأخيرة، تراجعت العديد من العائلات الفلسطينية التي كان يُعتقد في السابق أنها منفتحة على الفكرة.
ولم تضطلع حماس بأي دور رسمي في توزيع المساعدات في غزة لكنها تنظر إلى الخطة الإسرائيلية الناشئة كوسيلة لإنشاء هيكل حكم مستقل.
وتريد حماس تكليف الأمن إلى قوى غير سياسية تعمل بموافقتها، كما قال حسام بدران، عضو المكتب السياسي لحماس، في مقابلة أجريت معه مؤخراً، مضيفاً أن أي ترتيب أمني دائم يجب أن تشرف عليه حكومة وحدة وطنية فلسطينية مستقبلية تدعمها جميع الفصائل وليس الكيانات الأجنبية. وأضاف أن “الأمن سيكون من مسؤولية حكومة الوفاق الوطني”.