رئيس الدولة والرئيس التركي يؤكدان ضرورة تكثيف الجهود لخفض التصعيد والعودة إلى الحوار
وول ستريت جورنال: ماذا سيقول بايدن في 11 سبتمبر؟
رأى الكاتب في صحيفة “وول ستريت جورنال” وليم ماكغورن أن الرئيس الأمريكي جو بايدن سرع الانسحاب من أفغانستان من أجل خطاب يريد أن يلقيه، متسائلاً “ماذا سيقول جو بايدن في 11 سبتمبر (أيلول)؟»
وكتب “نحن نعلم ما كان يخطط لقوله. كان يأمل استغلال الذكرى العشرين لإعلان نفسه الرئيس الذي نجح في ما لم يفعله أحد من أسلافه، جورج دبليو بوش، وباراك أوباما، ودونالد ترامب، إنهاء الحرب التي لا تنتهي في أفغانستان. وكان الغرض من الموعد النهائي المصطنع توفير خلفية دراماتيكية للخطاب الذي أراد أن يلقيه».
ولكن المَخرج الفاشل أفسد تلك الخطة. والأسوأ من ذلك أنه استسلم نهائياً للأصوليين الإسلاميين. 11 سبتمبر بات ما قصدوه في 2001، يوم انتصارهم.
ولفت إلى أن جزءاً من هذا الانتصار يعود إلى القاعدة الذي نقش تاريخ 11 سبتمبر في ذاكرة أمريكا. استعاد قادة القاعدة اليوم الملاذ الذي اعتادوا عليه للتخطيط لهجمات 11 سبتمبر وتنفيذها.
ولفت الكاتب إلى أن انتصار طالبان أكبر من ذلك أيضاً. فخلال عطلة نهاية الأسبوع، نشرت الدعاية المنسوبة إلى وحدة بدري 313 في الحركة، صورة لمقاتليها بملابس أمريكية بعد الاستيلاء عليها، ورفعوا علم طالبان في محاكاة ساخرة لصورة مشاة البحرية الشهيرة في الحرب العالمية الثانية، وهم يرفعون العلم الأمريكي على فوهة أيوجيما بجزيرة سوريباتشي اليابانية. ويتساءل الكاتب بسخرية “لمَ لا؟، لقد انتصروا».
التنفيذ الفاشل
بالعودة إلى الجبهة الداخلية، يجادل البعض أن الأمر يتعلق فقط بالتنفيذ الفاشل، لا بقرار الانسحاب نفسه. كما يتهم البعض الرئيس بايدن بالتخلي عن المسؤولية بالخلط عمداً بين الإثنين، وهو ما فعله مرة أخرى يوم الأحد بتأكيد على مدى “صحته المطلقة” في توجيه الدعوة إلى الإجلاء.
ولكن هناك ذريعة أكثر وضاعة في تبرير الخطأ، مضمنة في خطوط متقطعة مثل “20 عاماً من الفشل».
كانت أخطاء الولايات المتحدة في أفغانستان حقيقية ومتعددة وغالباً ما كانت مكلفة. لكن شطب المشروع برمته، لأنه فاشل ولأن أفغانستان لم تحول نفسها إلى بلجيكا في 20 عاماً ليس أمراً جاداً.
نعم، كان هناك الكثير من التفاؤل بإعادة تشكيل أفغانستان ديمقراطية ليبرالية. لكن معياراً أكثر تواضعاً للنجاح كان يمكن أن يتيح تجنب الأسوأ، وهو الانتصار الساحق لطالبان. تماماً كما فعلنا في كوريا، حيث لدينا 28500 جندي أمريكي، ولا تزال هناك رسمياً “حرب أبدية” بين الشمال والجنوب.فبقدر ما كانت الحكومة الأفغانية فاسدة وعاجزة، فإنها كانت بمثابة تحسن كبير عن سابقتها، والآن خليفتها، ناهيك عن النساء والفتيات الأفغانيات اللواتي توشك حياتهن على العودة إلى عصور ما قبل القرون الوسطى.
وبغض النظرعن الحمق الذي ارتكبته أمريكا، ليس مؤكداً أن هؤلاء الأفغان اليائسين الذين يتسلقون الجدران في مطار كابول سيوافقون على أن كل ذلك كان “20 عاماً من الفشل».
ناهيك عن الضرر الذي لحق بمصداقية الولايات المتحدة. ويقول الكاتب إن “التحالف العسكري الأهم، الناتو، يقف محطّماً وبلا مصداقية بسبب الرجل الذي قاد حملته بصفته خبيراً متمرساً في الشؤون الدبلوماسية».
ووصف أرمين لاشيت، المرشح الأوفر حظاً ليصبح المستشار الألماني الجديد، الانسحاب بـ “كارثة”. وفي المملكة المتحدة، ظهرت في مناظرة في مجلس العموم صفات مثل “مخز” و “قاسية ومهينة”. هذا من أصدقائنا.
وتسأل الكاتب “الذين لا يزالون يعتقدون أن بايدن كان على حق بالانسحاب، هل يؤمنون أيضاً بتأكيداته أن خسارتنا للمعلومات الاستخباراتية على الأرض، وقاعدة جوية في جزء استراتيجي من العالم وحليف بدل ذلك العدو في كابول، ستعويض بقدرات في الأفق”؟.
11 سبتمبر
وإذ يقرّ الكاتب بأن “معظم الأمريكيين أرادوا دائماً عودة رجالنا ونسائنا” بالزي العسكري إلى الوطن، فإنه يلفت إلى أن” الشعب الأمريكي ليس أطفالاً».
وخلص إلى القول: “بعد ثلاثة أسابيع، سنحتفل بالذكرى العشرين للهجوم الأكثر دموية على أرض أمريكا. والذين وفروا المأوى للإرهابيين الذين نجحوا في ذلك، سيكونون محتفلين في كابول.
فما الذي يمكن أن يبتكره كتاب خطابات جو بايدن الآن، ولا يزيد الأمر سوءاً؟».