رئيس الدولة ونائباه يهنئون المحتفلين بعيد الميلاد في دولة الإمارات والعالم
يسعى للحوار مع حلفاء بوتين.. مناورة زيلينسكي تحرج الصين
أمضى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي 13 شهراً في انتظار تلقي مكالمة هاتفية من نظيره الصيني شي جين بينغ، بينما كان نظيره الروسي فلاديمير بوتين يلقى آذاناً صاغية من شي بينغ حتى قبل بدء الغزو الروسي بوقت طويل.
وفي العلن، التمس الرئيس الأوكراني للصين العذر، وآثر أن ينظر لما جاء في اقتراح السلام الصيني من إيجابيات مواسياً نفسه بحقيقة أن الأسلحة الصينية لم تتدفق بعد على ساحة المعركة من الجانب الآخر لدعم حرب الاستنزاف، وذلك حسب تقرير لمجلة “نيوزويك” في موقعها الإلكتروني.
وفي منتصف شهر مارس -آذار، وقبل أن يسافر شي إلى موسكو لعقد أول لقاء له هذا العام مع بوتين، أفاد تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” بأن من المرجح أن يُجري الزعيم الصيني الاتصال الهاتفي الذي طال انتظاره مع زيلينسكي في أعقاب تلك الزيارة. وبعد أسبوعين، قال زيلينسكي بأنه لا يزال في انتظار هذا الاتصال.
وحسب التقرير، فإن من شأن إجراء محادثة مباشرة بين الزعيمين أن يضفي بعض المصداقية على دور الصين كصانعة سلام في أوروبا بعد نجاحها الأخير في الشرق الأوسط.
لكن يبقى السؤال مفتوحاً، وفق التقرير، عما إذا كانت الصين ترغب حقاً في الانخراط في تحديات مستعصية خارج حدودها.
وأوضح التقرير أنه رغم انحياز بكين الشديد لموسكو، فإن تعويل كييف ذاتها على هذه المسألة قد وضع شي في موقف محرج؛ فبغض النظر عن كل شيء قاله أو فعله الرئيس الصيني حتى الآن، لم تتراجع عزيمة زيلينسكي عن السعي للحوار مع أهم حلفاء بوتين.
من الأفضل لنا أن نتحاور
يقول ميريزكو، وهو نائب بالبرلمان الأوكراني عن حزب “خادم الشعب” الذي ينتمي إليه زيلينسكي: “سيثير زيلينسكي مسألة قدرة الصين على وقف العدوان الروسي إذا أرادت ذلك فعلاً، وربما يطلب من شي استغلال نفوذه لدى بوتين لحمله على وقف العدوان وسحب القوات الروسية من أراضي أوكرانيا».
وصرحت ماو نينغ، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، بأن بكين على اتصال “بجميع الأطراف المعنيين، بما في ذلك أوكرانيا”. وقالت يوم الأربعاء إنه ليس لديها معلومات عن المحادثات المقبلة على مستوى القادة كما أنها “ليست على علم” بدعوة زيلينسكي إلى شي.
ويقول خبراء مختصصون في هذا الشأن بأن اقتراح السلام الذي قدمته بكين والمكون من 12 نقطة لإنهاء الحرب، وأخبار المحادثات المحتملة مع زيلينسكي، قد خففا بشكل فعال من مواجهة شي في الكرملين. وفي غضون ذلك، سارع بوتين إلى التأكيد مرة أخرى على التعاون الروسي- الصيني كشراكة “بلا قيود أو محظورات».
ويرى زيلينسكي أن فتور شي حيال قرع بوتين لطبول الحرب النووية يُمثل إشارة إلى وجود حدود لعلاقات الصين “القوية” مع روسيا. في الوقت نفسه، ستدرك كييف قدرتها المحدودة على التأثير في بكين.
سياسة محفوفة بالخطر
وأوضح التقرير أن تحالف بكين مع موسكو وإحجامها عن إقصاء شركائها الاقتصاديين المهمين في الغرب يعني أن سياستها تجاه أوكرانيا كانت منذ البداية تحركاً يتسم بالخطورة.
ووفق التقرير، الصين هي القوة الكبرى الوحيدة التي توفر ظروفاً ربما تضع حداً لحرب روسيا التي استمرت عاماً كاملاً. وعلى الرغم من ذلك، ووفقاً لمنظور كييف، فإن فشل الاقتراح في المطالبة بالانسحاب غير المشروط لقوات موسكو هو عيب فادح.
لكن أوكرانيا لديها أساليبها الخاصة لرفض وجهات نظر الصين بشأن الطريق الصحيح للسلام دون الإعراب عن ذلك صراحةً. وفي الوقت المناسب، يقول التقرير، سيكون لها الحق كذلك في السماح للدول الغربية التي تساندها بقوة، بمن فيهم الرئيس الأمريكي جو بايدن، بالتحدث نيابة عنها.