«التايمز»: بوتين يزداد تمسكاً برئيس أركانه «المسن» جيراسيموف

«التايمز»: بوتين يزداد تمسكاً برئيس أركانه «المسن» جيراسيموف


رغم بلوغه السبعين يوم الاثنين الماضي، يستعد الجنرال فاليري جيراسيموف لمرحلة جديدة في منصبه رئيساً لهيئة الأركان العامة الروســـية، خصوصاً بعد نيله وسام الشجاعة، هدية في عيد ميلاده من زعيم الكرملين، فلاديمير بوتين.
ووفق تقرير لصحيفة «التايمز» البريطانية، فإن بوتين لا يبدي أي مؤشر على إقالة جيراسيموف، رغم تجاوزه سنّ التقاعد، مثيراً بذلك استياء واسعاً داخل الجيش والنظام السياسي، الداعي إلى تجديد الدماء، مع تجاوز العديد من السياسيين والعسكريين الكبار حاجز الـ 70. 
ولا يحظى جيراسيموف، الذي شغل منصبه لأكثر من 13 عاماً، وهي أطول فترة منذ عصر القياصرة، بشعبية كبيرة بين الجنود والضباط، إلا أنه يظل «رجل بوتين المفضل» وفق وصف «التايمز».
ولد جيراسيموف في عائلة عاملة في قازان جنوب غربي روسيا، والتحق بالجيش بعد تخرجه، ثم ترقى سريعاً خلال حرب الشيشان الثانية، ولم تكن له صلات سابقة ببوتين، لكن منذ تعيينه عام 2012، أصبح رفيقاً دائماً للرئيس في التدريبات العسكرية والإحاطات. 
ويجعله دوره كرئيس للأركان مسؤولاً عن تنفيذ الأوامر العليا ونقل مخاوف الجيش إلى القيادة، لكن الكثيرين يشككون في قدرته على المهمة الثانية؛ إذ تدهورت علاقته بجنوده بشكل كبير مع بدء الحرب في أوكرانيا عام 2022، حيث كان من القلائل الذين أطلعهم بوتين على خططه. 
ووفقاً لمسؤول دفاعي بريطاني، كان جيراسيموف يعلم أن فكرة الاستيلاء السريع على أوكرانيا مقامرة في أحسن الأحوال، أو خيالاً في أسوأها، على عكس سلفه المارشال نيكولاي أوغاركوف، الذي اعترض بشدة على غزو أفغانستان عام 1979، لم يبد جيراسيموف أي قلق بشأن أوكرانيا.

الولاء أولاً
وفي تفسير تمسّك بوتين بجيراسيموف، يرى تقرير «التايمز» أن زعيم الكرملين دائماً ما يعتمد «الولاء على الكفاءة»، كما يلفت إلى أن تمرد يفغيني بريغوجين، زعيم فاغنر عام 2023، عزز مكانة رئيس الأركان.
كما أن البدائل المحتملة لجيراسيموف تبدو محدودة؛ إذ كان الجنرال سيرجي سوروفيكين (58 عاماً)، وهو قائد سابق في القوات الخاصة، مرشحاً محتملاً بفضل خبرته في أفغانستان والشيشان وسوريا، لكنه فقد ثقة بوتين بسبب ارتباطه ببريغوزين.
أما العقيد الجنرال أندريه موردفيتشيف (49 عاماً)، قائد القوات البرية، فيُعتبر ناجحاً في الحرب، لكنه يفتقر إلى السلطة الكافية، وقد لا يُعتبر موالياً بما يكفي. كذلك، العقيد الجنرال ميخائيل تيبلينسكي (56 عاماً)، قائد المظليين، يحظى بشعبية بفضل كفاءته، لكنه يتجنب المنصب الذي يُرى كـ»كأس مسمومة».

الحرب إلى استنزاف
ترى «التايمز» أنه ببقاء جيراسيموف في منصبه، فإن النهج الاستراتيجي لروسيا في أوكرانيا لن يتغير على المدى القريب؛ إذ تحوّلت الحرب إلى استنزاف طويل، معتمدة على تفوق موســــــكو الســـــكاني، كمـــا أن رئيس الأركان، المُدرّب على مناورات سريعة، تأقلم بالاعتماد على القوة العسكرية، مستخدماً الجنود بدلاً من الدبابات بعد خسائرها.
كما يبدو أن الروس تعلموا دروساً تكتيكية، مثل العمل في فرق صغيرة أو استخدام دراجات نارية لاختراق الدفاعات، لكن الاستياء يتزايد بين الضباط بسبب النهج الهرمي الصارم الذي يضيع الفرص. 
وفي أغسطس- آب الماضي، حققت قوات روسية أكبر تقدم في يوم واحد منذ عام، قرب دوبروبيليا، لكن عدم المتابعة أدى إلى تطويق وتدمير فرقها.