«نيويورك تايمز»: نتنياهو أمام «تسونامي دبلوماسي» وضغوط لإنهاء حرب غزة

«نيويورك تايمز»: نتنياهو أمام «تسونامي دبلوماسي» وضغوط لإنهاء حرب غزة


واجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقب خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، تصاعداً وصفه معارضوه منذ سنوات بـ”التسونامي الدبلوماسي”، نتيجة فشل بلاده في التوصل إلى تسوية للصراع مع الفلسطينيين.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، فإن دولاً مثل أستراليا وبريطانيا وكندا وفرنسا أعلنت خلال الأسبوع الماضي اعترافها بدولة فلسطينية، في خطوة تاريخية حاولت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عرقلتها لكنها فشلت.
وأضافت أنّ الضغط الدولي على إسرائيل بسبب حرب غزة التي اندلعت عقب هجوم حركة حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر-تشرين الأول 2023 بات ملموسا؛ إذ فرضت دول أوروبية أو هددت بفرض رسوم جمركية جديدة، فيما يعيق حظر الأسلحة قدرة تل أبيب على تجديد ترسانتها. كما يواجه الإسرائيليون احتجاجات في الخارج، بينما تواجه فرقهم الرياضية خطر الإقصاء من المنافسات الدولية.
ورغم ذلك، أوضحت الصحيفة أنّ نتنياهو ظهر متحديا لا منهكا في خطابه، مهاجما الدول التي تراجعت عن دعمها لإسرائيل، واتهمها بالخضوع لـ”وسائل إعلام متحيزة ودوائر انتخابية متطرفة وغوغاء معادين للسامية”. كما هاجم التحركات الاقتصادية والسياسية والقانونية ضد إسرائيل، معتبراً أنها “لائحة اتهام ضد قادة ضعفاء يرضخون للشر بدلاً من دعم أمة تحمي نفسها ممن أسماهم البرابرة».
وانتقد نتنياهو الاعتراف المتسارع بدولة فلسطينية قائلاً إنّه يرسل “رسالة واضحة للفلسطينيين مفادها أنّ قتل اليهود يؤتي ثماره”، وشبّه ذلك بمنح تنظيم القاعدة دولة بعد أحداث 11 سبتمبر-أيلول. 
وأكد أنّ إسرائيل “لن تسمح بفرض دولة عليها”، مضيفاً أنّ معارضة الدولة الفلسطينية تمثل موقف الغالبية العظمى من الإسرائيليين بعد أحداث أكتوبر. ولفتت “نيويورك تايمز” إلى أنّ خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة بدا موجهاً أكثر إلى جمهوره المحلي مع اقتراب استحقاق انتخابي محتمل في 2026، خاصة إذا أُجبر على إنهاء الحرب في غزة قبل الموعد الذي يرغبه اليمين الإسرائيلي. 
كما أشارت الصحيفة إلى أنّ ما لم يقله نتنياهو كان لافتا؛ إذ لم يأتِ على ذكر ضم الضفة الغربية رغم مطالب شركائه اليمينيين، في ظل موقف واضح من ترامب الذي أعلن أنّه “لن يسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية».
وخلصت الصحيفة إلى أنّ نتنياهو يستخدم الهجوم على الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية كأداة سياسية لتعزيز موقعه الداخلي، فيما يبقى الحدث الأبرز في زيارته إلى الولايات المتحدة هو اجتماعه المرتقب مع ترامب في البيت الأبيض، حيث يضغط الأخير لإنهاء حرب غزة المستمرة منذ عامين وإتمام صفقة للإفراج عن الرهائن.