أعراض جسدية ونفسية قد تشير إلى انخفاض مستويات فيتامين «د»
رغم أن العديد من الدول تتمتع بتوافر أشعة الشمس على مدار العام، إلا أن ذلك لا يضمن حصول سكانها على الكميات الكافية من فيتامين “د”، نظراً لأن نمط الحياة العصري يدفع كثيرين إلى قضاء معظم ساعات النهار داخل أماكن مغلقة، وهو ما يحد من قدرة الجسم على إنتاج هذا الفيتامين الحيوي الذي يلعب دوراً محورياً في الحفاظ على الصحة النفسية والجسدية.
وفي تقرير نشرته منصة “إم إس إن هيلث”، استعرضت الطبيبة البريطانية هانا باتيل مجموعة من المؤشرات التحذيرية التي قد تدل على وجود نقص في مستويات فيتامين د، مشيرة إلى أن هذه العلامات تستدعي الانتباه والمتابعة الطبية، خاصة في ظل ارتباط الفيتامين بعدد من الوظائف الحيوية في الجسم.
من أبرز الأعراض التي تناولها التقرير، الشعور بآلام غير مبررة في العظام وضعف في العضلات، حيث أوضحت باتيل أن الاستيقاظ مع تيبس أو ألم قد يكون مؤشراً على نقص فيتامين د، نظراً لدوره الأساسي في تعزيز امتصاص الكالسيوم، وهو العنصر المسؤول عن قوة العظام. وفي حال غياب الكمية الكافية من الفيتامين، تضعف البنية العظمية ويزداد خطر التعرض للكسور.
كما لفتت إلى أن انخفاض المزاج أو الشعور بالكآبة قد يكون مرتبطاً بانخفاض مستويات فيتامين “د”، الذي يساهم في تنظيم هرمون السيروتونين المعروف بـ”هرمون السعادة”. وأشارت إلى أن نقص الفيتامين قد يؤدي إلى اضطرابات عاطفية ومزاجية، خاصة لدى الأشخاص الذين لا يتعرضون لأشعة الشمس بشكل منتظم.
وفي ما يتعلق بصحة الشعر، حذرت باتيل من أن نقص فيتامين د الحاد قد يرتبط بحالات من ترقق الشعر أو حتى الإصابة بالثعلبة، رغم أن تساقط الشعر قد يكون له أسباب متعددة، ما يستدعي مراجعة الطبيب لتحديد السبب بدقة.
أما لدى النساء، فقد تناول التقرير تأثير نقص الفيتامين على أعراض انقطاع الطمث، حيث أوضحت باتيل أن هذه المرحلة قد تترافق مع تقلبات مزاجية وآلام في المفاصل وإرهاق، إلا أن انخفاض مستويات فيتامين “د” قد يزيد من حدة هذه الأعراض، نظراً لتأثير هرمون الإستروجين على كيفية معالجة الجسم للفيتامين، وهو ما يتراجع بشكل ملحوظ خلال فترة انقطاع الطمث.
ومن العلامات الأخرى التي قد تشير إلى نقص فيتامين “د”،
التعرق المفرط، خاصة في منطقة الجبهة، حيث اعتبرت باتيل أن هذا النوع من التعرق قد يكون من المؤشرات المبكرة على انخفاض مستويات الفيتامين، لا سيما إذا حدث دون بذل مجهود بدني.
كما تناول التقرير تأثير نقص الفيتامين على جودة النوم، مشيراً إلى أن صعوبة النوم أو التقلب في الفراش ليلاً قد تكون من الأعراض المرتبطة بانخفاض فيتامين “د”، الذي يلعب دوراً في تنظيم هرمون الميلاتونين المسؤول عن دورة النوم. وأوضحت باتيل أن نقص الفيتامين قد يؤدي إلى اضطرابات في النوم، ما ينعكس على الشعور بالخمول خلال ساعات النهار.
وتأتي هذه المؤشرات ضمن قائمة موسعة تضم 66 علامة تحذيرية، تهدف إلى رفع الوعي بأهمية فيتامين “د” في دعم الصحة العامة، وتشجيع الأفراد على مراجعة نمط حياتهم والتأكد من حصولهم على الكميات الكافية من هذا الفيتامين، سواء عبر التعرض لأشعة الشمس أو من خلال النظام الغذائي والمكملات الطبية عند الحاجة.