في عملية كسر للمحرمات

ألمانيا: اللعبة المربكة لجاسوس سابق...!

ألمانيا: اللعبة المربكة لجاسوس سابق...!

• يجسد ماسن الجناح الهامشي لحزب ميركل المؤيد للتقارب مع اليمين المتطرف
•  نيكولاس زيمر، الزعيم السابق لليمين المحافظ في برلمان برلين يعيد بطاقة عضويته في الحزب
•  قضية ماسن لن تغيّر تاريخ الاتحاد المسيحي الديمقراطي، لكنها ستزيد من تشوش صورته


   في البداية اعتقدنا أنها كذبة أبريل... إلا أن الإعلان في الأول من أبريل عن ترشّح الرئيس السابق للمخابرات العامة الألمانية هانز جورج ماسن للانتخابات البرلمانية في سبتمبر لم يكن مزحة. استغل ماسن استقالة "زميله" المحافظ مارك هاوبتمان (الذي يحاكم بتهمة تسلم رشوة عملاقة في العقود العامة لشراء كمامات صحية)، ليأخذ مكانه.

 وهو الآن المرشح الرسمي للاتحاد المسيحي الديمقراطي، حزب المستشارة أنجيلا ميركل، في دائرة انتخابية في منطقة تورينجيا (وسط شرق ألمانيا).
   متجاهلين رأي الهيئات الوطنية للحزب، صوت مناضلو هذه المنطقة لصالح هذا "المتطرف" المعروف بتعليقاته المناهضة للمهاجرين وأحكامه القاتلة ضد حق اللجوء. حجتهم؟ رغم افتقاره لأية روابط محلية، يبدو أن ماسن هو أفضل طريقة لتجنب كارثة انتخابية في منطقة ترسّخ فيها اليمين المتطرف الأكثر راديكالية في ألمانيا. في تورينجن، سجل حزب البديل من أجل ألمانيا، بقيادة الفاشي بيورن هوكي، 23 فاصل 4 بالمائة في الانتخابات الإقليمية الأخيرة (2019) -أعلى بنقطتين تقريبًا من حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي.

كسر المحرمات
   ومع ذلك، يبدو أن علاقة ماسن باليمين المتطرف مليئة بالثغرات. لأن هذا "المناهض لميركل"، يجسد الجناح الهامشي للاتحاد المسيحي الديمقراطي المؤيد للتقارب مع اليمين المتطرف. و"رغم أن هذا المسؤول الكبير السابق ليس له أي تأثير سياسي، فإن ترشّحه يفتح باب النقاش. ولئن يظل التحالف مع حزب البديل من أجل ألمانيا من المحرمات بين المحافظين، فان البعض يناقش المسألة وراء الكواليس، خاصة في مناطق جمهورية ألمانيا الديمقراطية السابقة "بما في ذلك تورينجيا"، حيث حضور حزب البديل من أجل ألمانيا قوياً للغاية"، يشرح جيرو نيوجباور، أستاذ العلوم السياسية في جامعة برلين الحرة.

   في فبراير 2020، وصف هانز جورج ماسن، الاتحاد السياسي -غير المسبوق -لحزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي واليمين المتطرف لانتخاب وزير رئيس في ... تورينغن بأنه "نجاح كبير". لقد انهار السيناريو، لكنه تسبّب في سقوط وصيفة ميركل على رأس حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي، أنغريت كرامب كارينباور.

اضطرابات داخلية
  هنا مرة أخرى، أثار تعيين هانز جورج ماسن ضجّة، اذ تم تفسيره على أنه إهانة من قبل جميع اتباع "سياسة الاستقبال" التي تتبناها أنجيلا ميركل. أن "الحزب الذي يرشّحه لا يمكن أن يكون حزبي "...". لا مكان لي "في تشكيل سياسي" لا يتبرّأ من المحرضين"، رد نيكولاس زيمر، الزعيم السابق لليمين المحافظ في برلمان برلين -قبل ان يعيد بطاقة عضويته في الحزب.
   في الواقع، تُضعف هذه القصة سلطة الرئيس الجديد للحزب المحافظ، أرمين لاشيت، المهددة اصلا من قبل خصمين: فريدريك ميرز، منافسه الرئيسي في حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي، وماركوس سودر، الرئيس الشعبي لبافاريا، الذي لم يتوقف أبدًا على العمل من اجل افشاله. "قضية ماسن لن تغيّر تاريخ الاتحاد المسيحي الديمقراطي، لكنها ستزيد من تشوش صورته"، يرى غيرو نوجباور.

   متهم بإهمال تهديد الإرهاب اليميني المتطرف أثناء تولّيه منصبه، رئيس المخابرات السابق هو الهدف المثالي للخضر والاشتراكيين الديمقراطيين. خلال الحملة الانتخابية، لن يتأخروا في التأكيد على عدم وضوح اليمين الألماني، بدون برنامج انتخابي، قبل خمس أشهر من الاقتراع.