أضرار جسيمة في أرخبيل تونغا بعد تسونامي

إلغاء آلاف الرحلات جرّاء عاصفة بشرق أمريكا وكندا

إلغاء آلاف الرحلات جرّاء عاصفة بشرق أمريكا وكندا


أعلنت الوكالات الدولية المسؤولة عن تقييم الأضرار في أرخبيل تونغا بعد الثوران البركاني وأمواج تسونامي الناجمة عنه والتي خلّفت قتيلًا واحدًا على الأقلّ، رصد “أضرار جسيمة” في الجزر.
وقالت كايتي غرينوود من اللجنة الدولية للصليب الأحمر “استناداً إلى المعلومات القليلة المتوافرة لدينا، من المرجح أن يكون حجم الدمار هائلاً، خصوصا بالنسبة للجزر الأكثر عزلة».
وبُنيت التقديرات الأولية لحجم الكارثة على أساس بيانات الأقمار الصناعية أو بفضل تحليق طائرات استطلاعية فوق بلد مقطوع عن شبكة الإنترنت بسبب الأضرار التي لحقت بكابل الشبكة.

ولم يُعلن عن حصيلة ضحايا، لكن عُثر على جثة امرأة بريطانية جرفتها موجة تسونامي، وفق ما أعلنت عائلتها. كما أُعلن عن مفقود واحد على الأقّل في الأرخبيل.
والضحية الأولى المؤكّدة هي امرأة تبلغ من العمر 50 عامًا تُدعى أنجيلا غلوفر خرجت لتسير مع كلبها وفُقدت بعد وقت قصير من موجة المدّ.
وقال شقيقها نيك إيليني “اليوم، علمت عائلتي للأسف أنه تم العثور على جثة شقيقتي أنجيلا».

وروى إيليني لصحيفة “ذي غارديان” البريطانية كيف “تمكّن (زوج شقيقته) جايمس من التعلّق بشجرة لفترة طويلة، لكن أنجيلا لم تصمد وجُرفت مع الكلب”. وأرسلت نيوزيلندا وأستراليا طائرات استطلاع عسكرية الاثنين في محاولة لإجراء تقييم أولي للاضرار من الجو وتحديد الحاجة الى المساعدات الأساسية، على ما أوضحت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أردرن.

وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في تقرير طارئ بأن العاصمة نوكو ألوفا كانت مغطاة بسنتيمترين من الرماد والغبار البركاني. وعاد التيار الكهربائي الى بعض أحياء المدينة، كما عادت الاتصالات الهاتفية محليا، غير أن الاتصالات الدولية لا تزال مقطوعة.
وجرفت موجة تسونامي صخورًا وحطامًا إلى داخل الجزر، ما ألحق أضرارًا بواجهة نوكو ألوفا البحرية.

غير أن المنظمة الدولية قلقة بشكل خاص إزاء الوضع على جزيرة مانغو المنخفضة مقارنة بمستوى اليابسة والتي تأوي نحو 30 شخصًا وحيث رُصدت “أضرار جسيمة في الممتلكات”، وعلى جزيرة فونوي.

وأفادت أوتشا عن “أضرار جسيمة” على الشواطئ الغربية للجزيرة الأساسية تونغاتابو “حيث دُمّرت عدّة منتجعات و/أو منازل». وقال وزير التنمية الدولية الأسترالي زيد سيسيليا إن عناصر الشرطة الأسترالية المنتشرين في تونغا أرسلوا تقريرًا “مقلقًا إلى حد ما».
وأظهرت صور لافتة ملتقطة من الفضاء ونشرها مركز الأقمار الصناعية التابع للأمم المتحدة نهاية الأسبوع الماضي لحظة ثوران بركان هونغا- تونغا-هونغا-هاباي على جزيرة غير مأهولة من جزر تونغا مع سحابة ضخمة من الدخان والرماد تلتها مباشرة موجات تسونامي.

وكانت إدارة مطار تونغا تأمل بأن تكون قادرة على تنظيف المدرج الاثنين، بحسب أوتشا، للسماح بهبوط طائرات النقل العسكرية الأسترالية من طراز C-130. وأرسل الأسطول الأسترالي والأسطول النيوزيلندي ناقلات باتجاه أرخبيل تونغا الواقع على مسافة تتطلب إبحارًا لثلاثة أيام.
وقال وزير الدفاع النيوزيلندي الثلاثاء إن المياه يجب أن تكون الأولوية بسبب خطر تلوّثها من بقايا المخلّفات البركانية.
وأعلنت فرنسا، “جارة مملكة تونغا” بسبب قرب المنطقة الفرنسية ما وراء البحار واليس-ايه-فوتونا من الأرخبيل، أنها “مستعدة للاستجابة للحاجات الأكثر إلحاحًا للسكان».

وأكّدت وكالات الإغاثة الرئيسية التي تستجيب بسرعة لتقديم مساعدات إنسانية طارئة، أنّها عاجزة عن الاتصال بموظفيها المحليين.
وكان بركان هونغا-تونغا-هونغا-هاباي الواقع على بعد حوالى 65 كيلومترًا من عاصمة تونغا نوكو الوفا، برز فوق المياه خلال ثوران العام 2009 ونفث صخورا كبيرة ورمادا في الجو العام 2015 ما أدى إلى تشكل جزيرة جديدة طولها كيلومتران وعرضها كيلومتر وارتفاعها مئة متر. أما بركان الأسبوع الماضي، فهو الأعنف منذ عقود، وتكونت نتيجته كتلة ضخمة من الدخان والرماد على شكل فطر بارتفاع 30 كلم، تلاها مباشرة التسونامي.

هذا ولا يزال شرق الولايات المتحدة وكندا يتعرّضان لآثار عاصفة شتوية كبيرة مصحوبة بتساقط ثلوج، ما تسبب بإلغاء آلاف الرحلات الجوية وبانقطاعات في التيار الكهربائي في حين وضعت بعض المقاطعات في كندا في حال تأهّب تحسبًا لعاصفة ثلجية.
وانقطع التيار الكهربائي عن 120 ألف منزل أميركي بعد ظهر الاثنين، غير أن العديد منها أُعيد اتصالها بالتيار بحلول المساء، بحسب موقع “باور اوتدج” الأميركي.

وأُلغيت أكثر من 1700 رحلة داخلية ودولية في الولايات المتحدة مساء الاثنين، بالإضافة إلى إلغاء 3000 رحلة قبل يوم، بحسب موقع تتبّع الرحلات “فلايت اوير».

في كندا، وُضعت بعض المناطق في مقاطعتي كيبيك وأونتاريو في حال تأهّب تحسبًا لعاصفة ثلجية وفقًا للموقع المتخصص بالطقس التابع للحكومة الكندية.
وفي تورونتو، من المتوقع أن تتساقط كميات ثلج تصل كثافتها إلى 60 سنتيمترًا، حسبما كتب على تويتر أنتوني فارنيل وهو كبير خبراء الأرصاد الجوية لقناة غلوبال نيوز الكندية.
وأصدر رئيس بلدية تورونتو جون توري قانونًا للطوارئ يسمح له بمنع السيارات من الوقوف في مناطق معينة أثناء إزالة الجليد، وفقًا لبيان نُشر على موقع البلدية على الإنترنت.

وأغلقت العديد من المدارس أبوابها في كيبيك وفي جنوب أونتاريو ومدينة تورونتو.
وأوقفت عيادات التلقيح الخمس التي تديرها مدينة تورونتو التي يبلغ عدد سكانها نحو ثلاثة ملايين شخص، عملياتها.
وفي الولايات المتّحدة، أعلنت مصلحة الأرصاد الجوية الوطنية في تغريدة صباح الاثنين أن “العاصفة الشتوية الكبيرة التي ضربت ثلث شرق البلاد ستنحسر اليوم».

وأضافت “مع ذلك ستستمر الآثار الرئيسية للثلوج والجليد والرياح والفيضانات الساحلية في منطقة واسعة». وتبقى حال التأهب المرتبطة بهبوب عاصفة شتوية في سبع ولايات من كارولاينا الشمالية جنوب شرق البلاد إلى ماين في أقصى الشمال الشرق.
وكان من المتوقع تساقط الثلوج بكثافة في شمال ولاية نيويورك وفي المناطق المرتفعة في نيو إنغلاند (شمال شرق) وكذلك على طول سلسلة جبال الأبالاش التي تعبر الجزء الشرقي من الولايات المتحدة من الشمال إلى الجنوب.

في الساعة 15,00 ت غ الاثنين، تساقط أكثر من 57 سنتيمترًا من الثلوج على هاربرسفيلد في ولاية أوهايو، وفقًا لمصلحة الأرصاد الجوية الوطنية.
وأضاف المصدر نفسه أن “عاصفة قوية فوق شمال شرق البلاد ستتجه حتى جنوب شرق كندا بحلول الثلاثاء».
ويتوقّع أن يؤدي انخفاض إضافي في درجات الحرارة إلى تشكل جليد على الطرقات، ما يشكل خطورة على السائقين.

وسجّل أكثر من 300 حادث سير الأحد في كارولاينا الشمالية، بحسب ما أوردت شرطة الطرقات السريعة في الولاية الواقعة جنوب شرق البلاد، حسبما نقلت عنها صحيفة “يو إس إيه توداي».

وأعلنت شرطة تورونتو في تغريدة أنها أغلقت طريقين سريعين في المدينة أمام حركة المرور الاثنين “بسبب سوء الأحوال الجوية ولسلامة السائقين».
بعد أن أُلغيت 620 رحلة طيران الأحد أي 95% من حركة الملاحة الجوية المقررة لذاك اليوم، استأنف مطار شارلوت الدولي في كارولاينا الشمالية نشاطه الاثنين بشكل شبه طبيعي، لكنه لا يزال المطار الأكثر تضررًا إذ أُلغيت 218 رحلة أي 33% من رحلاته المقررة.
في تورونتو، أُلغيت 201 رحلة طيران ذهابًا أو إيّابًا إلى مطار بيرسون الدولي، أي ما يعادل أكثر من نصف حركة الملاحة المعتادة فيه.