رئيس الدولة ونائباه يهنئون رئيس المجلس الرئاسي الليبي بذكرى استقلال بلاده
اجتماع أزمة لمجموعة السبع غداة ارتفاع حصيلة قتلى الضربات الروسية على أوكرانيا
أعلنت أوكرانيا أمس الثلاثاء بأن 19 شخصا على الأقل قتلوا وجرح أكثر من مئة نتيجة الضربات الروسية على مختلف أنحاء البلاد قبل يوم.
وأفادت أجهزة الطوارئ الأوكرانية على فيسبوك “بحسب المعلومات الأولية، قتل 19 شخصا وأصيب 105 بجروح». وذكرت أجهزة الطوارئ في وقت سابق بأن الحصيلة بلغت 14 قتيلا و97 جريحا.
واستهدفت الضربات الانتقامية واسعة النطاق مختلف المناطق الأوكرانية الاثنين، بعدما حمّلت موسكو كييف مسؤولية انفجار استهدف جسرا يربط روسيا بشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو من أوكرانيا عام 2014.
وانقطعت الطاقة عن أكثر من 300 منطقة في أنحاء أوكرانيا بعد الهجمات، وفق أجهزة الطوارئ.
كما أفاد المصدر نفسه بأن روسيا نفّذت صباح الثلاثاء ضربة استهدفت زابوريجيا، المدينة الخاضعة لسيطرة أوكرانيا في منطقة أعلنت موسكو ضمها.
وقالت أجهزة الطوارئ إن 12 صاروخا من طراز إس-300 استهدف بنى تحتية “مدنية”، ما أسفر عن سقوط قتيل في المدينة التي تعرّضت لسلسة هجمات روسية على مدى الأسبوع الفائت.
وتعقد القوى المنضوية في مجموعة السبع اجتماع أزمة لمناقشة القصف الروسي الأخير على أوكرانيا، يتوقع بأن تشدد رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس خلاله على ضرورة “عدم التراجع قيد أنملة” عن دعم كييف.
يأتي الاجتماع غداة إطلاق روسيا وابلا من الصواريخ ضربت العاصمة الأوكرانية لأول مرة منذ أشهر، بينما حذّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي موسكو من أن بلاده “لا يمكن ترهيبها».
وخلال اجتماع طارئ للجمعية العامة للأمم المتحدة عقد لمناقشة إعلان موسكو ضم أربع مناطق أوكرانية تحتلها قواتها جزئيا، وصف سفير أوكرانيا لدى الأمم المتحدة سيرغي كيليتسيا روسيا بأنّها “دولة إرهابية”، مشيرا إلى أن ضربات الاثنين طالت عائلته. وقال “للأسف يصعب عليكم الدعوة إلى سلام مستقر وعاقل طالما أن دكتاتورية غير مستقرة ومجنونة قائمة على مقربة من منكم”، بينما أفاد الدول الأعضاء بأن 14 مدنيا على الأقل قتلوا وجرح 97 في الضربات. ومن المقرر أن يجتمع زيلينسكي مع قادة دول مجموعة السبع عبر الفيديو الثلاثاء لمناقشة الهجمات الروسية الأخيرة.
وأعلن مكتب تراس بأن رئيسة الوزراء البريطانية ستستغل الاتصال “لحض القادة الآخرين على البقاء على المسار».
ويتوقع أن تقول إن “الدعم الدولي الكبير لكفاح أوكرانيا يتناقض بشكل صارخ مع عزلة روسيا في الساحة الدولية».
وستضيف “لا أحد يرغب بالسلام أكثر من أوكرانيا. من طرفنا، علينا عدم التراجع قيد أنملة في عزمنا على مساعدتهم للظفر بذلك».
بدوره، أفاد الناطق باسم الحكومة الألمانية شتيفان هيبسترايت الصحافيين الاثنين بأن المستشار الألماني أولاف شولتس تحدّث هاتفيا مع زيلينسكي وأكد له “تضامن ألمانيا وباقي دول مجموعة السبع” مع أوكرانيا.
وأما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فعقد اجتماعا مع وزيريه للدفاع والخارجية لمناقشة الضربات التي رأى فيها مؤشرا على “تغيّر جوهري في طبيعة هذه الحرب».
ودان الرئيس الأميركي جو بايدن هجمات الاثنين التي قال إنها “تظهر الوحشية المطلقة.. لحرب (بوتين) غير الشرعية».
وأفاد البيت الأبيض في بيان بأن بايدن تحدّث مع زيلينسكي وتعهّد تقديم “أنظمة دفاع جوية متطورة” لأوكرانيا.
وقبيل جلسة الجمعية العامة الاثنين، وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الهجمات بأنها “تصعيد غير مقبول في الحرب”، وفق ما أفاد ناطق باسمه.
ورغم عدم تطرق السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا مباشرة إلى الضربات الصاروخية خلال الجلسة، إلا أنه دافع عن ضم بلاده المناطق الأوكرانية قائلا إن الهدف من الخطوة “حماية أشقائنا في شرق أوكرانيا».
وأعرب سكان مختلف المناطق الأوكرانية عن صدمتهم وغضبهم بعد صواريخ الاثنين. وكان إيفان بولياكوف (22 عاما) غاضبا إلى حد أنه واجه صعوبة في التعبير لدى محاولته وصف إحدى الضربات التي استهدفت كييف.
وقال لفرانس برس “رأيت النساء والأطفال يبكون.. أحب كييف. الناس طيبون وشجعان، ولكن بلحظة... يأتي الموت».
وفي دنيبرو، كان مكسيم في إجازة من القتال على الجبهة لأول مرة منذ ستة أشهر من أجل الاحتفال بعيد ميلاد زوجته عندما ضربت الصواريخ الروسية المدينة الواقعة في وسط أوكرانيا وأحدثت أضرارا في منزلهما. وقال “نقاتل على الجبهة من أجل حماية هذه المناطق” البعيدة عن الخطوط الأمامية، “ومع ذلك، يتمكنون من ضربها». وأكد أن الضربة زادت إصراره أكثر من أي وقت مضى على دفع الروس للتراجع في شمال شرق أوكرانيا.
ومنذ بدء الغزو الروسي في 24 شباط/فبراير، سجّل أكثر من 7,6 ملايين لاجئ أوكراني في أنحاء أوروبا، بينما نزح قرابة سبعة ملايين ضمن البلاد.
وأثارت ضربات الاثنين تحذيرا جديدا من المفوّض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي الذي أشار إلى أن المزيد من الأشخاص قد يجبرون قريبا على الفرار من منازلهم.
وقال للصحافيين في جنيف إن “قصف المدنيين والمنازل والبنية التحتية غير العسكرية بطريقة عشوائية في العديد من المدن في أنحاء أوكرانيا يعني أنّ الحرب أصبحت أكثر قسوة وأصعب على المدنيين».
وأضاف “أخشى أن تؤدي أحداث هذه الساعات الأخيرة إلى مزيد من التهجير».