محمد بن راشد: نعمل على تحويل موانئنا البحرية إلى بوابات ذكية تربط العالم ببعضه
استراتيجية ترامب في أوكرانيا.. تحول حاسم لا يكفي للردع أمام روسيا
تناول السفير الأمريكي السابق لدى أوكرانيا جون هيربست التحوّل الأخير في موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه الحرب الروسية ضد أوكرانيا، لكنه شدد على أن الإجراءات المعلنة، رغم صرامتها، لا تزال غير كافية لردع موسكو.
وأوضح هيربست، وهو كبير مديري مركز أوراسيا بالمجلس الأطلسي، في مقاله بموقع «ذا هيل»، أن التحول نحو نهج «السلام عبر القوة» يتطلب خطوات إضافية أكثر عمقاً واستدامة على المستويين العسكري والاقتصادي، لتحقيق تأثير فعلي على مواقف الكرملين.
تحوّل في خطاب ترامب
وقال الكاتب إن ترامب أطلق سلسلة من الإجراءات الجديدة عقب لقائه مع الأمين العام الجديد لحلف الناتو، مارك روته، وذلك في تحول بارز عن مواقفه السابقة التي اتسمت بالتقارب مع موسكو.
وأضاف أن ترامب أعلن التزامه باستراتيجية تقوم على مبدأ «السلام عبر القوة»، من خلال دعم أوكرانيا عسكرياً واقتصادياً، وممارسة ضغوط مضاعفة على روسيا.
دعم عسكري
غير مباشر لكييف
وأشار الكاتب إلى أن ترامب أعاد تنشيط قنوات الدعم العسكري لأوكرانيا، ووسّعها لتشمل حزم دعم بمليارات الدولارات، من بينها منظومات دفاع جوي من طراز «باتريوت».
وقال الكاتب إن دول حلف الناتو، بحسب ما أعلن مارك روته، ستقوم بشراء الأسلحة من الولايات المتحدة وتوريدها إلى أوكرانيا، في تماشٍ مع رغبة ترامب بوقف المساعدات المباشرة من الحكومة الأمريكية.
وأوضح هيربست أن الإستراتيجية تشمل أيضاً فرض عقوبات ثانوية صارمة تستهدف الشركاء التجاريين لروسيا، مع التهديد بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% إذا لم تُبدِ موسكو تجاوباً خلال 50 يوماً.
وأضاف الكاتب أن الهدف من هذه الإجراءات هو ضرب إيرادات النفط والغاز التي تموّل آلة الحرب الروسية، وخاصة من خلال استهداف «أسطول الأشباح» الذي تستخدمه موسكو لتجاوز العقوبات.
استراتيجية جيدة
لكن غير مكتملة
ومضى الكاتب يقول إن الإجراءات التي أعلنها ترامب تمثل خطوة في الاتجاه الصحيح، إلا أنها ليست كافية بمفردها، خاصة في ظل استمرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في السعي للسيطرة على مدن أوكرانية استراتيجية مثل خاركيف وكييف وأوديسا.
وأضاف هيربست أن موسكو ما زالت تراهن على عامل الوقت وتتوقع تغييرات في المواقف الأميركية بعد انقضاء مهلة الـ50 يوماً.
ما المطلوب لتعزيز الاستراتيجية؟
دعا الكاتب إلى تبني إدارة ترامب نهجاً أكثر شمولاً وطويل الأمد من نهج إدارة بايدن، يشمل: زيادة عدد منظومات باتريوت والصواريخ الاعتراضية المقدمة لأوكرانيا؛ وتنفيذ تقييم ميداني مستمر لاحتياجات الجيش الأوكراني على مختلف الجبهات؛ وخفض عائدات الطاقة الروسية إلى أدنى حدّ، مع تصعيد الضغط على الدول التي تمد موسكو بتقنيات مزدوجة الاستخدام، خاصة الصين. واقترح هيربست أن تعلن مجموعة السبع، بالتنسيق مع واشنطن، عن نيتها استخدام قرابة 300 مليار دولار من الأصول الروسية المجمّدة لدعم أوكرانيا، في حال لم توقف روسيا عملياتها خلال مهلة زمنية محددة. وأضاف الكاتب أن نجاح مثل هذا التوجه يتطلب توافقاً دولياً، وقد يساعد موقف ترامب تجاه إيران في إقناع السعودية بالتخلي عن معارضتها للمقترح. في ختام شدد هيربست على أن موسكو لن تتجه إلى السلام طواعية، بل يتطلب الأمر تصعيداً مدروساً ومستمراً في الضغوط الاقتصادية والعسكرية من قبل امريكا وحلفائها، لضمان أمن أوكرانيا واستقرار القارة الأوروبية.