محمد بن راشد: نعمل على تحويل موانئنا البحرية إلى بوابات ذكية تربط العالم ببعضه
غزو العراق.. الأرشيف البريطاني يكشف تحرك بلير الأخير لتجنب العاصفة
كشفت ملفات الأرشيف البريطاني أن رئيس الوزراء الأسبق، توني بلير، نُصِح بتأجيل الغزو الأمريكي للعراق في يناير- كانون الثاني 2003، أي قبل شهرين من الغزو.
ووفقاً لوثائق حكومية نشرتها وسائل إعلام بريطانية، منها صحيفة «التايمز»، فقد نصح مسؤولون حكوميون بلير بإبطاء وتيرة الرئيس جورج دبليو بوش، الذي وُصف بأنه «عنيد» و»غير صبور» و»مانوي» في تحضيراته.
وسافر رئيس الوزراء الأسبق إلى كامب ديفيد في يناير-كانون الثاني 2003، أي قبل شهرين من الغزو، لحثّ رئيس الولايات المتحدة على الانتظار حتى مارس-آذار على الأقل لإتاحة المجال أمام الحلول الدبلوماسية.
وأوصت ملفات من مسؤولين حكوميين، بين ديسمبر-كانون الأول 2002 ويناير-كانون الثاني 2003، بأن يُقنع بلير الرئيس الأمريكي الأسبق، بالانتظار إما لحين ظهور «دليل قاطع» يُشير إلى وجود أسلحة دمار شامل في العراق، وإما لموافقة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على قرار يُجيز استخدام القوة العسكرية.
وأظهرت المراسلات «الاختلاف الواضح بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة» حول «الجدول الزمني للعمل العسكري» الموصوف في تحقيق تشيلكوت عام 2016.
في الـ18 من ديسمبر-كانون الأول 2002، أرسل كريستوفر ماير، السفير البريطاني لدى الولايات المتحدة، تقريراً سنوياً إلى مكتب رئيس الوزراء من واشنطن.
وكتب: «ينبع جزء كبير من الدافع للإطاحة بصدام حسين من بوش نفسه. فهو يخشى، أكثر من أي شيء آخر، وقوع هجوم إرهابي كارثي آخر على الوطن، وخاصة هجومًا ذا صلة بالعراق».
وأضاف «رؤيته للعالم مانوية. يرى أن مهمته هي تطهيره من الأشرار. ويؤمن بأن القيم الأمريكية يجب أن تكون قيمًا عالمية»، متابعًا أن بوش «يرى أن تمييز الأوروبيين بين أسامة بن لادن وصدام حسين أناني. إنه شديد الحساسية تجاه الأوروبيين مجتمعين.
وأضاف ماير أنه رغم أن بعض المجموعات، مثل «الأيديولوجيين المحافظين، ورفاق الليكود»، كانوا يضغطون من أجل الحرب، فإن هذا لم يشمل «الشعب الأمريكي على نطاق واسع». كما كتب: «باستثناء رجل نفط واحد في هيوستن، لم أجد أي شخص متحمس لخوض حرب مع صدام. لكن معظم الأمريكيين يثقون ببوش، ومن المرجح أن يتبعوه في خطاه». وقد سُلِّط الضوء على هذه السطور.
في العام الجديد، قبل يومين فقط من زيارة بلير إلى كامب ديفيد، وبعد يوم واحد من خطاب بوش عن حالة الاتحاد أمام الكونغرس الأمريكي، في الـ29 من يناير-كانون الثاني 2003، كتب ماير مرة أخرى.
وقال: «سيجد رئيس الوزراء، يوم الجمعة، بوش عنيدًا للغاية: متسرعًا، وخائب الأمل بشدة من فرنسا وألمانيا، ومقتنعًا بأن منتقديه، ومنتقدي بلير، سيُهزمون بانتصار عسكري مبكر وسهل».
ثم أشار ماير إلى رغبة إدارة بلير في صدور قرار ثانٍ من الأمم المتحدة من هانز بليكس، الرئيس التنفيذي للجنة الأمم المتحدة للرصد والتحقق والتفتيش.
إذا عُثر على الدليل القاطع، فسيُسهّل ذلك الأمور كثيرًا، وإلا، فإن سلسلة التقارير الأسبوعية من بليكس التي تُفيد بأن العراقيين ما زالوا غير متعاونين، ستكون الخيار الأمثل. لكن وفقًا للوثائق البريطانية، فإن بوش لم يملك الصبر الكافي للسماح لبليكس بعرض قضيته.
في اليوم التالي، الـ30 من يناير-كانون الثاني، كتب مستشار السياسة الخارجية ديفيد مانينغ مذكرة إلى رئيس الوزراء يلخص فيها اجتماعه مع مستشارة الأمن القومي الأمريكية كوندوليزا رايس. كتب مانينغ: «الخلاف يدور حول التوقيت. لا يزال بوش يُصرّ على التسرع. عليكَ الالتزام التام بالحجج الواردة في مذكرتك، وتوضيحها بطريقة لا تترك مجالًا لتفسيرات بوش»
وأضاف لاحقًا: «ما لم نكن أكثر يقينًا مما نحن عليه الآن من التوصل إلى قرار ثان سريع، فعليك الالتزام بموعد أواخر مارس-آذار. لم يتبق سوى ثمانية أسابيع، وهو جدول زمني مُرهق للغاية على أي حال».
وتكشف مذكرات أخرى من تلك الأشهر كيف شُجِّع بلير على رفض دعوة لإلقاء خطاب التخرج في جامعة هارفارد في صيف 2003.