رئيس الدولة والرئيس المصري يبحثان العلاقات الأخوية والتطورات الإقليمية
بعد تدمير مكتب الاتصال
التوتر بين الكوريتين: هل هو بداية تصعيد جديد...؟
-- يهاجم النظام الكوري الشمالي كبش فداء مثالياً، كوريا الجنوبية، التي لا ينتظر منها شيئا
-- لقد تحول الأمل في تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة إلى يأس
-- تستخدم بيونغ يانغ كوريا الجنوبية لإيصال رسالة إلى واشنطن
-- هذا الحدث ليس مفاجئًا على الإطلاق لأننا في سياق تدهور للعلاقات بين البلدين
كل هذا من أجل هذا؟ بعد أكثر من عامين من الانفراج بين الكوريتين، دمرت بيونغ يانغ، الثلاثاء، مكتب الاتصال بين الكوريتين. وقد تم افتتاحه في سبتمبر 2018، تتويجًا لسلسلة من الحوارات والاجتماعات بين قادة البلدين المتجاورين، وهما في حالة حرب على الورق لغياب اتفاق سلام في نهاية الحرب الكورية عام 1953.
هذا “الاستفزاز”، هو أقرب الى الطرفة منه الى أي شيء آخر، خاصة أن المبنى يقع في أراضي كوريا الشمالية، الا انه رمز جاد. “هذا الحادث ملحوظ، لأنه يؤشّر إلى العودة لحالة سابقة. لم نعد معتادين على هذا النوع من التوتر، حتى وان رأينا أن كل شيء يفتر منذ أكثر من عام”، تؤكد المتخصصة في الكوريتين جولييت موريلو، مؤلفة كتاب “اعترافات كاثوليكي من كوريا الشمالية” (منشورات بايارد 2020).
ويضيــف أنطــوان بونــداز، الباحــث في مؤسسـة البحـــوث الاســـتراتيجية، ان “هــــــذا الحــدث ليس مفاجئًــا على الإطــلاق، لأننــا في ســـياق تدهــور للعلاقـــات، رغــــم الإعلانــات المنتظمـة لكوريــا الجنوبيــــة المعبــّرة عن رغبتهــا في تعزيــز التعاون».
منذ قمة هانوي في فبراير 2019، ارتفع منسوب التوتر، على خلفية الملف النووي شديد الحساسية المعلّق. وفي الأيام الأخيرة، زادت النغمة تصاعدًا بعد أن أرسل المنشقون الكوريون الشماليون في كوريا الجنوبية منشورات دعائية نحو الشمال. وقد أدانت سلطات كوريا الجنوبية هذه الأعمال، لكن نظام الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، قرر قطع العلاقات مع جارته.
كوريا الجنوبية
“كبش فداء مثالي»
وحسب الخبراء، إن حدث الثلاثاء كان بسبب الوضع الداخلي في كوريا الشمالية. حتى لو كانت المعلومات الموثوقة لا تظهر إلا قطرة قطرة، فمن المؤكد أن البلاد تعرضت لازمة عميقة ومؤلمة بسبب وباء فيروس كورونا، الذي ظهر في الصين المجاورة نهاية عام 2019. “لقد واجهوا مشاكل اقتصادية كبيرة، خاصة ان رد فعل الكوريين الشماليين كان سريعًا للغاية، حيث أغلقوا حدودهم في نهاية يناير”، تذكّر جولييت موريلو.
ومن خلال تدمير مكتب الاتصال بين الكوريتين، فإن النظام الكوري الشمالي يهاجم “كبش فداء مثالي، كوريا الجنوبية، التي لا ينتظر منها شيئا”، يشدد أنطوان بونداز. ويضيف “وهذا يمكّنه من إحياء جدلية العدو وإعادة تعبئة شعبه».
تغيير آخر خاص بكوريا الشمالية: كيم يو جونغ، الأخت الصغرى للزعيم كيم جونغ أون، والتي تعتبر في بعض الأحيان وريثته عندما يغادر منصبه، هي في الخط الأمامي في مجال التواصل والاتصال. وهي التي طلبت السبت التفكير في “الإجراء التالي الذي يتعين اتخاذه” ضد كوريا الجنوبية. كما وصفت مكتب الاتصال بين الكوريتين بأنه “عديم الفائدة».
«على المستوى المؤسسي، ليس هناك ما يشير إلى أن لها وظائف أكثر أهمية اليوم من ذي قبل، ولكن عندما تصرح، يتم الاستماع إليها، خاصة في الخارج. ويفهم الكوريون الشماليون جيدًا كيف يعمل النظام السياسي والإعلامي”، يرى أنطوان بونداز.
ما رد فعل الولايات المتحدة؟
من جانبها، تعتقد جولييت موريو، أن كوريا الجنوبية “تُستخدم لإرسال رسالة إلى واشنطن”. وتقول: “منذ شهر العسل مع الولايات المتحدة عام 2018، لم تحصل كوريا الشمالية على أي مزايا ملموسة، ولم يتم رفع العقوبات الاقتصادية”. تبدو العلاقات مجمدة تمامًا، بعد عامين من الاجتماع التاريخي والدافئ بين دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي في 12 يونيو 2018. “لقد تحول الأمل في تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة إلى يأس، أكد وزير خارجية كوريا الشمالية، ري سون -غون، بعد ذلك بعامين.
لم يردّ الرئيس الأمريكي، الذي بدا حملة إعادة انتخابه في نوفمبر المقبل، الفعل على تدمير مكتب الاتصال بين الكوريتين. وكانت أول تغريدة له عندما استيقظ الثلاثاء تعبّر عن فرحه بالأرقام الجيدة للتجارة في الولايات المتحدة. وبالنسبة إلى أنطوان بونداز، “ليس من مصلحته التورط لأن المسالة لا تتعلق مباشرة بالولايات المتحدة».
«كوريا الشمالية
قوة نووية بحكم الواقع»
على الأقل في هذه اللحظة، هل يمكن أن يزداد الوضع سوءً ويصبح عالميا أكثر؟ مع كل صاروخ أو عمل سياسي قامت به كوريا الشمالية في السنوات الأخيرة، يلوح شبح حرب عسكرية مع جارتها في الجنوب أو مع الولايات المتحدة. “أعتقد أننا في بداية سلسلة من الاستفزازات التي سيتم تأطيرها وقياسها نسبيًا. وفي الوقت الحالي، يبدو لي أنه من غير المرجح اننا سنشهد استفزازًا عسكريًا كبيرًا”، يخفف انطوان بونداز.
ومع ذلك، هناك “تغيير كبير” في العامين الماضيين، وهو ليس هيّنا، كما تذكّر جولييت موريلو: “إن كوريا الشمالية بحكم الامر الواقع قوة نووية... ولم نعد حتى نطرح هذا السؤال. «
عن لو باريسيان
-- لقد تحول الأمل في تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة إلى يأس
-- تستخدم بيونغ يانغ كوريا الجنوبية لإيصال رسالة إلى واشنطن
-- هذا الحدث ليس مفاجئًا على الإطلاق لأننا في سياق تدهور للعلاقات بين البلدين
كل هذا من أجل هذا؟ بعد أكثر من عامين من الانفراج بين الكوريتين، دمرت بيونغ يانغ، الثلاثاء، مكتب الاتصال بين الكوريتين. وقد تم افتتاحه في سبتمبر 2018، تتويجًا لسلسلة من الحوارات والاجتماعات بين قادة البلدين المتجاورين، وهما في حالة حرب على الورق لغياب اتفاق سلام في نهاية الحرب الكورية عام 1953.
هذا “الاستفزاز”، هو أقرب الى الطرفة منه الى أي شيء آخر، خاصة أن المبنى يقع في أراضي كوريا الشمالية، الا انه رمز جاد. “هذا الحادث ملحوظ، لأنه يؤشّر إلى العودة لحالة سابقة. لم نعد معتادين على هذا النوع من التوتر، حتى وان رأينا أن كل شيء يفتر منذ أكثر من عام”، تؤكد المتخصصة في الكوريتين جولييت موريلو، مؤلفة كتاب “اعترافات كاثوليكي من كوريا الشمالية” (منشورات بايارد 2020).
ويضيــف أنطــوان بونــداز، الباحــث في مؤسسـة البحـــوث الاســـتراتيجية، ان “هــــــذا الحــدث ليس مفاجئًــا على الإطــلاق، لأننــا في ســـياق تدهــور للعلاقـــات، رغــــم الإعلانــات المنتظمـة لكوريــا الجنوبيــــة المعبــّرة عن رغبتهــا في تعزيــز التعاون».
منذ قمة هانوي في فبراير 2019، ارتفع منسوب التوتر، على خلفية الملف النووي شديد الحساسية المعلّق. وفي الأيام الأخيرة، زادت النغمة تصاعدًا بعد أن أرسل المنشقون الكوريون الشماليون في كوريا الجنوبية منشورات دعائية نحو الشمال. وقد أدانت سلطات كوريا الجنوبية هذه الأعمال، لكن نظام الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، قرر قطع العلاقات مع جارته.
كوريا الجنوبية
“كبش فداء مثالي»
وحسب الخبراء، إن حدث الثلاثاء كان بسبب الوضع الداخلي في كوريا الشمالية. حتى لو كانت المعلومات الموثوقة لا تظهر إلا قطرة قطرة، فمن المؤكد أن البلاد تعرضت لازمة عميقة ومؤلمة بسبب وباء فيروس كورونا، الذي ظهر في الصين المجاورة نهاية عام 2019. “لقد واجهوا مشاكل اقتصادية كبيرة، خاصة ان رد فعل الكوريين الشماليين كان سريعًا للغاية، حيث أغلقوا حدودهم في نهاية يناير”، تذكّر جولييت موريلو.
ومن خلال تدمير مكتب الاتصال بين الكوريتين، فإن النظام الكوري الشمالي يهاجم “كبش فداء مثالي، كوريا الجنوبية، التي لا ينتظر منها شيئا”، يشدد أنطوان بونداز. ويضيف “وهذا يمكّنه من إحياء جدلية العدو وإعادة تعبئة شعبه».
تغيير آخر خاص بكوريا الشمالية: كيم يو جونغ، الأخت الصغرى للزعيم كيم جونغ أون، والتي تعتبر في بعض الأحيان وريثته عندما يغادر منصبه، هي في الخط الأمامي في مجال التواصل والاتصال. وهي التي طلبت السبت التفكير في “الإجراء التالي الذي يتعين اتخاذه” ضد كوريا الجنوبية. كما وصفت مكتب الاتصال بين الكوريتين بأنه “عديم الفائدة».
«على المستوى المؤسسي، ليس هناك ما يشير إلى أن لها وظائف أكثر أهمية اليوم من ذي قبل، ولكن عندما تصرح، يتم الاستماع إليها، خاصة في الخارج. ويفهم الكوريون الشماليون جيدًا كيف يعمل النظام السياسي والإعلامي”، يرى أنطوان بونداز.
ما رد فعل الولايات المتحدة؟
من جانبها، تعتقد جولييت موريو، أن كوريا الجنوبية “تُستخدم لإرسال رسالة إلى واشنطن”. وتقول: “منذ شهر العسل مع الولايات المتحدة عام 2018، لم تحصل كوريا الشمالية على أي مزايا ملموسة، ولم يتم رفع العقوبات الاقتصادية”. تبدو العلاقات مجمدة تمامًا، بعد عامين من الاجتماع التاريخي والدافئ بين دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي في 12 يونيو 2018. “لقد تحول الأمل في تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة إلى يأس، أكد وزير خارجية كوريا الشمالية، ري سون -غون، بعد ذلك بعامين.
لم يردّ الرئيس الأمريكي، الذي بدا حملة إعادة انتخابه في نوفمبر المقبل، الفعل على تدمير مكتب الاتصال بين الكوريتين. وكانت أول تغريدة له عندما استيقظ الثلاثاء تعبّر عن فرحه بالأرقام الجيدة للتجارة في الولايات المتحدة. وبالنسبة إلى أنطوان بونداز، “ليس من مصلحته التورط لأن المسالة لا تتعلق مباشرة بالولايات المتحدة».
«كوريا الشمالية
قوة نووية بحكم الواقع»
على الأقل في هذه اللحظة، هل يمكن أن يزداد الوضع سوءً ويصبح عالميا أكثر؟ مع كل صاروخ أو عمل سياسي قامت به كوريا الشمالية في السنوات الأخيرة، يلوح شبح حرب عسكرية مع جارتها في الجنوب أو مع الولايات المتحدة. “أعتقد أننا في بداية سلسلة من الاستفزازات التي سيتم تأطيرها وقياسها نسبيًا. وفي الوقت الحالي، يبدو لي أنه من غير المرجح اننا سنشهد استفزازًا عسكريًا كبيرًا”، يخفف انطوان بونداز.
ومع ذلك، هناك “تغيير كبير” في العامين الماضيين، وهو ليس هيّنا، كما تذكّر جولييت موريلو: “إن كوريا الشمالية بحكم الامر الواقع قوة نووية... ولم نعد حتى نطرح هذا السؤال. «
عن لو باريسيان