الحزب اليميني يفوز بانتخابات «شمال قبرص»

الحزب اليميني يفوز بانتخابات «شمال قبرص»


فاز حزب “الوحدة الوطنيّة” اليميني القومي في الانتخابات التشريعيّة المبكرة في “جمهوريّة شمال قبرص التركيّة”، وفق ما أظهرت نتائج رسميّة موقّتة نُشرت  أمس الاثنين -24 - 01.
وكان الناخبون في “جمهورية شمال قبرص التركيّة” أدلوا بأصواتهم الأحد في انتخابات تشريعيّة مبكرة، في نهاية حملة هيمنت عليها أزمة اقتصاديّة تشهدها هذه المنطقة الممتدّة مساحتها على ثلث أراضي جزيرة قبرص المتوسّطية والتي لا تعترف بها سوى أنقرة.

وبعد فرز أكثر من 90% من صناديق الاقتراع، حصل حزب “الوحدة الوطنيّة” بقيادة الزعيم القبرصي التركي إرسين تتار على 39,6% من الأصوات، معزّزًا بذلك وجوده في البرلمان، بحصوله على 24 من أصل 50 مقعدًا.
وعلى غرار ما حصل في العام 2018، سيتعيّن على الحزب المؤيّد لأنقرة تشكيل ائتلاف ليتمكّن من الحكم. من جهته، حلّ الحزب الجمهوري التركي اليساري ثانيًا بحصوله على 32% من الأصوات، وفاز بـ18 مقعدًا، وفقًا للّجنة العليا للانتخابات.

ويُتوقّع صدور النتائج النهائيّة في وقت لاحق.
وقال الأمين العام لحزب “الوحدة الوطنيّة” ورئيس الوزراء الحالي فايز سوكوغلو مساء الأحد بعد الانتخابات التي هيمنت عليها الأزمة الاقتصادية “سنصلح الاقتصاد أولا.
 ستكون هذه هي مهمّتنا الأولى”. وقال ديرفيس ديزليكلي اوغلو (72 عامًا) لوكالة فرانس برس “الناس مكتئبون لأنّ كلفة العيش مرتفعة جدًا. آمل في أن يعمل الذين سيُنتخبون، بطريقة فعّالة أكثر في البرلمان لخير الشعب».

ودُعي نحو 204 آلاف ناخب للإدلاء بأصواتهم في الثلث الشمالي من الجزيرة المتوسطية المنقسمة. وفي الجمهورية المعلنة أحاديًا بدعم من تركيا، أدى تراجع قيمة الليرة التركية بنسبة 44 بالمئة مقابل الدولار في 2021، إلى ارتفاع هائل في الأسعار وتجاوز التضخم 46 بالمئة بحلول كانون الأول-ديسمبر 2021.  وصوّت القبارصة الأتراك حتى الساعة السادسة مساء (16,00 ت غ) لانتخاب خمسين نائبًا في ستّ دوائر انتخابيّة عن طريق التمثيل النسبي.

وقال الخبيران في علم السياسة أحمد سوزين وديفريم شاهين في مذكرة نشرها مركز الأبحاث الإيطالي (ايسبي) إنّ “الحملة الانتخابية لم تُثر قدرا كبيرا من الاهتمام والحماسة كما في الانتخابات السابقة في شمال قبرص، لأن المواطنين منشغلون خصوصا بصحتهم وسلامتهم وظروفهم المعيشية».
واتُهم رجب طيب إردوغان بالتدخّل في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2020 في “جمهورية شمال قبرص التركية” وفاز فيها بفارق ضئيل القومي إرسين تتار، الحليف القريب من الرئيس التركي، على الرئيس المنتهية ولايته مصطفى أكينجي المؤيد لإعادة توحيد جزيرة قبرص في دولة اتحاديّة.  واعتبر الخبيران في علم السياسة أنّه بالنسبة إلى استحقاق الأحد “لن تحتاج تركيا إلى تأدية دور نشط لتغيير مسار هذه الانتخابات».

كشفت استطلاعات الرأي في وقـــــت سابق أنّ حزب الوحدة الوطنية (يمين قومي) المؤيّـــــــد لحــــــلّ الدولتين، ســـــيحتفظ بموقعــــــه، بوصفه أوّل قـــــوّة ســياســـــيّة في برلمــــــان شمال قبرص، متقدّمــــًا على الحزب الجمهــــــوري التركي (يســـــار) المؤيّـــــد لتسـوية مع القبارصة اليونانيّين.
ولم يبرز خلال الحملة الانتخابيّة النقاش حول حل النزاع القبرصي، لكنّ جزءا من القوى اليساريّة المؤيّدة لحلّ فدرالي دعا إلى مقاطعة الانتخابات. واعتبر حزب قبرص المتحدة أنّ “لا شيء سيتغيّر” ما دام مجتمع القبارصة الأتراك “لم يتحرّر من نير أنقرة”.

 ومنذ أن غزا الجيش التركي شمالَ قبرص في 1974 ردا على انقلاب نفّذه قبارصة يونانيّون قوميّون أرادوا إلحاق الجزيرة المتوسطيّة باليونان، انقسمت جمهوريّة قبرص، العضو في الاتحاد الأوروبي منذ 2004، شطرين.
ولا تُمارس الحكومة القبرصيّة المعترف بها دوليًا سلطتها سوى على الجزء الجنوبي من الجزيرة الذي يسكنه بشكل رئيسي القبارصة اليونانيّون. أمّا “جمهورية شمال قبرص التركيّة” التي أُعلِنت أحاديًا في 1983 في الجزء الشمالي من الجزيرة، فيقطنها معظم القبارصة الأتراك والمستوطنون الأتراك، ولا تعترف بها سوى أنقرة.

وتوقّفت المفاوضات بشأن تسوية النزاع في الجزيرة منذ 2017. وفي نيسان-أبريل 2021، فشلت محاولة إعادة إطلاق المحادثات التي نظّمتها الأمم المتحدة التي تشرف على منطقة عازلة تمتدّ بين شطرَي الجزيرة.  في 2004، نُظّم استفتاء على خطّة قدّمتها الأمم المتحدة بهدف إعادة توحيد الجزيرة. ووافق نحو 65 بالمئة من القبارصة الأتراك على هذه الخطّة، في حين رفضها أكثر من 75 بالمئة من القبارصة اليونانيّين.